منصب امين العاصمة مظهر آخر لجدل المركز والأطراف

في سياق الجدل الدائر حول ازمة منصب امين العاصمة بغداد ليس جديدا ان الجمهور العراقي والسياسيين انقسموا الى فريقين او اكثر بخصوص رفض هذا المرشح او ذاك.. وهذه حالة ليست سلبية عموما، انها جزء من الجدل الديمقراطي المقبول. كما لابد من الإشارة الى انه من حق البغداديين ان يختاروا امين عاصمة لهم، حتى وان كانت بغداد عاصمة وحسابات المناصب فيها مختلفة عن بقية المدن لكن مع ذلك فان وجهة نظرهم لابد ان يتم الاصغاء لها بتانّي.

لكن المؤسف في اطار الجدل المثار حول القصة ان الأسباب المعلنة لرفض بعض المرشحين جاءت في سياق التفكير الطبقي والمناطقي البحت، وفي سياق الصراع غير المرغوب فيه بين الأطراف والمركز. وهذا هو الوجه الأكثر بشاعة في عموم المشهد الأخير لتلك الازمة.

ان كون قناعته متاتي من دوافع حسنة وفيها شيء من الصحة يعني انك تستنجد بكل ما يحلو لك سوقه دفاعا عن وجهة نظرك. لست نبيا منزلا من السماء ولا بقية البشر من طينة أخرى لكي تنصب نفسك عليهم نبيا وترسم لهم دور الشياطين. بل كلما كنت منطقيا مرنا كنت اقدر على اقناع الاخرين بوجهة نظرك. بعض الانفعالات الممزوجة بنكهة اللامنطق بعثرت الاوراق في هذه الازمة وافقدتها من محتواها الهادف. ان سوق المناطقية وحشرها في هذا النوع من الجدل يدعو لردود افعال مشابهة وليست منطقية هي الأخرى سوف تزيد الطين بلّة. ان ذلك تأسيس نظري خاطئ للمستقبل. والا فلماذا وجهنا اللوم الى جمهور البصرة حينما طالب بان تكون الاولوية في الوظائف بقطاع النفط والموانىء لابناء المدينة؟! اذ ان أبناء المدينة يعانون من البطالة فيما يعمل في مختلف المؤسسات النفطية والنقاط الحدودية موظفون من مختلف الجغرافيا العراقية. تلك الأصوات قوبلت بامتعاض ورفض لانها تضع اسسا مناطقية للتعامل مع الوظائف في مناصب ذات طابع عام ووطني.

جمال الخرسان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here