ومضات خاطفة : عندما تصبح الديموقراطية مطاطة ونطاطة بين أيدي زعماء عشائريين ومخاتير إسلاميين

بقلم مهدي قاسم

استلمت الأحزاب العربية و الكوردية و غيرها مقاليد الحكم و السلطة في العراق على صينية من ذهب ، طبعا ، كهدية مجانية من بوش الأبن الأهوج الذي احتل العراق بهدف تخريبه ــ كما اتضح فيما بعد ــ و ليس بنائه ديموقراطيا مثلما زعم و أدعى تبريرا لعدوان الاحتلال ..

بدليل أنه ــ أي بوش ــ سلّم مصير العراق بعد الغزو لزعماء عشائريين فرديين و متسلطين و لساسة إسلاميين كانوا يستهجنون بالديمقراطية و يعتبرونها ” بدعة غربية مستوردة ” حيث يفضّلون عليها حكم الأسرة الواحدة المتسلطة أو ” الشورى الإسلامية ” للتخريب المنظم لأركان الدولة وإسقاط هيبتها و من ثم إفقار الشعب و إذلاله ، لذا وجدناهم يحرصون( بعدما أصبحوا مجبورين على التمسك الشكلي بالديمقراطية ) على التعامل مع قواعد و أنظمة الديمقراطية على أن تكون مطاطة ونطاطة بين أيديهم ، فيمّطونها إلى حيث تتطلب مصالحهم و أهدافهم الفردية والفئوية ، فإذا توافقت مع هذه المصالح و انسجمت متطابقة حسب الغرض المطلوب فيعترفون بها إشادة و تثمينا و افتخارا ، و إذا لم تتوافق أو تنسجم ، فيرفضونها منددين بها انزعاجا و سخطا و استنكارا ورفضا واستهجانا ..

و أكبر دليل على ما نقول هو موقف الرفض المتشنج لزعيم الحزب الديمقراطي الكودردستاني مسعود البارزاني لنتائج انتخاب السيد برهم صالح رئيسا للجمهورية بدلا من مرشح حزبه ، فهو يعد أمر هذا الانتخاب على أنه غير ديمقراطي ويرفض القبول به ، ربما ناسيا أو متناسيا أن من انتخب رئيس الجمهورية العراقية ليس برلمان إقليم كوردستان العراق إنما مجلس النواب العراقي في بغداد و باغلبية كبيرة **..

أو ربما أنه يخلط بين أغلبية حزبه في برلمان الإقليم و بين الأغلبية الموجودة في مجلس النواب العراقي ..

أما إذا أنه يعتبر الإقليم دولة مستقلة في قرارة نفسه ، فطبعا هذا من حقه تماما كحلم جميل بالنسبة له ، مثلما من حق أي إنسان أن يحلم مثلما يحلو له و يلذ..

هامش ذات صلة :

*( بارزاني: طريقة انتخاب صالح رئيسًا تخريب للتوافق الكردي

اعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني طريقة انتخاب برهم صالح رئيسًا للعراق ضربًا وتخريبًا للتوافق بين القوى الكردية وبداية سيئة لحسم المنصب، إضافة إلى أنها وضعت استحقاقات الأكراد بيد آخرينــ عن إيلاف )

** ( بريطانيا: انتخاب رئيس الجمهورية الاكثر وطنية وديمقراطية في تاريخ العراق

أشاد السفير البريطاني لدى بغداد جون ويلكس يوم الأربعاء بعملية اختيار رئيس جمهورية برهم صالح داخل مجلس النواب العراقي.

وقال ويلكس في “تغريدة” له على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “تهانينا للعراق لإجرائه الانتخاب الاكثر وطنية و ديمقراطية على منصب الرئيس في تاريخه ــ نقلا عن صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here