إلى نوري المالكي : إذا كنتَ صادقا فأنت مذنب و إذا كاذبا فأنت مذنب أيضا

بقلم مهدي قاسم

كم مسكين نوري المالكي هذا !..

و مبعث شفقة وازدراء في آن..

مع أنني اتمنى أن أراه خلف القضبان ــ مع باقي رهط لصوص
المنطقة الخضراء السابقين و الحاليين ــ قبل أن يموت و يفلت من عقاب الدنيا و ذلك لعدم تعويلي على عقاب الآخرة له ..

المهم يا عزيزنا القارئ الكريم إن ما لفت نظري هو أخر
هذيان لنوري المالكي أطلقها محاولا التملص من مسؤولية سقوط الموصل، ملقيا في هذه المرة المسؤولية برمتها على عناصر الجيش والشرطة من أهل “السنة ” .. على أساس أنهم كانوا الأغلبية هناك ، و من ثم هم ممن سلموا الموصل لعناصر داعش ..

ربما و قد يكون هذا صحيحا بعض الشيء افتراضا ..

و لكن هنا يضع نوري المالكي نفسه في وضع مضحك جديد مع ورطة
سياسية إضافية ، فضلا عن انزلاقه البائس مجددا نحو مستنقع الطائفية المقيتة:

إذ لو افترضنا أن كلامه صحيح من ناحية قيام الأغلبية ”
السنية ” في الجيش و الشرطة في الموصل بتسليم المدينة لداعش ، فلماذا لم يقم هو ــ بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة و الشرطة و الأمن ـــ يعني بتاع كله ــ باتخاذ إجراءات لعدم بروز كفة الميزان و ثقلها في الميلان المذهبي أو القومي لهذا المكوّن العراقي أم لذاك سواء
في صفوف الجيش أو الشرطة أم جهاز الأمن على حساب الهوية الوطنية ، أليس أنه كان ينبغي و يجب تأسيس جهاز جيش و شرطة يقوم على أساس هوية وطنية خالصة و استنادا على وعي عراقي متجذر ، بدلا من خلق توازن طائفي أو مكوّناتي ؟! ..

غير أن الانحياز الطائفي الضيق و البغيض الذي قيد وعي
نوري المالكي و أمثاله من فرسان نظام المحاصصة الطائفية والقومية ، قد جعل نوري المالكي مطمئنا على أساس أن غالبية الجيش و الشرطة المناطقية و المكوّناتية كفيلة بأن تضمن بقاءه في السلطة إلى أمد طويل ، إلى أن أن جاء طوفان داعش الإرهابي الجارف ليكشف كم هو قائد
عام من كرتون هش لا يصلح أن يقود حتى ولا قطيعا من خرفان مدجنة..

علما إن غالبية قادة الجيش و الشرطة و جهاز الأمن في الموصل
كانوا من ” الشيعة ” ومن الموالين للقائد الضرورة المالكي الفطحل !!، و كانوا على بينة ما يجري في الموصل من نشاطات داعشية علنية داخل الموصل وضواحيها من موالاة علنية و دفع ” جزية ” وعمولة نقدية لحساب الدواعش ، إلى جانب أعمال إرهابية شبه يومية و نشاطات سياسية
كثيفة لنشر النفوذ الداعش بالترغيب حينا و الترهيب حينا آخر ، حيث كان المالكي هو الآخر على علم بذلك ( و كذلك عدد من إعلاميين و كتّاب أيضا ، حيث كتب بعضنا عدة مقالات بهذا الخصوص تحذيرا من اتساع نشاط عناصر داعش الإرهابية و ابتزازها و ترهيبها للسكان بتواز مع تصاعد
العمليات الإرهابية ) فهو إذن كان على علم بذلك و لكنه لم يهتم ولا أخذ هذه القضية الخطيرة و المتفاقمة يوما بعد يوم بعين الاعتبار أو الجدية ، ربما بشكل مقصود ، بذلك يكون قد ارتكب خطأ فادحا بسبب تطور الأمور و تركها و إهمالها لتصل إلى هذا الحد الخطير، هذا من ناحية
، أما إذا كان لا يدري أو لا يعرف فأن خطأه سيكون أكبر وأفدح بصفته قائدا عاما و مسؤولا أول عن الجيش والشرطة و هذا يعني بأنه هو مَن يتحمل المسؤولية بكاملها عن كل ما يحدث حينذاك من إهمال متعمد و أخطاء قيادية و أمنية قاتلة وكارثية والتي توجّت في النهاية بوقوع
مدينة الموصل تحت سيطرة الدواعش بسهولة تفوق حتى الخيال ..

ولكن لو وضعنا كل هذه الأمور جانبا و سألنا :

ــ طيب وماذا عن سجن ” أبو غريب ” و هروب عشرات من قادة
داعش الخطرين و آلافا من العناصر الإرهابية الأخرى و بطريقة هوليودية مثيرة و التي كانت تنم عن تواطؤ كبير من قبل المسؤولين من خلال انسحاب ألوية حراسة كاملة و التي كانت تشكل أطواقا و حواجز محكمة حول السجن ، انسحبت فجأة و بغمضة عين ، و ذلك بناء على أوامر ” فوقية
” ــ مثلما صرح وزير العدل السابق حسن الشمري ، كإشارة مبطنة إلى نوري المالكي ، لنسأل في النهاية :

ـــ فهل كانت هناك أيضا توجد أغلبية من جيش وشرطة من ”
السنة ” لتهريب أعداد كبيرة من دواعش من سجن ” أبو غريب ” و الذين بعد الهروب بفترة وجيزة نظموا صفوفهم و أخذوا يسطرون على محافظات عراقية عديدة ، واحدة بعد أخرى وهم عبارة عن فئات مختلفة من شذاذ أفاق ومحششين و أرباب سوابق ومرتادي الملاهي والبارات .؟!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here