وقفة صراحة : أين هو النمو الاقتصادي في العراق مثلما تزعم هذه المجلة ؟

بقلم مهدي قاسم

بدءا يجب على كل عراقي صاحب مشاعر وطنية حقة أن يسّره أي تصنيف إيجابي عالمي لمسؤول عراقي ما ، ولكن بشرط أن يكون هذا التصنيف عن جدارة و استحقاق قائمين على أسس من إنجازات ملموسة و مثمرة ..

فمن هنا نحن نسّر لتصنيف ( مجلة غلوبال فاينانس العالمية، محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، في المرتبة الـ 30 من ضمن افضل محافظي البنوك في العالم) ..

غير أن ما لفت نظري في أسباب أو تبرير المجلة من ضمن مبررات أخرى لهذا التصنيف قولها (بالإضافة إلى تحقيق اهداف النمو الاقتصادي” ) ؟!! .

ولكن أين هو النمو الاقتصادي في العراق ؟..

أم المقصود من ذلك زيادة عمليات بيع النفط بكميات أكبر مما في السابق ؟ ..

بالرغم من كوني لستُ ملّما بشؤون و أموراقتصادية أو مالية بشكل تخصصي بحت ، إلا أنني أعرف كمتابع و بشكل عام أن النمو الاقتصادي يحدث من خلال تنشيط مشاريع تنموية و استثمارية محلية و أجنبية على حد سواء ، في شتى قطاعات سيما منها صناعية و زراعية وقطاعات البناء و الخدمات و السياحة ، و غير ذلك ، إضافة إلى تنويع مصادر وقنوات الدخل الأخرى غير النفطية ، فضلا عن تبادل تجاري متكافئ و ذات مردود نفعي ومفيد لكلا الطرفين وليس لصالح طرف واحد ـــ مثلما الحال بالنسبة للعراق مع إيران و تركيا على سبيل المثال و ليس الحصر ــ ليتجلى كل ذلك فيما بعد في أنشطة سوقية ومالية مزدهرة وذات طابع تنموي متصاعد ، بدون عوائق انكماش أو ركود طارئة نتيجة ، أخطاء سياسية أو إدارية أو أحداث دولية أو أرباك مفاجئ في الأسواق الدولية ، دون أن ننسى الإشارة إلى ضرورة و حتمية تقليل نسبة البطالة المتفاقمة إلى حدها الأدنى عبر خلق فرص عمل كثيرة ، طبعا ليس في أجهزة ومؤسسات الدولة لتأتي كبطالة مقنّعة إضافية ، إنما عبر مشاريع استثمارية ، خاصة و ضمن إنعاش الأسواق والحقول الخدمية الأخرى تستوعب نسبة لا بأس بها من الأيدي العاملة العاطلة ، و كذلك على صعيد عملية خفض نسبة التضخم أو العجز في ميزانية المدفوعات العامة و التشغيلية ، و تخفيض الديون المتراكمة المحلية و الخارجية والتي بدورها ستؤدي إلى تقوية معافاة العملة المحلية وتقويتها إزاء الدولار أو يورو وغيرها من عملات أخرى ..

و الخ ، الخ من عوامل اقتصادية ومالية عديدة و كثيرة أخرى ..

نورد كل ذلك مع علمنا بأن عملية تحقيق كل هذه الأمور، ليس من واجبات محافظ البنك المركزي العراقي فقط ، إنما من واجبات الحكومة الأساسية التي يجب أن تركز جّل اهتمامها على التنمية الاقتصادية في كافة المجالات ، و مثلما أسلفنا على تنويع مصادر الدخل القومي ، وليس الاعتماد الكلي أو الاحادي على مداخيل النفط فقط ..

و رجوعا إلى سؤالنا ــ أعلاه ــ :

ــ أين هي أهداف النمو الاقتصادي في العراق بفضل محافظ البنك المركزي ، تلك التي أشارت إليها المجلة المذكورة ؟ ..

مع التمني في حصول ذلك !..

ولكن أين هي حقا ؟

بالطبع ..

سأكون شاكرا إذا ما تمكن أحدهم ولفت انتباهي إلى أهداف هذا النمو الاقتصادي التي ربما لم انتبه إليها من شدة ازدهارها العارم والعامر!! ..

علما أن ثمة شبهات تدور حول دور المحافظ فيما يتعلق الأمر بالمضاربات و التلاعب المرافقة لعمليات البيع و الشراء للعملة الصعبة لصالح فئات سياسية معينة ، و على حساب إضعاف الدينار العراقي ..

هامش ذات صلة :

( تصنيف دولي يضع مسؤولا عراقيا ضمن الافضل عالميا

صنفت مجلة غلوبال فاينانس العالمية، محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، في المرتبة الـ 30 من ضمن افضل محافظي البنوك في العالم.

غلوبال فاينانس، هي مجلة تأسست في عام 1987، ومقرها الولايات المتحدة الامريكية وتتوزع في 193 بلدا، وتصنف كبار الشركات والمؤسسات المالية ومسؤولي القطاع المالي.

وقال تقرير حمل عنوان “محافظو البنوك العالمية”، إن “مجلة غلوبال فاينانس تقوم بتقييم أداء محافظي البنوك المركزية في جميع دول العالم منذ العام 1994”.

وقال مدير تحرير مجلة غلوبال فاينانس، جوزيف جيارابوتو، في التقرير، إن “التقييم اعتمد على قيام محافظي البنوك المركزية في مواجهة العواصف والتحديات التي تواجه اقتصاد بلدانهم نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية والذين ناضلوا من اجل استقرار اقتصاد بلدانهم”، مضيفا أن “التقرير صنف محافظي البنوك المركزية من المرتبةA إلى المرتبة F”.

وأكد أن “المراتب المتقدمة احتلوها محافظو البنوك المركزية الذين نجحوا في التصدي للتضخم واستقرار العملة وادارة أسعار الفائدة بالإضافة إلى تحقيق اهداف النمو الاقتصادي”.

ووفقا للتقرير، احتل محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق المرتبة ال 30 عالميا والتاسعة على مستوى الشرق الأوسط، بعد التقدم الذي حققه هذا العام اذ صنف في المرتبةB بعد ان كان في العام الماضي بالمرتبةD متقدما اربع مراتب وهي”D, C+,C,C-“نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here