حب النبي ودستوره..في فكر المحقق الصرخيً

احمد الركابي
في الواقع نجد اهتمامه الكبير- صلى الله عليه وآله وسلم -، خيرُ من دعا، وخير من رَبى، وخير من أدّب وعلّم ـ بتربية الغلمان، في مرحلة متقدمة من أعمارهم، بل حتى قبل قدومهم إلى هذه الحياة. ولما لا فحسن اختيار الحاضن السليم، وأساليب التنشئة والتربية والتأديب والتعليم الصحيح لغلمان اليوم، رجالات المستقبل سبيل خير الأمة، ونهضتها الرسالية، وقوتها ومنعتها المعنوية والحضارية، وحلاً لمشكلاتها التربوية والتعليمية والاجتماعية المستحدثة في آن معاً. فضلاً عن أن رؤية الإنسان وكينونته وسلوكه أمور محكُومة بتنشئته وتربيته، وهي لن تستقيم إلا بإتباع هديه الشريف -صلى الله عليه وآله وسلم- الأنموذج والقدوة:((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً)) (الأحزاب: 21).
نهوض الأمة ورقيها معقود بصحة التعليم وجودة التربية، والمناهج الأرضية وطرائق البشر مهما أوتيت من قوة واجتمع لديها من خبرة؛ فإنها تقف عاجزة عن تحقيق الكمالات، وعن التناغم مع الفطرة السوية، والسبب هو أن هذه المناهج لا تخلو من هوىً بشريٍ جهول، أو نظرةٍ ضيقةٍ محدودةٍ مع ضعفٍ في الشعور الداخلي الصادق – المراقبة – الذي هو بلا شك مؤثرٌ كبيرٌ على سير العمل التعليمي والتربوي، ولذا فإن من المهم – والمهم جدًا – إدامة النظر والتأمل في الأساليب النبوية في التربية والتعليم
ومن هنا تأتي الحاجة ملحة لأن نعيد إلى الناس بيان حياة الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- القدوة والأسوة الحسنة للناس جميعًا، ونعنى بتربية الأبناء والشباب، وإعطائهم الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة، وإبرازهم الشخصية المستحقة للاتباع والاحتذاء
إن هذا الإيمان وهذا السعي الحثيث وهذا التصميم والعزم الذي قاد به محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حركته حتى النصر النهائي، إنما هو برهان بليغ على صدقه المطلق في دعوته. إذ لو كانت في نفسه أدنى لمسة من شك أو اضطراب لما استطاع أبدًا أن يصمد أمام العاصفة التي استمرّ أوارها أكثر من عشرين عامًا كاملة. هل بعد هذا من برهان على صدق كامل في الهدف واستقامة في الخلق وسمو في النفس كل هذه العوامل تؤدي لا محالة إلى الاستنتاج الذي لا مفر منه وهو أن هذا الرجل هو رسول الله حقًا. هذا هو نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إذ كان آية في صفاته النادرة ونموذجًا كاملاً للفضيلة والخير، ورمزًا للصدق والإخلاص
كذلك أن قراءة القرآن وتدبره، والعناية به وتربية النشء عليه، من شأنها تنمية محبة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ،
ومن هذه الصورة الرائعة والمثل الأعلى فقد أشار المحقق الأستاذ الصرخي إلى كسر حجب الظلام ونصرة النبي الهمام ، وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :
((الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتاريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهضوم -صلوات الله وسلامه عليه وآله – بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات أن العراقيين الأخيار الصادقين الأحرار هم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ، وهم المحبّون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد .))
شذرات من كلام المرجع الأستاذ
goo.gl/RoL4fH
إن رسالة النبي محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- واجهت العديد من التحديات التي تمثلت بالإغراء والاستهزاء والسخرية ومع هذا فإن قائد الإسلام لم يستسلم، وقد أثبت للجميع أن العقيدة فوق المغريات والماديات، ووفقًا لذلك على المجتمع اليوم التحلي بمبادئ الرسول وأن يضعوا نصب أعينهم حبهم لعقيدتهم ووطنهم لا كما يحصل من أتباع المناصب والشهوات والمصالح الدنيوية وهذا يحتاج إلى تضحية ودفع ضريبة كبرى مثلما دفعها الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم -.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here