إعادة فتح السفارة العمانية تعزز عودة العرب للعراق

أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن سلطنة عمان قررت استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في العراق.

وقالت الخارجية العراقية، في بيان أصدرته مساء الجمعة، إن “وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، تسلم رسالة من نظيره العماني يوسف بن علوي يُعرب فيها عن عزم سلطنة عُمان إعادة افتتاح سفارتها، واستئناف عمل بعثتها الدبلوماسية لدى بغداد”.

وأضاف البيان أن “العراق يرى في هذه الخطوة أنها تعبر عن حرص الأشقاء في عُمان على تعميق العلاقات الأخوية بين البلدين، والرغبة الجادة في تبادل التمثيل الدبلوماسي بما يحقق المصالح المشتركة، ويقوي أطر التواصل، والتعاون الثنائي”.

وأشار بيان وزارة الخارجية العراقية إلى أن “العراق يعتقد أن قرار السلطنة بإعادة افتتاح سفارة لها لدى بغداد يشير إلى تطور إيجابي في الحضور العربي، ويساهم في تعزيز العمل المشترك”.

وتشهد العلاقات بين العراق وسلطنة عُمان تطورا ملحوظا منذ سنوات.

ويأتي قرار سلطنة عمان باستئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في بغداد في إطار عودة العرب إلى العراق وعودة الخير إلى محوره العربي، فقبل مسقط كانت الرياض قد أعادت سفيرها إلى بغداد في العام 2015.

ومن خلال تلك الخطوة، أنهت المملكة العربية السعودية قطيعة في العلاقات مع العراق دامت ما يقارب ربع قرن على خلفية الغزو العراقي للكويت عام 1990.

والشهر الماضي، زار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي السعودية على رأس وفد ضم مسؤولين ورجال أعمال واقتصاديين.

كما استقبلت الرياض العديد من الشخصيات العراقية في السنوات الأخيرة على رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي شهدت زيارته في أكتوبر 2017 الإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي.

وقال عبدالمهدي، خلال تواجده في الرياض، إن “العراق أمام تحول كبير في علاقاته مع السعودية”.

وبدأت العلاقات بين البلدين تتحسن عقب زيارة وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير لبغداد في 25 فبراير 2017، بعد عقود من التوتر وفي أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة بغداد منذ 1990. ومهّد وصول الجبير للعاصمة العراقية الطريق لمزيد من الزيارات المتبادلة.

وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبدالمهدي أن زيارته “للمملكة تجسد توجه الحكومة العراقية ورغبتها في تطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وأن تبادل الزيارات بهذا المستوى الكبير يفتح آفاقا واسعة ويحقق تطلعات الشعبين والأمن والاستقرار لعموم شعوب المنطقة”.

وكان التقارب السعودي العراقي قد تعزز عندما أعلن ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار السعودي، أن سفارة بلاده في بغداد ستشرع في إصدار تأشيرات دخول العراقيين للمملكة، بدلا من إصدارها من العاصمة الأردنية عمّان.

وقال القصبي حينها إن “الفرص بين السعودية والعراق كبيرة بعد غياب طويل”، معلنا في نفس الوقت أنّ المملكة ستتكفل بإنشاء المنفذين الحدوديين بين البلدين وتجهيزهما لتسهيل إجراءات الدخول.

وأعادت بغداد تفعيل علاقاتها الدبلوماسية مع عواصم الدول العربية الأكثر غنى، بحثا عن توفير جزء من الغلاف المالي الكبير المقدّر بعشرات المليارات من الدولارات من أجل تنفيذ عمليات إعادة إعمار الدمار الذي خلفته الحرب على تنظيم داعش المتشدد والمرور إلى مرحلة توفير الأمن والاستقرار والتنمية.

وفي فبراير من العام 2018، شهدت العاصمة الكويتية مؤتمرا دوليا للمانحين لإعادة إعمار العراق.

وعلى رأس الدول العربية التي تساهم مساهمة كبيرة في إعادة إعمار العراق دولة الإمارات التي شاركت في أعمال ترميم مساجد وكنائس والعديد من المباني التاريخية التي دمرها تنظيم داعش.

وأعلن أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة ألقاها في أعمال “مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق”، عن تقديم الإمارات لدعم جديد بقيمة 500 مليون دولار للمساهمة في الجهد الدولي لإعادة إعمار العراق.

وأوضح قرقاش أن الدعم يشمل 250 مليون دولار أميركي عبر صندوق أبوظبي للتنمية لمشاريع البنية التحتية.

وأعلن تخصيص 100 مليون دولار لدعم الشركات الإماراتية في مشاريع قطاع الكهرباء في العراق، و100 مليون دولار لدعم وتحفيز الصادرات الإماراتية إلى العراق.

كما يشمل الدعم الإماراتي الجديد للعراق 50 مليون دولار تخصص لعمليات الهلال الأحمر الإماراتي في الجهود الإنسانية والمشاريع الخيرية في المناطق الأكثر تأثرا بالدمار الذي خلفه داعش.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here