لمصلحة من.. (تبرأة السنة.. من داعش).. (والصاق الشيعة العرب.. بايران.. وتصفية من ينتقدها)

بسم الله الرحمن الرحيم

عجبا.. هذه الجهود الضخمة التي تسخرها.. وسائل اعلامية وسياسية وتربوية .. لتبرأة السنة العرب من تنظيم داعش .. رغم ان جميع مقاتليه من السنة .. وحواضنه والمدن التي تحصن بها هي مدن سنية.. ومنهج تنظيم داعش هي العقيدة السنية “الخلافة”.. ولم تستطع الجهود الدولية والعراقية من هزيمة داعش عسكريا الا بعد تهديم هذه المدن بالمعارك الشرسة.. بتحالفات دولية واقليمية.. مع ذلك (نجد الحماية لكل من ينتقد داعش من السنة العرب.. ويتم تقديمه بالعمل السياسي والاعلامي والامني والاقتصادي.. ليس على صعيد العراق وحده بل على صعيد اقليمي ودولي)..

بالمقابل:

نجد الصاق الشيعة العرب بايران بارض الرافدين.. رغم ان الشيعة العرب خرجوا بمظاهرات حرقوا فيها صور خميني وخامنئي زعماء ايران، والقنصلية الايرانية معها، وهاجموا مقار الاحزاب والمليشيات الموالية لايران، ومرجعية النجف ترفض ولاية الفقيه الحاكمة بايران، واكثر من 90% من الناخبين الشيعة العرب بوسط وجنوب لم يشاركون بالانتخابات .. رفضا للاحزاب الاسلامية ومليشياتها الموالية لايران التي حكمت فسادا و فشلا منذ عام 2003..

مع كل ذلك لا نجد من يحتضن (نخب هذا الرفض الشيعي العربي لايران .. اعلاميا وسياسيا وامنيا).. بل نجد العكس.. (التعمد بتسليم الداخل العراقي والشيعي العربي لايران كمليشيات واحزاب واقتصاد).. و تمرير كل سياساتها بارض الرافدين.. ويتم تصفية كل من ينتقدها او ينتقد ازلامها وجماعاتهم المسلحة والسياسية.. وليس هذا فحسب .. بل حتى على الصعيد الاقليمي والدولي.. نجد (جهود جبارة تبذل لعدم بروز اي صوت شيعي عربي بالداخل ينتقد ايران .. ولم يتم احتضان اي شرائح اعلامية وسياسية وعسكرية تعادي ايران بين الشيعة العرب كتنظيمات داخل وخارج العراق)..

فنرى التهميش الاعلامي والسياسي (للواء علي الاكبر، وقوات العباس القتالية) وهما فصلين من الشيعة العرب الرافضين لولاية الفقيه وبدعتها.. وكذلك نجد تصفية المثقفين الشيعة العرب الرافضين لايران كعلاء مشدوب بكربلاء، بل اعتقال حتى نشطاء بالحشد الشعبي كاوس الخفاجي لمجرد انتقاده لايران والموالين لها.. وتوجيهه اصابع الاتهام لايران بقتل ابن عمه.. وكذلك نجد (تكتيم وتعتيم على مشروع وقضية الشيعة العرب بحقهم بدولة لهم او كيان سياسي فدرالي كاقليم بمنطقة اكثريتهم من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب .. (الاقليم الواسع الشيعي العربي)..

علما لم يتفق السنة على شيء مثلما يتفقون على (فكرة الخلافة).. وهي عقيدة لهم.. ولم يختلف الشيعة على شيء مثلما اختلفوا على (بدعة ولاية الفقيه) ..

ولا ننسى ملاحظة جدا مهمة..

حيث نجد وسائل الاعلام تعرض جرائم داعش ونتائج هيمنتها.. وانتهاكاتها.. وتأثيرها السلبي على المنطقة والعراق.. ولكن نجد العكس تكتم عن النتائج الكارثية لايران على العراق والمنطقة من الناحية الاعلامية والسياسية والاقتصادية ..

فمثلا (لا نجد وسائل اعلامية فضائية تقوم بعرض برامج متلفزة عن الجفاف الذي لحق باراضي عراقية نتيجة قطع ايران لـ 42 نهر عن العراق، والهجرة السكانية الفلاحية التي حصلت نتيجة لذلك بالعراق.. وكذلك عن نتائج ملئ العراق بالمخدرات المهربة من ايران على القيم الاجتماعية والفتك بشرائحه العراق الطلابية والعمالية وغيرها، ودور المليشيات الموالية لايران في تهريبها، وكذلك تهريب النفط العراقي باشراف الحرس الثوري، ودور ايران في اشلال القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والطاقة ، وكشف مخاطر سياسات ايران بجعل العراق حديقة خلفية ومجال حيوي للايرانيين وساحة لتصفية الحسابات لتأمين الداخلي الايراني لنقل الصراعات لداخل العراق.. وهذا ما صرح به المسؤولين الايرانيين انفسهم..

وكذلك التعمد.. بعدم عرض برامج سياسية ووثائقية توعي الشارع الشيعي العربي (45 مليون شيعي عربي بالشرق الاوسط والخليج).. ومنهم بوسط وجنوب ارض الرافدين.. بحقيقة ما جرى من تمزيق الجغرافية الشيعية العربية بين ثلاث دول مصطنعة.. لحرمان الشيعة العرب من حقهم بدولة.. فشتت الشيعة العرب وارضهم بين ايران والسعودية والعراق.. بخرائط الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو الانكلو فرنسية.. فهيمن السنة العرب عليهم استمرارا لهيمنة العثمانيين السنة، منذ عام 1921 لعام 2003.. ثم هيمن الايرانيين عليهم بارض العراق ليضافة لهيمنة ايران على الشيعة العرب بالاحواز.. وفي كلها الخاسر الاكبر هم الشيعة العرب المحرومين من حقهم بكيان سياسي مستقل لهم..

وكذلك نجد عدم الرد على (اكاذيب وشائعات تبثها ايران واتباعها.. لتشوية الحقائق).. بل تترك الساحة للطابور الخامس الايراني، وذيوله.. ليشوهون الجهات الرافضة للهيمنة الايرانية، وكذلك لم يتم كشف حقيقة زيف ايران وشعاراتها .. التي هي اوهن من بيت العنكبوت..

ونذكر بان هزيمة ايران لا يتم الا عبر مشروع سياسي بديل.. يواجه نظرية ولاية الفقيه الحاكمة بطهران، والمشروع السياسي البديل هو (المشروع الشيعي العربي البرغماتي).. الوحيد القادر على الوقوف ضد التغول الايراني والسني معا..

فاحد اسباب عدم احتضان الشيعة العرب اقليميا ودوليا، يرتبط بالفقرة السابقة، فرغم الخلافت بين طهران والرياض اي بين ايران والسعودية.. فان لديهم مشترك يجمعهما .. وهو عدم بروز الشيعة العرب بالاحواز والاحساء والقطيف، ووسط وجنوب منطقة العراق، لان بروز اي منهم بكيان سياسي (فدرالي او مستقل).. يعني انتقال ذلك لبقية الشيعة العرب وتوعيتهم بحقوقهم المشروعة.. وهذا ما يمثل تهديد ليهمنة السعودية وايران والعراق على الشيعة العرب.. وخاصة ان تلك الدول المصطنعة ميزانياتهم المالية قائمة على نهب ثروات الشيعة العرب..

ومن الامثلة على (الاصرار على الصاق الشيعة بايران)..

هو.. ما يتداوله الاعلام بما يسمى ( الهلال الشيعي).. هذا المصطلح غير صحيح جملة وتفصيلا..).. فمن طهران مرورا لشمال منطقة العراق وسوريا.. للبنان والمتوسط.. فهذا هلال سني.. سكانيا.. فيتشكل من سنة عرب وسنة اكراد بغالبيتهم).. (فاين الهلال الشيعي يا ترى)؟؟ فلماذا (يلصق وصف شيعي.. بمساعي ايرانية تصرح بها طهران علنا عبر مسؤوليها كيونسي بان ايران اصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد ووصلت للمتوسط والمندب)؟؟ اي (الهلال الايراني الذي تطمح اليه ايران لتحقيق امبراطوريتها).. على جماجم الشيعة العرب وعلى جماجم شعوب السنة وتدمير مدنهم وتهجير ابناءهم..

فالشيعة العرب موجودين بالمنطقة كقوس شيعي بطرفي الخليج من البحرين مرورا للبصرة الى شمال بغداد نزولا للاحواز وطرفي الخليج بالمحصلة.. ان لصق مصطلح شيعي (بالهلال) .. يستهدف (جر الشيعة للصراع) بدوافع عاطفية.. فيجب التصحيح وتوعية الشيعة العرب بان هذا هلال ايراني تريده ايران على جماجكم.. لذلك يجب على الشيعة العرب العمل على اقامة القوس الشيعي بطرفي الخليج.. لتحرير انفسهم.. و ضمان مستقبل اجيالهم.. وردع ايران.. وانهاء مخاوفهم من عودة حكم السنة والبعث على رقابهم ومخاطر اي زحف سني مسلح كداعش..

ونذكر بان احد مظاهر تسليم (الشيعة العرب لمشاريع اقليمية ودولية مررت على حسابهم):

هو عدم التوعية المتعمدة بحقيقة تاريخية بان لا يوجد عبر التاريخ دولة باسم العراق، وان العراق اسسته بريطانيا كدولة وضمت اليه ثلاث مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.. بكيان مصطنع قسرا.. واستوردت اليه حاكم اجنبي “مسلفين” اسمه فيصل الاول الحجازي ونصبته ملك على العراق.. لتنفجر بعدها لعقود صراعات قومية وطائفية ودينية ومناطقية كنتيجة طبيعية لضم المتنافرات.. الديمغرافية.. فازمة العراق ليس بلد موحد يراد تقسيمه، بل مقسم يراد توحيده قسرا.. وهذه هي الحقيقة التي لا مفر منها.. واستمرار العراق كدولة مركزية يعني استمرار نزيف الدماء للابد.. ان لم يتم المسارعة وتشيكل الاقاليم الثلاث الفدرالية فيه..

من كل ذلك نسال..

هل هناك نية للتغيير بالعراق يقوم على (اسقاط الشيعة بالعراق بكل الاصعدة) كما تم اسقاط السنة (عام 2003).. من الحكم.. رغم ان (الشيعة العرب هم ضحية بل اكثر الضحايا من حكم الموالين لايران الذين حكموا فسادا منذ 16 سنة).. كما كانوا ضحية لحكم السنة قبل عام 2003..

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here