طريق المجد للشباب (حلقة ثقافية) ـ كيف نستغل فراغنا ؟

(*) د. رضا العطار

يقول الفيبلسوف هربرت سبنسر انه يستطيع ان يعرف اهتمامات الانسان بعد ثلاث دقائق من الاستماع لحديثه وذلك لاننا كلنا في الحديث نتجه نحو الموضوعات التي تشغل قلوبنا وتحرك عقولنا.
ولكن ما نهتم به ليس في الاغلب حرفتنا ومعاشنا بل مشاغلنا التي نملأ بها هذا الفراغ، بما نحب من نشاط. ولذلك نجد ان الهوايات التي تلصق بقلوبنا والتي نستغل بها فراغنا او (نقتل) بها وقتنا، تعمر شخصيتنا وتملأ حديثنا ولا نكاد نتحدث الا عنها ولذلك نستطيع ان نميز الرجل الحكيم عن الرجل الجاهل، عندما نعرف الطريقة التي يستغل كل منهما وقت فراغه.

وهذا معقول لاننا في الحرفة التي نكتسب بها قد نضطر الى عمل ليس لنا فيه اختيار، ولكننا في الفراغ نختار ونفاضل ونميز الاعمال، فأحدنا يقرأ والاخر يلعب، واحدنا يتكاسل ويتثاوب ويسمر، والاخر ينشط ويتخذ بعض الالعاب الرياضية بل ان احدنا قد يهوى عملا فنيا لا يزال يمارسه ويبدع فيه حتى يجد في احد الايام ان هوايته هي كل شيء وانها جديرة بان تكون حرفة يتخذها بدلا من حرفته التي اضطر اليها اضطرارا.

زعندما نبلغ الشيخوخة نجد ان حرفتنا التي كنا نعيش بها، قد نسيناها، بل نحن نسارع الى نسيانها. ولكن الهواية التي لازمتنا ايام الشباب قد بقيت وقويت، ونحن عندئذ نجد فيها اعظم ما يبعث النشاط والبهجة والسعادة ايام الشيخوخة.
يجب ان يكون لكل شاب هواية كالقراءة او الكتابة او الصيد او النجارة او غرس الاشجار او الرسم او النحت او البحث العلمي او قرض الشعر. . ألخ. ذلك ان هذه الهوايات تصده عن (قتل الوقت) فلا يعود وقت الفراغ عدوه يعرضه للمخاطر بل يستحيل الى صديق الذي يجد فيه الفرصة المتاحة لتربية النفس وترقية الذهن حتى لو بلغ التسعين او المئة من العمر.
ما هي هوايتك ايها الشاب ؟ وهل انت (تقتل) وقتك ام نستغله ؟

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

(*) د. رضا العطار

يقول الفيبلسوف هربرت سبنسر انه يستطيع ان يعرف اهتمامات الانسان بعد ثلاث دقائق من الاستماع لحديثه وذلك لاننا كلنا في الحديث نتجه نحو الموضوعات التي تشغل قلوبنا وتحرك عقولنا.
ولكن ما نهتم به ليس في الاغلب حرفتنا ومعاشنا بل مشاغلنا التي نملأ بها هذا الفراغ، بما نحب من نشاط. ولذلك نجد ان الهوايات التي تلصق بقلوبنا والتي نستغل بها فراغنا او (نقتل) بها وقتنا، تعمر شخصيتنا وتملأ حديثنا ولا نكاد نتحدث الا عنها ولذلك نستطيع ان نميز الرجل الحكيم عن الرجل الجاهل، عندما نعرف الطريقة التي يستغل كل منهما وقت فراغه.

وهذا معقول لاننا في الحرفة التي نكتسب بها قد نضطر الى عمل ليس لنا فيه اختيار، ولكننا في الفراغ نختار ونفاضل ونميز الاعمال، فأحدنا يقرأ والاخر يلعب، واحدنا يتكاسل ويتثاوب ويسمر، والاخر ينشط ويتخذ بعض الالعاب الرياضية بل ان احدنا قد يهوى عملا فنيا لا يزال يمارسه ويبدع فيه حتى يجد في احد الايام ان هوايته هي كل شيء وانها جديرة بان تكون حرفة يتخذها بدلا من حرفته التي اضطر اليها اضطرارا.

زعندما نبلغ الشيخوخة نجد ان حرفتنا التي كنا نعيش بها، قد نسيناها، بل نحن نسارع الى نسيانها. ولكن الهواية التي لازمتنا ايام الشباب قد بقيت وقويت، ونحن عندئذ نجد فيها اعظم ما يبعث النشاط والبهجة والسعادة ايام الشيخوخة.
يجب ان يكون لكل شاب هواية كالقراءة او الكتابة او الصيد او النجارة او غرس الاشجار او الرسم او النحت او البحث العلمي او قرض الشعر. . ألخ. ذلك ان هذه الهوايات تصده عن (قتل الوقت) فلا يعود وقت الفراغ عدوه يعرضه للمخاطر بل يستحيل الى صديق الذي يجد فيه الفرصة المتاحة لتربية النفس وترقية الذهن حتى لو بلغ التسعين او المئة من العمر.
ما هي هوايتك ايها الشاب ؟ وهل انت (تقتل) وقتك ام نستغله ؟

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here