وقفة صراحة :الهجمة ضد العبادي تفضح ذيلية مطلقيها

بقلم مهدي قاسم

بدءا أود التأكيد هنا أنني لستُ بصدد الدفاع عن حيدر العبادي ولا انوي ذلك قطعا ، لكوني أعتبر العبادي ” نسخة محسّنة ” بعض الشيء بالنسبة لأقرانه من ساسة الأحزاب الإسلامية ولكنه لا زال ” منهم ” أعني من طغمة المنطقة الخضراء ، ولم يستقل قائما بذاته كرجل دولة أو زعيم وطني قح و حازم ..

غير أن ذلك لا يمنعني من الإشادة ببعض مواقفه التي أراها تنطلق من أولوية مصالح العراق ولا سيما تصريحه الأخير من ناحية التزام العراق بالعقوبات الأمريكية ضد إيران ..

فأنا أرى هذا التصريح إذا تم الالتزام به بدقة خطوة متقدمة في تطور موقف العبادي السياسي ومحاولة رجل إسلامي ” شيعي ” عراقي مسئول يريد الابتعاد ــ ولو بخطوة واحدة ـــ عن الظل الإيراني ” الوارف ” على العراق لحد الاختناق ، والسعي الجدي نحو أخذ مصالح العراق بنظر الاعتبار ، و قبل أي شيء آخر، بعيدا عن أي انحياز أو عواطف دينية أو مذهبية ..

و بالمناسبة هذا ما فعله و يفعله النظام الإيراني على طول الخط ، واضعا الدين و خاصة المذهب و أتباعه من ” الشيعة ” في العالم في خدمة مصالح إيران و نشر نفوذها السياسي و الأمني و الاقتصادي في أي بلد كان ، بل و التضحية بهؤلاء ” الشيعة ” أن اقتضت الحاجة والضرورة من أجل تحقيق ذلك و بدون أي تردد او اعتبار..

و هذا هو عين الصواب في السياسة حسب رأيي ..

لكون السياسة في جوهرها هي تحقيق مصالح بالدرجة الأولى و الأخيرة وليس ” تلقيح ” و تأجيج مشاعر وعواطف دينية أو مذهبية زائفة لصالح تفوق بلد على حساب انبطاح بلد آخر..

بدليل أن الحكومة الإيرانية ” الشيعية ” قد قطعت عشرات أنهر عن العراق في السنوات الماضية القريبة ، و ذلك من أجل حماية مواردها و ثروتها المائية مستقبلا ، غير آبهة بكارثة الجفاف التي ضربت بعض المحافظات من جراء ذلك و خلقت أزمة مياه شرب حادة ومتفاقمة و غير ذلك من أزمات اجتماعية و زراعية لها علاقة بالمياه والتي يعاني منها مواطنون عراقيون معاناة شديدة ..

كما أن السلطات الإيرانية ” الشيعية ” هي نفسها التي قطعت الكهرباء عن العراق في عز الصيف القائظ واللاهب ، وهي عارفة ومدركة بمدى المعاناة التي ستسببها عملية القطع هذه ولكنها ــ و انطلاقا من حماية مصالحها القومية لم تبالِ ب” الشيعة ” العراقيين ولا بمعاناتهم على هذا الصعيد ..

بالرغم من كونها هي أيضا شيعية كما يُقال !!

فيا ترى لماذا الشيعة الإيرانيون لا يهتمون إلا بمصالحهم القومية ( و بالمناسبة هذا هو الموقف الوطني الصحيح حسبما أظن واعتقد ) بينما بعض ” الذيول الشيعية ” في العراق يتناسون أولوية مصالح العراق و ليركزّوا على مصالح إيران دائما و أبدا ، و كأنما إيران هي بلدهم الأصلي و ليس العراق ..؟

أم السبب يرجع إلى العطب العميق الذي أصاب حسهم الوطني الذي ربما ما كان موجودا اصلا ؟!..

و إذا كان الأمر هكذا فأنهم ” معفيون ” من أي عتب أو لوم ..

فالوطنية شعور داخلي زاخر كأي شعور آخر ، مثل مشاعر حب وجمال ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here