يوم الشهيد الفيلي،

نعيم الهاشمي الخفاجي
تعرض الكورد الفيليون الشيعة لاقسى انواع العذاب لكونهم يمتازنون بخصلتان بزمن البعث ايسرها تجلب للمواطن الفيلي القتل والاعدام انتمائهم المذهبي الموالي الى مذهب ال بيت رسول الله ص وقوميتهم الكوردية، الفيليون لم يكونوا طارئين على العراق الحديث وانما لهم عمقهم التاريخي، فهم موجودون في بلاد وادي الرافدين منذ العصر الاكدي منذ قديم الزمان، فهم مكون عراقي اصيل، دفع الأكراد الفيليون العراقيون ثمنا باهضا نتيجة حكم التيارات القومية العربية الطائفية والشوفينية، تعرضوا للظلم والاضطهاد والإستبداد في أشكال بشعة قل نضيرها بالتاريخ، انا من مدينة قضاء الحي هذه المدينة العريقة التي تأسست منذ أكثر من قرنين من الزمان ومن سكن المدينة بيوت ضمت عرب اصليين وعوائل يهودية وعوائل كوردية فيلية، امتزجت بقضاء الحي هذه المكونات فيما بعض وشكلت نسيجا متكامل في الاحترام، ورحم الله جدي ذبوح سويس كان إذا ينزعج من اعمامنا لأسباب معينة يهدد اقاربنا أنه سوف ينضم الى عائلة حياوية عريقة اسمهم بيت جوالة الكرام عائلة الشيخ المجاهد ابو جبير اعزه الله وحفظه، في مدينة الحي السابقة تم تجاوز العنصر القومي وتعايشنا طوال السنوات فيما بعض، وعندما وصل البعثيين للسطة بدأت سفالاتهم في عمليات تهجير وقتل الأكراد الفيليين ومصادرة اموالهم، بدأت من حقبة السبعينيات استهدفوا كل فيلي صاحب مال أو إذا كان من الموالين الى ال البيت ع، بل تم استهداف عوائل عربية عريقة لأسباب طائفية وتم تهجيرهم واعدام أبنائهم بحجة أنهم فيليون رغم أنهم من قبائل عربية أصيلة ولنا بقضية استهداف عائلة الشيخ فاضل الحياوي وإخوته وياليتهم هجروهم مع اولادهم للاسف تم حجز تسعة شباب دون سن الثمانية عشر وتم تغيبهم في مقابر نقرة السلمان منهم صديقي الشاب المهذب اللطيف زميلي في مرحلة الإعدادية الشهيد زهير فاضل الحياوي هؤلاء قدموا للحي من العمارة عندما أسست مدينة الحي من قبيلة ال فرادي وهم سادة حسينيون اعرجية، الحديث عن مأساة الفيليون ذو شجون، بل صدام اصدار قرار يحمل اسم مجلس قيادة الثورة يعطي مبالغ لكل شخص يطلق زوجته الكوردية الفيلية لكي يتم تهجيرها الى ايران، المبلغ بذلك الوقت عشرة آلاف دينار بوقت كان مهر الشابة الحياوية مبلغ ثلاثمائة دينار فقط، مرت علينا قبل أيام ذكرى الشهيد الفيلي وواجب علينا أن نستذكر شهداء الفيليون وخاصة شهداء مدينة قضاء الحي والتي قدمت خمسائة وعشرة شهداء اعدمهم صدام من العرب والاكراد الفيليين الشيعة وللاسف يفترض بعد سقوط صدام يتم رفع الظلم عن شيعة العراق بشكل عام والفيليون بشكل خاص، كان يفترض تعويضهم من خلال تقديم قروض للشباب في فتح مشاريع للعمل بالعراق لأنه ليس من المعقول يمكن أن يستطيع أي شاب فيلي أو عربي مهجر أو مهاجر العودة للعراق وفتح أبسط الأشياء محل صغير كدكان أو ورشة بدون أن تعطيه الدولة قرض أو هدية مبلغ كافي لتسهيل أمور بدأ عمله، لم يعوضوهم ولم يعيدوا أموالهم التي صودرت من الفيليون، وصدق قول الامام علي ع منعتم الناس حقهم فأشتروه، للاسف أجبروا الكثير لكي يكذب في سبيل أن يحصل على حقه في اسم كسجين سياسي …..الخ، اتذكر عندما بدأت عمليات التهجير والاعدامات بحق الفيليين شاهدت شابات واحدة منهم قتلوا زوجها في بغداد وهو ساجد في مصلاته وهم عائلة حياوية عام ١٩٨٠ وعائلتهم معروفة في الكرم والايمان والتقوة والإخلاص قدموا بدقيقة واحدة سبع شهداء تم اعدامهم أمام العائلة بدون محكمة وبدون اعتقال، هذه الشابة واخواتها يأتن الى بيت شقيقي وكانت لديها معهن علاقة قوية رغم بطش كلاب البعث، زوج اختي ابن عم لي اسمه رشك شذر معروف ذو خلفية يسارية شيوعية يبغض كل شيء اسمه بعث وايضا دهسوه البعثية في الثمانينيات وتخلصوا منه بحادثة بقت غامضة ليومنا هذا، بعد سقوط صدام وفي محكمة صدام الجرذ حول جرائم ابادة الفيليين شاهدت واحدة من الفيليات صديقات شقيقتي وهي تدلي بشهادتها ضد الدكتاتور الممسوخ صدام الجرذ الهالك، في الختام نوجه افضل التحية والتقدير لاخواننا واصدقائنا الفيليون ونستذكر يوم الشهيد الفيلي ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل قبور الشهداء روضة من رياض الجنان ونطالب الحكومة في بغداد والحكومات المحلية في المحافظات والأقضية والنواحي في استذكار الشهداء جميعا فيليون وغير فيليون في انصافهم وانصاف عوائلهم وأبنائهم وإطلاق اسماء الشهداء على الشوارع والمناطق لاستذكارهم مع خالص التحية والتقدير نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here