الراب الإسلامي مشروع متجدد لإصلاح الشباب

احمد الركابي

الشباب هم عماد الأمة، هم سر النهضة فيها، هم بناة حضارتها، وخط الدفاع القوى عنها، ولذلك لا بد أن يكون لهم دور إيجابى فى تغيير الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة اليوم، وإعمار البلاد، والمساهمة فى نهضتها ورقيها، والقضاء على الفساد فيها، ولذلك كانت مرحلة الشباب مرحلة عظيمة ينبغى أن تصان عما لا ينبغى من الأخلاق والأفعال، وينبغى لصاحبها أن يجتهد فى كل ما يقربه من الله، وفيما يعود على مجتمعه بالخير والنماء.
ولأجل هذه الأهمية لتلك المرحلة اعتنى الإسلام بالشباب عناية فائقة ووجههم توجيهًا سديدًا نحو العطاء والبناء والإصلاح، فقد كانوا الفئة الأكثر التى وقفت بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فأيدوه ونصروه ونشروا الإسلام وتحملوا المشاق.
وإذا أردنا لمجتمعنا رقيًا وتقدمًا فلا بد أن نشرك الشباب فى هذه النهضة، وأن نرسخ فيهم قيمة العمل وأهميته، فالعمل هو أساس الحياة وهو شعار الدين، وهو الذى ترتقى به الأمم، وتنهض به المجتمعات، ويسعد به الأفراد.
إن الاعتناء بالشباب وتربيتهم مسلك الأخيار وخلق الأبرار من هذه الأمة، وإن تضيعهم وإهمالهم خطر عظيم، فالأمة تفسد بفساد أجيالها، وما يتمكن الأعداء منها إلا بالتأثير على صغارها ونشأها. أيُّها المسلم، وإن الاهتمام بتربية الشباب وصلاح قلوبهم خلق أنبياء الله المرسلين قال الله جلَّ وعلا عن إبراهيم -عليه السلام- أنه قال: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) فسأل الله أن يجنبه وابنه عبادة الأصنام، مع أنه كسر الأصنام ودعا إلى توحيد الله جلَّ وعلا، لكن من باب التضرع إلى الله والالتجاء إليه وعدم الثقة بالنفس قال: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).
فلذا نرى سماحة المعلم الاستاذ الصرخي الحسني يجد الصيغ والطرق العصرية لإيصال فكر الإسلام ودين أجداده الى أهل الشرق والغرب ويهذب هذه الرسالة المحمدية الاصيلة وإيصال هذا الفكر النير الى الجميع بأسلوب يؤثر بالمقابل يجذب انتباه المقابل يتناسب مع فكره حيث كانت فكرة انشاد القصائد الحسينية والمهدوية بأسلوب الراب ،لكن راب مهدوي هادف غايته انتشال الشباب من الضياع من الآفات المحيطة بالمجتمعات من خمور ومخدرات وأفلام إباحية تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي بيد الجميع.

وبهذا أصبح على العلماء دور كبير فى احتضان الشباب، وتلمُّس احتياجاتهم العلمية والتربوية، وإشباعها بالعلم الصحيح والتربية الجادَّة، مصطحبين تقوى الله فيما يأتون ويَذرون ويُفتون ويوجِّهون، وبغير هذا سيبحث الشباب عمن يستغل حماسهم، ويستوعب قدراتهم فى غير إطارها المشروع، وقد أخذ الله الميثاق وأكد العهد على العلماء فى كل ملَّة أن يبيِّنوا الحق ولا يكتموه: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here