كن قويا كي تكون لنا وطن

سالم سمسم مهدي

محظوظ من يرحل من هذا العالم ووطنه في حالة قوة وثبات وقد شق طريقه ورسم ما ينفع مستقبله وأمن على ما يجب ان يكون عليه مصير براعمه من الصبايا والشبان وأطمأن على ان العاجزين من الاجيال السالفة سيعيشون بكرامة لا تتقاذفهم الاقدار ولا يتحاوشهم الاقذار من المحسوبين على الجنس البشري وكل هذا أُمنية الغيورين على ما يجب ان يكون عليه الوطن الصالح …

نعم قوياً نُريدك يا عراق لا تهزل لا تضعف لا تستسلم لأشباه الرجال الذين باعوك بحفنة من الدولارات البخسة التي لا قيمة لها أمام أسمك …

يكفي منك تاريخك ويكفي أن يقال أنك العراق وبين حناياك ينساب دجلة وتوأمه الفرات …

أنت المجد عندما ضاع وتاه الآخرين في دروب التشرد وتحت أقدام الغزاة وأنت الشعلة الوهاجة عندما غرقوا في دهاليز الظلام …

فيك بابل حمورابي وآشور وأكد والمعقل والهور والمشحوف وسمك البني والشبوط ورديفهما الخريط …

عطاؤك البرحي والعنبر والديري والخستاوي والكنطار …

على ارضك تشمخ النجف والكاظمية وكربلاء والأعظمية وشيخ معروف وشيخ جنيد وسامراء وكل المعالم المقدسة …

تشرفت ارضك بوجود النبي يونس وذو الكفل وإدريس والعزير والممر الآمن للأنبياء كافة …

أنت المتنبي والجواهري والسياب ومعروف الرصافي وخير ما أبدع أهل الشعر والأدب …

علي ابن ابي طالب انت والحسين وابن وقاص والقعقاع وعبد الكريم قاسم وكل صاحب غيره لا يفكر إلا باسمك وعلّمك …

ستبقى اكبر من الذين يرحلون من ارض لأرض ومن عمالة لأخرى ليشركوا الغير بجنسيتك ويفعلون كما تفعل القردة وهي تتقافز على غصون الاشجار …

في وطني تطول قائمة الشهداء وهي موزعة بين شهداء ضمير طحنتهم السياسة الغاشمة وبين مغدورين في سبايكر وبادوش وآخرون سقطوا في حروب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ولكن في حنايا الروح يسكن لهم وطن …

وطن أن لم يكن قويا لا يصلح أن يكون سكن .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here