بعد تسلّمه منصب نقيب الفنانين.. د. جبار جودي: سنحاول الدخول في مشاريع اقتصادية لخدمة الفن العراقي بكل مجالاته

بغداد/ زينب المشاط

نقابةُ الفنانين العراقية، كانت نُقطة الخلاف الأكبر بالنسبة للفن والفنانين ضمن واقعهم، إنها نقابة مُسمّاة إلا إنها غير حاضرة، يشتد غيابها ضمن جميع المشاهد، وإن كان لها حضور بسيط أحياناً فلا يتعدى البروتوكول والظهور الإعلامي لا غير، حتى إني كصحفية لم أكُن أجد لرأي النقابة أي ضرورة في التقارير التي أتحدث بها عن مشكلات الدراما أو المسرح أو الفن التشكيلي أو الموسيقي وغيرها من المجالات الفنية… ولا أذكر أن أحداً من الفنانين سابقاً أشار الى إنه قد لجأ في مشكلته الى النقابة، أو هي بادرت بوضع دعائم وحلول، ولا أعرف السبب وراء هذا الدور الضبابي، والضعيف، هل هي النقابة ذاتها، أم ما نعيشه نحن من واقع سياسي بات يلعب دوراً واضحاً ينعكس بالسلب على الجوانب الفنية والثقافية برمتّها…

أعتقد إن انطلاق الانتخابات النقابية التي عايشها المشهد الفني العراقي لهذا العام كانت نُقطة الإنقاذ أو الأمل الجديد الذي خُلق للفنانين ليحاولوا من خلاله ان يُغيروا واقعهم وبالفعل اشتدّت المنافسات فيما بينهم وكانت مُنافسة مهنية واضحة، حتى انصب تركيز الفنانين على القوائم التي قد تخدمهم بشكل أكبر.
منذ آذار الفائت والنقابة تشهد ترشيحات، وغربلة، وانتخاب، حتى إعلان النتائج النهائية في بداية آب الجاري والتي فاز بها قائمة التغيير برئاسة د. جبار جودي، ليكون بذلك نقيباً للفنانين بمجلس النقابة يضم كل من الفنانة آسيا كمال ، فاضل وتوت، محمد هادي، فؤاد شهيد، صفاء الياسري ، أكرم علي، اضافة الى مرشحي الشعب الفنية، ضياء الدين سامي، شبيب المدحتي، عباس ثويني، مازن منذر، سعد الربيعي…
لن أقول إن الوسط الفني مُتفائل بجبار جودي كنقيب للفنانين، في الواقع إن الأصوات التي حصل عليها جودي كانت كفيلة بالحديث عن مدى قبول شخصه من قِبل الفنانين العراقيين، وبعد ان حاز جودي على المنصب قامت المدى بسؤال عدد من الفنانين سواء الكبار أو الشباب، وأكد الجميع وبالاجماع أنهم مُتفائلون بوجود جبار جودي بهذا المنصب الذي من شأنه أن يكون إنطلاقة جديدة وبداية جديدة، لمشروع النقابة الجديد، والأهداف التي ستعمل من أجلها، وكيفية تعاملها مع الواقع الفني بكافة مفاصله كان علينا أن نتحدث لنقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي ليضع لنا صورة واضحة عن أسلوب العمل الجديد واستراتيجيته، إضافة الى كيفية تعامله مع مشكلات النقابة السابقة والأزلية، خاصة فيما يخص العضويات الوهمية وهي المشكلة الأكبر التي باتت تعاني منها النقابة وفي حديث خاص بـ “المدى” مع جبار جودي :
 دخلتم الانتخابات تحت لافتة التغيير ماذا تقصد به؟ وهل برنامج النقابة والاعضاء السابقون مشمولون بهذه القضية؟
التغيير كمفهوم أمر مطلبي من قبل كل الشعب العراقي، وليس من قبل الفنانين فحسب، اتخذنا هذا الاسم لأننا أيضاً ضمن هذا الشعب ونطمح لذات التغيير الذي يطمح له الشعب إضافة الى التغيير في مجالنا الخاص، وذلك لما نراه من ظروف قاهرة تمر علينا بفعل الحكومات المتعاقبة التي لم تقدم خدمات حقيقية لذلك ينسحب هذا الأمر على الاجزاء المكونة في المجتمع ونقابة الفنانين مثال على ذلك إذ إنها مصابة بالعجز والخلل التام ، وها نحن نسعى ومن خلال مجموعة التغيير الى طرح وجوه جديدة ودماء جديدة لتدوير عجلة العمل النقابي من جديد.

 مشاريع النقابة والاستراتيجية التي ستوضع في مرحلة تسلمكم مهام النقابة هل ستكون كمنظمة مهنية أم ستنطلقون الى مشاريع جديدة لم تكن النقابة متولية لها سابقاً؟
طبعاً نحن نعمل على خلق مشاريع جديدة تعود بالفائدة على الفن العراقي برمتّه، فهنالك خطط ستراتيجية تم وضعها من قبلنا ما أن أطلقنا مشروعنا النقابي كوّننا قائمة عمل واحدة، ونعمل على النهوض بعمل النقابة المركزي والمتضمن في الاساس تنظيم عمل المهن الفنية فيما بينها، إضافة لما بينها وبين الجهات الأخرى، أيضاً علينا أن نوسع العمل الاقتصادي حيث تحرص النقابة على الدخول في مشاريع اقتصادية جديدة ربما ستشكل علامة بارزة ومضيئة مستقبلاً ، ذلك إنه من خلال هذا العمل الاقتصادي بالإمكان أن ننهض بالفن لأن مشكلة الفن اليوم بالعراق هي التراجع الاقتصادي الواضح.

 كيف ستتعاملون مع مشكلة العضوية التي تم منحها للكثير من الدُخلاء على النقابة وهم ليسوا فنانين؟ ألا تعتقد أن هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي يجب حسمها؟
نعم، مشكلة العضوية هي المشكلة الاكبر حالياً، وبرأيي إنها المشكلة الاقرب الى الحل، حيث ستكون هناك آليات عمل وضوابط سيتم وضعها للتشدد في منح الهوية كذلك عمل غربلة وتدقيق لكل الهويات السابقة في المركز والفروع .

 الشُعب التي تضمها النقابة هل سيكون لها دور ملموس بهذا التغيير ؟
نعم، سيكون لشعب النقابة المتخصصة دور مفصلي في تحديد العضوية وغربلة العضوية السابقة وتزكية العضوية الجديدة، وهذه ستكون واحدة من المهام الصعبة والمهمة التي سيركز عليها مسؤولو الشعب الفنية التي تضمها النقابة بالتأكيد ستتضح مهامهم الأخرى مستقبلاً بشكل أكبر وأوضح.

 حضور النقابة بالمشهد الثقافي والفني هل سيكون مميزً بالفترة المقبلة عن سابقاتها وما نوع هذا التميّز؟
اعتقد إن النقابة ستكون حاضرة بقوة في مختلف الفعاليات الانتاجية الفنية ولمختلف التخصصات فنحن نحاول أن ندعم كل التخصصات لنعطي كل مجال فني حقه، حيث ستدخل النقابة على خط الانتاج الفني بمجرد ترتيب البيت المالي للنقابة وهذا أمر مهم لمعرفة ميزانيتنا الاقتصادية، ومن ثم الانتهاء من الوضع الاداري، علماً إن خط الانتاج الفني سوف يُنشأ عن طريق الدعم الذي من الممكن ان تقوم به النقابة للأنشطة المختلفة للفنانين .

 ما هي المحاولات او التجارب التي ستعرضونها لتكسبوا ثقة الفنانين العراقيين، خاصة إن الكثيرين فقدوا ثقتهم وأعلنوا يأسهم مما يخص النقابة؟

نعم، الفنان العراقي والفرد العراقي بشكل عام يعاني اليوم من أزمة ثقة وبكل شيء، لهذا علينا ان نُقدم بعض الأعمال لنثبت أننا قادرين على العطاء، بداية سنقوم بعمل ماعلينا من مطالبات الحصول على الحقوق والوقوف الحقيقي مع الفنانين في مختلف أحوالهم ومشكلاتهم ، واعتقد إن أغلب الفنانين هم الآن يأملون كثيراً من النقابة ونأمل نحن كذلك ، والأيام القادمة كفيلة بأن تجعل الأمور أكثر وضوحاً ممكناً .

 كونك مختص في مجال المسرح، هل ستعطي اهتماماً أكبر للمسرح، أم ستتعامل كنقيب مسؤول عن كل الفنون؟
اعتقد إن النقابة ونقيبها سيكونان مسؤولين عن جميع الفئات القطاعية للفنون بمجملها.
نعم د. جبار جودي يتأمل خيراً، والفنانون كذلك يتأملون المزيد من النقابة وكادرها الجديد كونه يضم اسماء عملت كثيراً في الوسط وحاولت أن تخرج عن التقليد والمتعارف عليه، كما حاولت أن توجد حلولاً عديدة في منهاج العمل الفني سابقاً كُلٌ من مكانه، ليظهر دورهم في قيادة شؤون الفنان العراقي، وكذلك نحن كوسط صحفي وإعلامي سنجتهد في مراقبة العمل النقابي الجديد ونطمح لحضور ملموس من قبل نقابة الفنانين، بعيداً عن التغييب والكتمان واللاوضوح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here