اصل الفساد ومصدره

قال الامام علي اذا فسد الحاكم المسئول فسد الشعب حتى لو كان افراده صالحون
واذا صلح الحاكم المسئول صلح المجتمع حتى لوكان أفراده فاسدون
وهذا يعني ان الحاكم المسئول الفاسد هو مصدر الفساد ومنبعه وسببه وانه فاسد ومفسد وفساده ليس خاص به بل انه يفسد الأخرين يفسد الصالحين يفسد كل الذين تحت مسئوليته الا ما ندر يفسد الذين يحكمهم فاذا كان الفاسد رئيس جمهورية وزير مدير عام مسئول قسم قائد امني فانه يفسد الشعب العاملين في وزارته في دائرته في قسمه في وحدته
ويعني ان الحاكم المسئول الصالح هو مصدر الاصلاح ومنبعه وانه صالح ومصلح واصلاحه ليس خاص به بل انه يصلح الآخرين يصلح الفاسدين انه يصلح كل الذين تحت مسئوليته فاذا كان الصالح رئيس جمهورية وزير مدير عام مسئول قسم قائد امني فأنه يصلح الشعب العاملين في وزارته في دائرته في قسمه في وحدته
فاي دائرة اي وزارة اي دولة تدخلها وتجد فيها رشوة سرقة فساد اعلم ان الرئيس الوزير المدير عنصر يتعاطى الرشوة الفساد السرقة الدعارة ولو كان رئيس الجمهورية الوزير المدير شرفاء اهل امانة لساد الشرف والامانة كل ابناء الشعب كل العاملين في الوزارة في كل دوائر الدولة في كل الاجهزة الامنية
من هذا يمكننا القول ان سبب الفساد في البلد هو المسئول الحاكم الفاسد لهذا لا يمكننا القضاء على الفساد الا بالقضاء على المسئول الفاسد واختيار مسئول صالح
السئوال كيف يمكننا القضاء على الفساد والفاسدين لا شك ان ذلك صعب جدا لكنه ليس مستحيل وهذا يتطلب
اولا سد باب الفساد وباب الفساد هو الرو اتب العالية والامتيازات والمكاسب والنفوذ والقوة وكل ما يرغب وما يريد وحسب الطلب التي يحصل عليها المسئولين في البلاد اعضاء البرلمان رئيس البرلمان نواب رئيس البرلمان رئيس الوزراء نواب رئيس الوزراء الوزراء رئيس الجمهورية نواب رئيس الجمهورية قادة الاجهزة الامنية المختلفة وما حول هؤلاء من عوائل واقارب حتى انهم كونوا طبقة خاصة عالية بيدها كل شي وفوق كل شي بيدهم القوة والمال والنفوذ وكل شي في خدمتهم حتى اصبحوا يشعرون انهم السادة وبقية الشعب مجرد عبيد وخدم فوظائف الدولة الراقية والعالية لهم وحدهم ولافراد عوائلهم والمال والعقود والصفقات الوهمية والقصور لهم وحدههم ولافراد عوائلهم حتى انك لا تجد احد افراد عوائلهم اقاربهم من حولهم بدون عمل بدون بيت بدون قوة ونفوذ كل شي في خدمتهم وحسب طلبهم لا يشملهم قانون ولا شروط بل انهم فوق كل ذلك والمحظوظ من ينال تزكية من احد المسئولين في الدولة لايهم كان اميا لصا يتعاطى الاحتيال والسرقة المهم انه نال تزكية احد المسئولون
وهذه الحالة انعكست على الشعب وسادت الفوضى و غلبت العناصر الفاسدة والفساد واصبح الفاسد اللص هو الذي يحترم اما الشريف الامين فهو محتقر مبعد مشكوك في امره وهكذا ساد الفساد وعمت الفوضى في كل الارجاء
ثانيا على المرشح ان يعي ويقر انه رشح نفسه ليخدم الشعب ويحقق رغباته واحلامه لا ليخدمه الشعب ويرى في الوصول الى المنصب وسيلة لتحقيق رغباته وشهواته واحلامه الخاصة التي عجز عن تحقيقها قبل ذلك
ومن هذا المنطلق انطلق الشعب في اختيار هذا المرشح اختاره ليخدم الشعب لا ليخدمه الشعب للأسف هذه الحالة غير موجودة ولم يفكر بها احد واذا فكر بها واطلقها انها مجرد لعبة ليخدع ويضل بها الناخبين وعندما يصل الى مبتغاه ينسى كل شي ويفكر برغباته بمصالحه الخاصة فقط
ثالثا علينا ان نعي وندرك ان باب الفساد هو الرواتب العالية والامتيازات والمكاسب المفتوحة والتي لا حدود لها ولا شروط ولا مراقية ولا رقيب ولا محاسبة ولا حسيب لهذا سال لها لعاب اللصوص والفاسدين والمحتلين فكانوا من المسرعين الى ترشيح انفسهم وبما انهم مبدعون واهل تجربة في عمليات النصب والاحتيال فكانوا في مقدمة الفائزين في عضوية البرلمان وفي المناصب المهمة في الدولة وهكذا عم الفساد والخراب وتحكم اللصوص والفاسدون والمخربون في البلاد والعباد
فسد باب الفساد يعني خفض رواتب المسئولين الى درجة لا تتجاوز ضعف ادنى راتب في الدولة الغاء الامتيازات والمكاسب وكل شي يفتح باب للفساد مهما كان وضع رقابة شديدة لمراقبة ومحاسبة اي مسئول مهما كان ووضع عقوبات رادعة بحق كل من يهمل او يقصر او يخطأ مهما كان اما الذي يفسد ويسرق فان عقوبته الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
من هذا يمكننا القول ان الفساد مصدر ومنبعه هو المسئول الحاكم الفاسد اللص
يقول الامام علي اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص
ايها العراقيون انها اسهل وسيلة لمعرفة المسئول الفاسد اذا استخدمنا الوسيلة التي وضعها الامام علي
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here