عَن حزِّ الرُّؤُوسِ كَسِياسَةٍ ثابِتَةٍ عِنْدَ [آل سَعود]!

نـــــــــــــــزار حيدر
*التَّالي؛ هو نَصُّ مُشاركتي في النَّشرة الطُلَّابيَّة الخاصَّة التي تصدر في إِحدى الجامعاتِ بوِلاية فِرجينيا الأَميركيَّة، وقد تُرجمت ونُشرت باللُّغةِ الإِنجليزيَّة؛
س١/ ماهي المُسبِّبات التي تجعل المُواطن [السَّعودي] يفكِّر بالهجرةِ؟!.
ج/ لعلَّ مِن أَهمِّ الأَسباب هو ما تتعرَّض لَهُ أَبسط حقوق الإِنسان للسَّحقِ المُنظَّم! كحريَّة التَّعبير، فإِذا كانت عقوبةُ تغريدةٍ على تويتر [٦] سنوات حَبس! فلماذا لا يُفكِّر المُواطن بالهجرةِ وتركِ بلادهِ؟!.
هناك الآن المِئات من سُجناء الرَّأي في طولِ البلادِ وعَرضِها، من عُلماء ومفكِّرين وكُتَّاب ومغرِّدين وغيرِ ذلك!.
كما أَنَّ نسبة الإِعدامات بسبب الرَّأي تزايدت منذُ أَن تولَّى محمَّد بن سلمان ولاية العهد! حسب تقريرٍ صدرَ مُؤخَّراً عن مكتب وزير داخليَّة الظلِّ في الحكومةِ البريطانيَّة!.
فضلاً عن حمَلات الإِعتقال التي طالت نُشطاء حقوقييِّن ومِن كِلا الجِنسَينِ!.
وبعدَ جريمتهِم في تصفية خاشقجي وبهذهِ الطَّريقة المُخيفة والمُرعبة ستشهد البِلاد هِجرات جماعيَّة لعددٍ كبيرٍ من أَصحاب الرَّأي والقلم الحرِّ! إِذ لم يعُد هناكَ أَيُّ أَملٍ في الإِصلاح الذي وعدَ بهِ وليُّ العهد! بعدَ أَن إِتَّضحَ للجميعِ بِلا نقاشٍ أَنَّهمَّ [إِبن سلمان] هو تجميع السُّلطةِ وتركيز القوَّة تحتَ مُسمَّى الإِصلاحات التي هي ليست أَكثر من ذريعةٍ تطرُب لها الآذان ويسيلُ لها اللُّعاب!.
إِنَّ إِستمرار إِعتماد السُّلطة على فتاوى فُقهاء البِلاط، وهي قاسيةٌ جدّاً بالعادةِ، لتصفيةِ المُعارضين السِّلمييِّن، كما حصلَ للشَّهيد الشَّيخ النِّمر، يدفع أَصحاب الرَّأي الحُر كذلك للتَّفكير بجديَّة في تركِ البلادِ واللُّجوءِ إِلى أَرضِ الله الواسِعة!.
لقد تحوَّلت البلاد إِلى صُندوقٍ أَسود تحكمهُ الأَفاعي والذِّئاب من أَزلام [إِبن سلمان] وأَجهزةِ المُخابرات التي يُديرها بنفسهِ! والذين ينفِّذونَ الأَوامر بِلا أَيِّ تردُّدٍ، مهما كانت قاسية، كما حصلَ للضَّحيَّة خاشقجي! وإِذا كانَ الرَّأي العام قد تعرَّفَعلى تفاصيل هَذِهِ الجريمةِ البَشِعةِ لأَيٍّ سببٍ من الأَسبابِ فإِنَّ هُناك العَشرات بل المِئات من مثلِ هَذِهِ الجريمة وأَشدُّ إِيلاماً وفضاعةً تجري في البلادِ ولكن لا أَحدَ يعرفُ بها ويسمع عنها لأَنَّها تحصل في دائرةِ الصُّندوق الأَسود والتي يتكتَّم عليهاالإِعلام بشَكلٍ كاملٍ ومرعبٍ بعد أَن نثرَ [إِبن سلمان] أَموال البترودولار لقطعِ أَلسِنةِ الإِعلامييِّن والكُتَّاب المُرتزقة الذين يعتاشونَ على فُتاتِ موائدِ الأُسرةِ الحاكِمةِ الفاسدةِ والمُلطَّخةِ بدماءِ الضَّحايا!.
س٢/ هل أستغربتَ طريقة قتل خاشقجي؟!.
ج/ بالتَّأكيد لا؟! ولِمَ الإِستغراب؟! فما فعلهُ [إِبن سلمان] بهِ يفعلهُ يوميّاً بأَطفال اليمن وقبل ذَلِكَ فعلهُ بالأَبرياءِ الآمِنين في العِراق وسوريا، فما الفرقُ بينَ أَن يحزَّ رقبة خاشقجي في قنصليَّة بلادهِ في إِستنبول وبين حزِّ الإِرهابيِّين لرقابِ ضحاياهُمفي عددٍ من البُلدان؟! أَوَليست العقيدةُ واحدةٌ؟! وهي العقيدة الفاسِدة التي يتبنَّاها الحزب الوهابي الذي يعملُ وينشطُ بحمايةِ نظام [آل سَعود] وينشرَها في العالَم بأَموال البترودُولار؟! وما الفرقُ بينَ ذَلِكَ وبين حزِّ وحصدِ الأَسلحة الفتَّاكة والمُحرَّمة دَوليّاًلأَرواحِ الأَبرياء في اليمنِ التي لازالت تتعرَّض لأَبشعِ عُدوانٍ محميٍّ بالشَّرعيَّة الدَّوليَّة؟!.
إِنَّ القتلَ والذَّبحَ والحَرقَ وقطعَ الرُّؤُوسِ هِيَ سياسةٌ ثابتةٌ إِعتمدها نظام [آل سَعود] منذُ بيعتهِ لإِبن عبد الوهاب قبل ثلاثة قرُونٍ على قاعدةِ [الدَّم والهَدم] وهي السِّياسة التي لَمْ تتوقَّف أَبداً منذُ ذَلِكَ الوقت ولحدِّ الآن! ولَم تختلف إِلَّاالأَدوات والوسائِل فقط! من السَّيفِ إِلى السَّاطورِ إِلى الطُبَرِ إِلى المِنشارِ!.
٢٤ تشرينُ الثَّاني ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here