أم البحرية .. حكاية بنت بطوطة التي تبرعت بكل ما تملك للأسطول المصري

«أم البحرية المصرية» أحد ألقاب البحارة المصرية عصمت الإسكندراني التي رسخت حياتها طوال القرن الماضي لخدمة الأسطول البحري المصري، كثرة رحلاتها وسفرها لم ينسها وطنها فكانت تسافر كالطائر الذي ينهي رحلته بالعودة لموطنه، وتبرعت بكل ما تملك لخدمة الأسطول البحري المصري التي استمرت تبرعاتها حتى بعد وفاتها.
ففي اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق يوم 8 مارس، أصبحت عصمت محسن الإسكندراني واحدة من رموز هذا اليوم، والتي ولدت عام 1898، وهي ابنة حسن محرم باشا الذي كان واحدا من رجال الدولة، ووالدتها هي عزيزة حسن ابنة الأمير حسن إسماعيل، وحفيدة حسن باشا الإسكندراني صاحب لقب «أمير البحار» وقائد البحرية المصرية الذي استشهد في حرب القرم بين تركيا وروسيا عام 1854. تلقت عصمت التعليم بين المدرسة والمنزل بالإسكندرية، وأتقنت أكثر من لغة فكانت تتحدث بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وأسوة بجدها تعلقت عصمت بعالم البحار والسفر، فقامت بالعديد من الرحلات الاستكشافية والدراسات المتتابعة على مدار 18 عاما، وسافرت للكثير من البلاد مثل لبنان وسوريا وتونس والمغرب والأندلس. خلال رحلاتها الكثيرة تعلمت عصمت كل الفنون خاصة الإسلامية منها كالمساجد وطرازها، فكانت رحلاتها تجمع بين السفر والاستكشاف، حتى لقبها البعض بـ«بنت بطوطة» بسبب كثرة سفرها. عاشت عصمت لفترة طويلة بفرنسا بحثت فيها عن التاريخ العربي، وكتبت عن الأحداث التاريخية والمواقع الحربية. لم تبخل بمالها أو مجهودها خلال اندلاع الحرب، حيث تبرعت بسفينة حربية مجهزة كاملة على نفقاتها الخاصة، وأهدتها للقوات البحرية المصرية، وكذلك أهدتهم منزلها برأس التين بالإسكندرية والذي أصبح فيما بعد ناديا بحريا، وتبرعت في وصيتها بكل ممتلكاتها سواء العقارات أو الأراضي الزراعية للكلية الحربية، لنهضة الأسطول المصري، ليصبح من أكبر أساطيل العالم. تكرمت «أم البحرية» من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عام 1955 بوسام الكمال الذهبي، وكونت جمعية خيرية باسم «أم البحرية» والتي ما زالت مستمرة حتى الآن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here