الموصل تحيي الذكرى الثانية لتحريرها بمناطق مهدمة و300 ألف نازح

قبل عامين وقف رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وسط مدينة الموصل معلنا الانتصار على داعش وطرد المسلحين من المدينة، وهو اليوم الذي مثل ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي وانهى مراكز دفاعاته.

بقي العبادي حينها يتجول في المدينة يومين قبل أن يلتف حوله الجنود ويعلن انتهاء معارك التحرير بعد أكثر من 9 أشهر على انطلاقها.

وقال العبادي خلال الاحتفال: “سنبقى اوفياء لتلك التضحيات التي ازاحت عصابة داعش المجرمة وهزمتها شر هزيمة وبوحدتنا ايضا سنتمكن من القضاء على ما تبقى من العصابات وخلاياها المجرمة وتعقبها حتى خارج الحدود”.

وفي الذكرى الاولى احتفل الموصليون بالتحرير في الساحل الايسر، فيما كان الساحل الايمن مدمراً والانقاض ومخلفات المعارك ما تزال تغلق الطرق.

واستولى داعش على الموصل في حزيران 2014 في هجوم خاطف اسفر عن انهيار جزئي للجيش العراقي وقاد الى الاستيلاء على ثلثي مساحة البلاد، واعلان الموصل عاصمة لخلافته.

وأطلق العراق عملية تحرير المدينة في 17 من تشرين الاول عام 2016 بمشاركة 100 الف مقاتل من القوات العراقية والبيشمركة وبدعم من التحالف الدولي.

واكد ائتلاف النصر، امس الثلاثاء، ان يوم العاشر من تموز 2017 يوم تحرير الموصل الحدباء، كان يوم انتصار العراق على داعش الارهاب والطائفية والظلام، مبينا ان هذا النصر كان بتضحيات وارادة العراقيين بجميع طوائفهم وقومياتهم.

وقال الائتلاف في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه ان “يوم العاشر من تموز 2017 هو يوم تحرير الموصل الحدباء، وهو يوم انتصار العراق على داعش الارهاب والطائفية والظلام”، مبينا ان “هذا النصر كان بتضحيات وارادة العراقيين بجميع طوائفهم وقومياتهم، وانه يوم انتصار الوحدة والكرامة والسيادة”.

وقال الائتلاف انّ “المعركة مع داعش كانت معركة كونية اريد بها تدمير العراق، وان عمق المعركة تمثّل بادارة فعّالة لحرب اجندات وسيناريوهات عسكرية سياسية اقتصادية امنية مخابراتية كانت تستهدف تدمير الدولة، وقد كسب العراق رهان تحرير الدولة ووحدة شعبها ومكانتها السيادية”.

وتابع ان “ائتلاف النصر اذ يحيي صنّاع النصر من الرموز الدينية والحكومية وصنوف المقاتلين الابطال، يدعو في ذات الوقت الى الاعتزاز بالنصر كرصيد امّة استعصت على الهزيمة”. قائلا ان “النصر العراقي ليس للبيع، ولن يكون”.

واشار الى ان “تعزيز النصر والحفاظ على مكتسباته يتم بالوحدة الوطنية والحكم الرشيد واكمال اعمار المدن وعودة النازحين وتحقيق الامن والتعايش في ربوع مدننا المحررة”.

النصر العسكري الكبير لم تقابله خطط تأهيل اجتماعية وإعمار في المدينة الذي شاهدت كل مآس داعش. وقبل يومين ذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير له، ان اكثر من 300,000 نازح موصلي ما يزالون غير قادرين على العودة الى بيوتهم .

وقالت المنظمة النرويجية ان اللذين اجبروا على مغادرة الموصل يشكلون خمس عدد النازحين في البلاد والذين يبلغ عددهم 1.6 مليون شخص، موجهة الدعوة لاتخاذ اجراء بخصوص اعادة الاعمار .

واضافت المنظمة ان المدنيين يعانون من تهديم منازلهم وضياع بطاقات الهوية الشخصية وبيانات الولادة مع الوثائق المهمة الأخرى.

واشارت المنظمة الى ان هذه المشكلات بالاضافة الى تهم الانتماء لداعش تشكل احدى العوائق الرئيسة التي تحول دون عودة آلاف من العوائل الى مناطقها.

وتقول المنظمة ايضا: “خلال السنتين الماضيتين قام المجلس النرويجي للاجئين باصلاح واعادة اعمار بيوت تأوي اكثر من 5200 شخص في الموصل. وعبر برنامج المساعدة الرسمي للمنظمة في المنطقة تم دعم اكثر من 6000 شخص غير مسجل للحصول على وثائق مدنية او استعادتها، ولكن غياب الارادة السياسية والافتقار الى الموارد المالية المخصصة من الحكومة تجعل من هذه الإجراءات الروتينية عملية مطولة ومزعجة، وتعمل على عرقلة هذه العوائل من العودة واندماجها بالمجتمع في المدينة مرة اخرى” .

ورغم مرور سنتين على التحرير ما تزال القوات الامنية تنفذ عمليات ملاحقة ضد المسلحين المتخفين في المدينة وعلى اطرافها ايضا. كما شهدت الموصل اكثر من تفجير.

واعلن الحشد الشعبي، الاثنين، تدمير عجلة تابعة لتنظيم داعش غرب لموصل. وذكر الحشد في بيان ان “اللواء 44 بالحشد تعقب عجلة تحمل احادية لعناصر التنظيم في محور غرب الموصل”، مبينا ان “مقاتلي اللواء تمكنوا من تفجير العجلة وقتل من فيها”.

كما اعلن اعلام الحشد في بيان آخر، ان “قطعات الحشد الشعبي عثرت على معسكر لداعش يحتوي على مواد طبية وأجهزة الكترونية متطورة وبدلات عسكرية فضلاً عن أسلحة وعبوات ناسفة ومتفجرات شمال بحيرة سنسول جنوب غرب نينوى”. واضاف ان “الحشد دمر المعسكر بالكامل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here