شبهة وهابية لولا محمد ص وخلفائه لكنتم مثل البهائم

نعيم الهاشمي الخفاجي
اعترض أحد الوهابيين الذي لا يفقه مايقول على قول الامام الصادق ع عندما قال لولا محمد والاوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لاتعرفون فرضا من الفرائض بحار الانوار ج ٣٣ ص ١٠٠
بلا شك الوهابية كل ماينقلوه من أحاديث يزورون معنى الحديث ويقول كيف علم الصادق ع بأنه سيأتي من بعده سيكونون مثل البهائم …….. الخ.
مشكلة الوهابية شيخهم محمد عبدالوهاب قال عصاي خيرا من محمد الذي لاينفع ولايضر بينما عصاي اتوكأ عليها، رغم ان هذا البهيمة يوميا يصلي على النبي واله دون غيرهم في خمس صلوات واجبة يومية في التشهد الوسطي، ويسلم على النبي محمد ص رغم انفه يوميا خمس تسليمات في صلواته الواجبات بالقول السلام عليها ايها النبي رحمة الله وبركاته، فكيف نسلم على شخص لاينفع ولايضر؟ محمد ص وال بيته علموا الانسانية والبشرية الاخلاق الفاضلة وكتب التاريخ مليئة في اقوال النبي محمد ص وال بيته الاطهار خلفائه الائمة الاثنى عشر علي بن ابي طالب ع وولديه الحسن والحسين ع والائمة التسعة من ذرية الحسين ع مليئة في الطب والهندسة والرياضيات والكمياء، الجبر الرياضي وضع اساسه الامام جعفر الصادق ع من خلال تلميذه جابر بن حيان، لذلك سوف ندحض شبهة ال هابية ونثبت لهم بالدليل ان ائمة ال البيت ع كان لهم دور مهم بكل علوم الحياة، بل وجدت بحث السعودية ارسلت وفد طبي للحوار في مؤتمر طبي عقد في اوروبا والجانب السعودي اتى في طب الامام محمد الجواد ع وحتى احد الوهابية قال لزملائه علينا ان نعترف ان ائمة الشيعة ناس غير بشر عادي رب العالمين كرمهم على بقية البشر، وان شاء الله اعثر على هذا البحث وانشره نبدأ ببركة الله في كلام الامام علي ع

ومن خطبة له عليه السلام وفيها يصف العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له
العرب قبل البعثه
إِنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ، وَفِي شَرِّ دَارٍ، مُنِيخُونَ (1) بَيْنَ حِجارَةٍ خُشْنٍ (2)، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ (3)، تشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتَأْكُلُونَ الْجَشِبَ الطعام الغليظ أوما يكون منه بغير أدم.”>(4)، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ، الْأَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، وَالْآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ (5).

منها صفة قبل البيعة له فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهمْ عَنِ المَوْتِ، وَأَغْضَيْتُ (6) عَلَى القَذَى، وَشَرِبْتُ عَلَى الشَّجَا الحلق من عظم ونحوه.”>(7)، وَصَبَرْتُ عَلَى أَخْذِ الْكَظَمِ صبر على الاختناق.”>(8)، وَعَلىْ أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ الْعَلْقَمِ.
ومنها: وَلَمْ يُبَايعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهِ عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَناً، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ، وخَزِيَتْ (9) أَمَانَةُ الْمُبْتَاعِ (10)، فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا (11)، وَأَعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا (12)، وَعَلاَ سَنَاهَا (13)، وَاسْتَشْعِرُوا الصبر: اتخاذه شعاراً كما يلازم الشعار الجسد.”>(14) الصَّبْرَ، فَإِنَّهُ أَدْعَي النَّصْرِ.
الهوامش
1- مُنِيخُون: مُقيمون.
2- الخُشْن: جمع خَشْنَاء من الخشونة.
3- وصف الحيّات «بالصّمّ» لانها أخبثها إذ لا تنزجر بالاصوات كأنها لا تسمع.
4- الجَشِب: الطعام الغليظ أوما يكون منه بغير أدم.
5- معصوبة: مشدودة.
6- أغْضَيْت: أصلها من غض الطّرف، والمراد سكتّ على مضض.
7- الشّجَا: ما يعترض في الحلق من عظم ونحوه.
8- الكظَم ـ بالتحريك أوبضم فسكون ـ: مخرج النفس، والمراد أنّه صبر على الاختناق.
9- خَزِيَتْ: ذلتْ وهانت.
10- المبتاع: المشتري.
11- أُهْبَتُها: عُدّتها.
12- شبّ لظاها: استعارة، وأصله صعود طرف النار الاعلى.
13- سَناها: ضوؤها.
14- استشعار الصبر: اتخاذه شعاراً كما يلازم الشعار الجسد

أئمة ال البيت ع وحديثهم عن بداية الخلق

بداية الكون بين العلم وروايات اهل البيت عليهم السلام
كتب الباحث السيد محسن باقر صالح القزوني بحثا رائعا اثبت تطابق اراء العالم الغربي فرنك كلوز صاحب نظرية الانفجار الكوني مع أحاديث أئمة ال البيت ع، الله سبحانه وتعالى وهب للأمة الإسلامية رسول عظيم صاحب خلق عظيم وهو محمد صلى الله عليه واله وسلم ووهب للأمة خلفاء من ال بيت رسول الله علي بن ابي طالب ع وابنيه الحسن والحسين والأئمة التسعة من ال الحسين ليكونوا قادة الأمة ووهب الله سبحانه وتعالى الى رسوله محمد ص بنت قرن من احبها احب رسول الله ص واحب الله عز وجل ومن بعضها كأنما بغض الرسول محمد ص وبغض الله، هذه البنت هي فاطمة الزهراء ع لكن ابى المتطرفون إبعاد الائمة، بل ابو جعفر المنصور قال المهدي منا واسمى ولده محمد المهدي هلك وانتهى ولم يكن مهدي ال البيت
نضع اليكم نص ماكتبه السيد القزويني حفظه الله

نظريتا النشوء؛
يذكر (فرانك كلوز) أفكارا قيمة حول بداية النشوء، وهو يتعرض إلى هذا الموضوع بصورة مستطردة، ويمكن أن نستنبط من أفكاره نظريتين حول بدأ الخلق هما:

أولا: نظرية الانفجار الكبير.
يرى أكثر العلماء ان بداية نشوء الكون وقع نتيجة انفجار كبير في النجوم التي تسمى بـ(سوبرنوفا) وهي نجوم تقلصت في داخلها نتيجة الانفجار الهائل ونتج عن هذا الانفجار قذف كمية هائلة جدا من جسيمات النيوترون التي أخذت بتكوين العناصر بترتيب عدد الالكترونات والبروتونات.

ويرى فرانك كلوز ان المنظومة الشمسية تكونت من حدوث سوبرنوفا منذ خمسة ملايين سنة[1].

نشأ من انفجار السوبرنوفا سحابة غاز أولية، ومن هذه السحابة نشأت المنظومة الشمسية، وقد يدلل على صحة هذه النظرية بوجود تطابق بين كمية الايريديوم من النظير 193 يوازي تقريبا ضعف كمية الايريديوم من النظير 191 والنسبة نفسها نجدها في المقدار الذي أطلق من السوبرنوفا مما يؤكد ان مصدر العنصر يعود الى السوبرنوفا.

اما عن كيفية تكوين النجوم والكواكب حيث تختلف في المادة المكونة لها، فيذكر ـ كلوز.

((وفي اللحظات الاولى من الانفجار الكبير حيث الكون ساخن بما لا يمكن تصوره، أي اسخن كثيرا من اي نجم الان، فأية جسيمات ساخنة سوف تندفع فيما حولها مثل كل شيء آخر، ولكن الكون بردت حرارته بأسرع مما يبرد قدح القهوة في سيبيريا وبالتالي تجدمت الجسيمات الثقيلة الساكنة خلال ثوان، اما الجسيمات الاخرى الاخف فهي تتجمع لتبني المجرات والنجوم ثم تبني في النهاية المادة المألوفة لنا اليوم، واثناء ذلك تكون أبناء عمومتها من الجسيمات البطيئة قد ترسبت معا بالجاذبية لتشكل تكتلات قد تكون في شكل نجوم كشمسنا أو قد تنحو نحوها الخاص بها.

والحقيقة ان احدى النظريات تقول: ان هذه الكتل الضخمة هي البذور التي اوقعت في شباكها الجسيمات سريعة الحركة خفيفة الوزن، اي الالكترونات والنيوترونات والبروتونات لتشكل تجمعات من كل مقاس، ابتداءً من تجمعات النجوم حتى تجمعات المجرات المنفردة أو مجموعات المجرات، وتنشأ التجمعات الصغيرة منها أولا ثم تندمج فيما بعد في تجمعات اكبر، ويعرف هذا السيناريو باسم (من اسفل لاعلى) ويبدو ان هذا هو مايشبهه الكون الحقيقي))[2].

وعلى اساس هذه النظرية فان جسيمات البروتون والنيترون مرت بمرحلتين مرحلة الانصهار ثم مرحلة التبريد، فعلى اثر الانفجار الكبير انصهر كل شيء حتى البروتونات والنيترونات، وادى هذا الانصهار الى تحرر جسيمات (الكواركات) وهي المكونات الاساسية للبروتون والنيترون، وفي حالة البرودة الفائقة نشأت الجسيمات النووية، وتتكهن هذه النظرية ان الجسيمات سائرة نحو التجمد الحقيقي في يوم من الايام عندما سيتغير الكون، الى شكل آخر كما يتجمد الماء الى ثلج، وقد م حساب كمية هذه الجسيمات والوقت الذي استغرقه هذا التحول، فكمية البروتون (موجب الشحنة) هي(1075) وهي التي تندمج مع الالكترونات ذات الشحنة السالبة، محيدة شحنتها الكهربائية فتتكون نيوترونات، وهذه الاخيرة لها كتلة ثقيلة وتظل باقية لتكوين نجم النيوترون وجسيمات النيوترينو التي تنطلق بعيدا، ويحدث هذا كله في اقل من الملي من الثانية (واحد من 1000 من الثانية)

ثانيا نظرية الانتفاخ
ترى هذه النظرية ان الكون كله ابتدء بمقدار محدود من المادة لايتجاوز (10) كيلو غرامات في حجم هو جزء من البليون من النواة الذرية مركزة بشكل كثيف حيث لاتوجد بين الجسيمات، وتقول هذه النظرية: أن كوننا انتفخ في اول جزء من الثانية انتفاخا هائلا قبل ان يستقر على تمدده ببطء في العشرين بليون سنة الاخيرة.

تقول النظرية ( ان في داخل المادة الاصلية للكون تسود حالة ما وراء الاستقرار، واذا اخذت الحالة في الداخل تمر في تغير طوري لتصل الى حالة الاستقرار التي نحن عليها الان فإن الداخل يكتسبه طاقة وذلك بفضل صفة مميزة لنظرية الكم.

ويشبه التأثير هنا ما يضاد الجاذبية، تنافر ضخم ونمو للطاقة الخالصة حتى تستقر في الطور الحالي، ويكون ما يتبقى من تمددها هو الحفرية المتخلفة عن هذه الصدمة، وهكذا فقد تولد قدر من الطاقة يكفي لان يضخم هذه الكيلو غرامات العشرة الابتدائية الى كل ذلك الكون الذي نراه الان)[3].

واساس هذه النظرية تقوم عل فكرة: ان المسافة بين البروتونات والنيترونات الموجودة في النواة وبين الالكترونات هي كالمسافة بين الكواكب نسبة الى حجم هذه الكواكب، فالمسافات الشاسعة بين جسيمات الذرة هي التي تعطيها هذا الحجم الكبير، فلو افترضنا اضمحلال هذه المسافات فأن المادة المركزة ستكون بحجم صغير جدا يثير الاستغراب والتعجب.

وهذه النظرية لاتنكر حدوث الانفجار فهي تقول بأن المادة الاساسية ذات الحجم المحدود انفجرت وتسبب الانفجار في تباعد المسافات داخل الذرة.

وعلى ضوء هذه النظرية قدم فرانك كلوز نظرية صنع كون جديد فيقول: (وعلى ذلك فإذا كان الكون يمكن ان ينبثق مما لايزيد على حقيبة سفر، فهل يمكننا ان نصنع مرجلا في منطقة محددة من المكان وان نرتب له بحيث يكون في حالة ما وراء الاستقرار ثم بعدها يندفع انفجار، وتنفجر هذه المنطقة الصغيرة لتصبح كونا له تطور في المستقبل يشابه تطورنا نحن، لقد بدأ الامر كله من وسط طاولة فحص المتاع الداخل للطائرة)[4].

ماهو رأي الروايات والاحاديث؟
بعد الاستعراض السابق الذي بينا فيه اهم الاراء التي جاء بها العلماء حول بداية الخلقة نستطيع الان ان نمر على الروايات التي وردت في هذا المجال:

اولا: رواية الامام الباقر (عليه السلام).
روى في الكافي:( كان كل شيء ماء، وكان عرشه على الماء، فامر الله تعالى الماء فاضطرم نارا، ثم امر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق الله السموات من ذلك الدخان، وخلق الارض من الرماد)[5].

ثانيا: رواية الصادق (عليه السلام)؛
في خبر اخرجه علي بن ابراهيم في تفسيره،( كان عرشه على الماء، والماء على الهواء، والهواء لايحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما اراد ان يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا، ثم ازبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحا الارض من تحته، فقال: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ [6]}.

ثم مكث الرب تبارك وتعالى ماشاء، فلما اراد ان يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى ازبدت بها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم، ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب )[7].

ثالثا: هناك رواية للباقر (عليه السلام):
( وخلق الشيء الذي جميع الاشياء منه، وهو الماء الذي خلق الاشياء منه فجعل نسب كل شيء الى الماء، ولم يجعل للماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد على قدر ماشاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاهبوط ولاشجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار من الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب)[8].

تدرجنا في هذهِ الأحاديث بصورة تفسر بعضها البعض الاخر.

ويمكننا ان نستنتج من الروايات السابقة:

1ـ المادة الاولى التي استمد منها الكون وجوده هي الماء، فلم يكن قبل الماء شيء آخر اذ لم يجعل الله للماء نسبا يضاف اليه، وكل شيئ خلق من الماء.

2ـ هناك اشارة في رواية الصادق الى وجود الماء فوق الهواء، فما هو المقصود بالهواء ؟

اكتفت الرواية بذكر صفتين للهواء، الصفة الاولى انه يحد الماء من تحته والصفة الثانية انه لايحد أي حد.

وهذين الوصفين لاينطبقان الا على شيء ليس بمادة فالماء هو المادة الاساسية والوحيدة الموجودة، ولما لاتحد فهي لاتمتلك الابعاد التي تتصف بها المادة من طول وعرض وما شابه ذلك.

فإذا لم يكن الهواء شيء مادي. فما هو اذن ؟

ربما كان المقصود بالهواء الفضاء الواسع الذي نشأ فيه التفاعل الاول للنشأة الاولى.

3ـ تشير الروايات الى نشأة الكون من تحول الماء الى دخان ورماد والسؤال كيف تم ذلك ؟

تشير الروايتان (2و3) ان هذا التحول قد تم بتدخل الريح التي شققت متن الماء، أي حولته الى اجزائه من اوكسيجين وهيدروجين، ثم نفخت الريح التركيب الجديد حتى صار كبيرا جدا، فإذا بالزبد الذي نتج عن اصطدام الريح بالماء يتحول الى ارض بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاصعود ولاهبوط ولاشجرة، اي ليس فيها حياة اي المادة الاولى للكون قد تكونت، إلا ان الحياة بحاجة الى عناصر كثيرة فهي بحاجة الى الحديد واليورانيوم والنحاس والمنغنيز..الى آخره وهذه العناصر لاتتكون الا بوجود طاقة هائلة، فصنع الله تلك الطاقة من الماء، ثم خلق الله النار من الماء وهذه هي المرحلة الثانية من التكوين حيث كانت هناك كمية من الماء تحولت الى نار (طاقة) وهذه الطاقة استخدمت في احداث الاندماج النووي حيث اخذت في صنع العناصر الرئيسية للكون المادي، وهذا التحول لم يتم الا باحداث انفجار هائل، وهذا ماتشير اليه عبارة الرواية (حتى ثار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور) هكذا تم هذا التحول.

4 ـ تشير الروايتان (1و3) ان الانفجار الذي أحدثته النار في الماء نتج عنه الدخان والرماد. والدخان هو اشارة الى الغازات التي انبعثت من الانفجار والتي كونت الشموس التي لازالت حتى يومنا هذا تمنحنا الدفء وربما كان منطوق السموات في الرواية الاولى اشارة الى الشمس او النجوم التي تضيء من خلال سلسلة العمليات النووية التي تجري في قلبها.

أما الرماد ففيه اشارة الى العناصر التي كونت المادة الاساسية للارض وهي العناصر الكيمياوية والمعروفة لدينا، وهي الكاربون والحديد والمنغنيز والالمنيوم وماشابه ذلك.

5 ـ في الرواية رقم (2) يظهر في الوهلة الاولى شيء من الاختلاف بينها وبين الرواية (1)و(3) لكن بشيء من التأمل ينتهي هذا الاختلاف فالرواية تشير الى ان الزبد الذي نشا من الريح كان في البداية متعددا ثم اصبح واحدا فتكونت منه أرض مكة المكرمة التي كانت أول أرض نشأت في كرتنا الارضية.

ثم بعد ذلك نشأت السموات والنجوم واستقرت في البروج فالرواية لاتختلف في كيفية الأرض والسماء عن الروايتين الاخريتين إلا أنها تركز على فكرة تكوين الأرض قبل السماء.

وهذا لايتناقض مع ماتوصل إليه العلم الحديث إذ أن برودة العناصر المادية التي تتكون منها الأرض أسرع من برودة العناصر الغازية التي تتكون منها النجوم والشموس.

6ـ جاء في الروايات لفظ الريح كعامل لشق الماء، فما هو المقصود بالريح هنا، هل هو الهواء المعروف لدينا الآن وقد تبين ان الكون في بداية أمره كان خاليا من كل شيء سوى الماء، ام انه نوع من انواع القوة التي أوكل لها مهمة احداث التغيرات في جسيمات الذرة والتي نتج عنها الطاقة الهائلة. عندما نبدا بوصف الروايات علميا سنعرف ماهو المقصود بالريح في هذه الرواية وأن اللفظ لايعني الريح المعروفة لدينا وإنما استخدم الإمام اللفظ من باب تسهيل الفكرة لايصالها بصورة واضحة الى ا ذهان الناس في ذلك الوقت الذي لم يكن يسوده العلم والثقافة.

رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
ذكر امير المؤمنين (عليه السلام) وصفا دقيقا لعملية خلق السموات والارض وقد أ ورد الشريف الرضي هذا الوصف في نهج البلاغة في الخطبة الاولى، وقد جئنا على ذكر هذه الخطبة في نهاية الحديث عن الروايات الثلاثة السابقة التي بينت بشيء من الوضوح فكرة بداية الخلق، وكانت تمهيدا لفهم الخطبة التي فيها شيئا من التفصيل والتبيين.

قال امير المؤمنين(عليه السلام)( ثم أنشا سبحانه فتق الاجواء، وشق الارجاء وسكائك الهواء، فأجرى فيها ماءً متلاطما تياره متراكما زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شدَِه، وقرنها الى حده، الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق، ثم انشا سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وادام مُربَّها واعصف مجراها، وابعد منشأها فامرها بتصفيق الماء الزخار واثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد اوله الى آخره، وساجيه الى مائره حتى عبَّ عبابه ورمى بالزبد رُاكامه، فرفعه في هواء منفتق وجو منفهق، فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا،، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها ولادسار ينظمها ثم زينها بزينة الكواكب، وضياءالثواقب وأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر) [9].

ورد في الخطبة عدد من الالفاظ والعبارات التي تحمل معاني محورية في علم الفلك والفيزياء وهي:

فَتَقَ: بمعنى شَقَّ، واذ ذهبنا بعيدا في الكيمياء يصبح المعنى شطر انشطارا وهو مصطلح يدل على عملية تجرى داخل الذرة تتسبب في هروب الاكترونات وتسمى بالانشطار الذري الذي يرافقه طاقة هائلة.

الاجواء: جمع جو وفسر الجو بشيئين مابين السماء والارض، والفضاء الواسع لكن الصواب الثاني حيث ان كلامه (عليه السلام) عن الجو قبل خلق الارض والسماء[10].

سكائك الهواء: يقول ابن ابي الحديد في تفسيرذلك:( ان الفضاء الذي هو الفراغ الذي يحصل فيه الاجسام خلقه الله تعالى، ولم يكن من قبل وهذا يقتضي كون الفضاء شيئا لان المخلوق لايكون عدما محضا، وليس ذلك ببعيد فقد ذهب اليه قوم من اهل النظر، وجعلوه جسما لطيفا خارجا عن مشابه هذه الاجسام ومنهم من جعله مجردا )[11].

ولما كانت المادة الاولى غير متكونة فلا بد ان يكون المقصود من الهواء هو الفضاء الخارجي كما ورد في حديث الامام الباقر السابق، فيصبح معنى سكائك هو قوى الجذب التي تحاول ان تمسك الاشياء في خطوط ثابتة.

الزعزع: شديدة تزعزع الاشياء، اي لها قابلية محركة للاشياء تنقلها من حالة السكون الى حالة الحركة.

فأمر بردها: أي ان الله أمر الرياح ان تحفظ الماء وترده عن الجري الذي سبقت الاشارة اليه بقوله (فأجرى فيها ماء) ثم حمله الهواء من تحتها فتيق والماء من فوقها دفيق.

اي الهواء الذي هو محل الريح مفتوق اي مفتوح منبسط من تحت الريح الكاملة للماء، والماء دفيق من فوقها أي مصبوب مندفق والفرق انه سبحانه بقدرته ضبط الماء المصبوب بالريح الحاملة له كما ضبط الريح بالهواء المنبسط، وهو موضع العجبى[12].

وليس هناك عجب اذا عرفنا ان المقصود بالريح والهواء ليس المعنى المتعارف، بل شيء آخر سنتعرف عليه بعد قليل.

ريحا اعتقم مهبها: أي ريح عقيمة اي ليس فيها صفات الريح العادية.

وأدام مُرَبَّها: أي اقامتها في محلها من قولهم مرب الابل لمكان لزمته.

فأمرها بتصفيق: الصفق الضرب الذي يسمع له صوت[13].

والتصفيق هو ضرب الكفين ببعض، فيتولد منها صوت عال.

مخض السقاء: اي الحركة التي تدخل داخل السقاء عندما يراد خض اللبن لاستخراج الزبد.

(ورمى بالزبد) الفقاعة التي تتكون في الماء.

هواء منفتق: اي منشق يفسح المجال لتكون الزبد.

وجو منفهق: اي متسع يصبح بمقدور الزبد أن يأخذ أي حجم يريده.

(موجا مكفوفا) أي: ممنوعاً من السقوط وكان مهمة الموج وهو الامساك بالكواكب والنجوم حتى لاتسقط.

سقفا محفوظا اي: مانعا يمنع خروج الكواكب الى فوق.

زينة الكواكب: فالكواكب تبعث الزينة فهي تزين السماء بما تعكسه من نور.

فهي ليست مصدر للضوء بل هي عاكسة له

وضياء الثواقب: والثواقب التي تثقب السماء بضيائها وهي الشمس التي هي مصدر للضوء.

فلك دائر: الافلاك التي تتكون من الكواكب والنجوم.

وسقف سائر: وهناك نطاق من الجاذبية يمسك بالاجرام يمنعها من الانفلات لكنها في ذات الوقت تسير ايضا فتسير معها الكواكب والنجوم.

رقيم: بمعنى كتاب وهنا يأتي بمعنى الخريطة، اي الخريطة والمعادلة الفلكية التي تسير وفقها الكواكب والنجوم وهذه الخريطة من صفاتها أنها متحركة وغير ثابتة.

المعنى الإجمالي للخطبة
أشار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الى قدرته سبحانه وتعالى في شق الفضاء والإمساك بالأشياء من جانب، وتحريك الأشياء ومنها الماء من جانب آخر، فهذا هو الأساس الذي قام على أساسه الخلق الأول، فقبل ان يخلق سبحانه الخلق صنع الظروف الكفيلة اللازمة للإيجاد من: فتق الاجواء وشق الأرجاء وسكائك الهواء ولم يكن في الفضاء في تلك اللحظة الكونية سوى الماء وكانت الرياح هي التي تمسك بالماء من تحت ومن الاطراف، فكلما أراد الماء ان يجتاز حده منعته الرياح.

فالرياح هنا قوة نجدها من ناحية تمسك بالماء، ومن ناحية نجدها أنها تتسبب في خروج الماء أي قوة موجبة وقوة سالبة تعمل باتجاهين متعاكسين وهذه هي الجاذبية التي تمسك بالاجسام، اوتدفع بالأجسام الى الخروج من االدائرة.

وفي اللحظة التي شاءت ارادة الله خلق الكون امر هذه الرياح التي كانت قد خرجت هذه المرة عن القاعدة لم يكن لها مهب، ولم يكن لها مسار بل استقرت في المكان الذي انطلقت منه.

انها قوة ضاغطة هائلة مركزة موجهة نحو جزئيات الماء، حول الماء الى كفين نجم عن ذلك صوت كبير، وأخذت تفعل بالماء كما يفعل صانع الزبد بالسقاء المملوء باللبن.

ونتج عن هذه الحركة العنيفة الزبد، والزبد هو جزئيات متباعدة أخذت حيزا كبيرا في الفضاء حيث كانت الظرووف مواتية لذلك.

ومن هذا الزبد تكونت السموات السبع وانتظمت النجوم والكواكب التي اخذت تسير في مدارات منتظمة وفي حركة دائرية فكانت هناك حركتان: الاولى حركتها في مدار منظومة صغيرة وحركتها في منظومة اكبر وهذه اشارة الى حركة الكواكب في منظومة نجومية محدودة كالمنظومة الشمسية وحركة المنظومات النجومية في منظومة المجرة وهذا هو المعنى المستفاد من فلك دائر وسقف سائر.

تحليل للروايات على ضوء المفاهيم العلمية:
بعد ذلك التفصيل الذي أوردناه في المنظورين السابقين: منظور الاراء والنظريات العلمية ومنظور الاحاديث والروايات: حان الوقت لتحليل تلك الروايات على ضوء ماتوصل اليه العلم الحديث، لكن قبل كل شيء كان لابد من الاشارة الى نقطتين الاولى:

كل ماورد من معلومات حول بداية الخليقة لايخرج عن كونه مجرد فرضية، والفرضية قابلة للنقض سيما وان العلم البشري في تطور مستمر، وكلما زادت البشرية في علومها ازداد جهلها بالحقائق التي لم يكتشفها بعد وليس أدل على ذلك من قول العالم البريطاني فرانك كلوز حيث ذكر قائلا:( فنحن من ناحية نفهم الكون بأعمق ما فهمناه قط في تاريخ، ولدينا نظريات يمكن اختبارها تبين كيف انبثق الكون وكيف سيموت؟

الا اننا اصبحنا ايضا نعي اننا كلما زاد فهمنا زادت الاحتمالات الغريبة لجهلنا.

فالكون قد يكون في الحقيقة اغرب بكثير مما يمكننا ان ندركه) [14].

ثانيا: ان ماورد في الروايات والاحاديث بعد التدقيق في مصادرها تبين لنا حقائق الامور، الاحاديث فهي مطابقة للحقيقة التي ننشدها لانها صادرة عن رسول الله التي لايقول الا الحق ( لاينطق عن الهوى ان هو الاوحي يوحى) وهذا يجب ان نعتقد به بعد التيقن من وروده عن الامام ذلك لان ماورد على لسان الامام (عليه السلام)هو ماورد على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو ماورد في كتاب الله عز وجل.

لكن مشكلة هذه الروايات تكمن في مجال اللغة فلان الامام كان يتحدث في ذلك الوقت قبل اربعة عشر قرنا مع اناس لم يكتشفوا الذرة ولم يعرفوا المكرسكوب الالكتروني ولاشيء من هذا القبيل فكان حديثه بلغة بسيطة تتكون في ألفاظ وتعابير تتناسب عقولهم.

فاستعمل لفظ الريح بمعنى القوة القاصفة التي تقصف اجزاء الذرة و الجو بمعنى الفضاء لان هذه المفاهيم لم تكن معروفة في السابق فكان على اي باحث يريد التوصل الى الحقائق ان ينشد معاني تقرب مفاهيم تلك الالفاظ الى ماقصد منها. وهو امر ليس بالهين على الباحثين والدارسين في علم النص.

بعد ذكر هاتين النقطتين المهمتين ناتي على ذكر هذه الحقائق المستمدة من خطبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ومن الروايات والاحاديث السابقة التي ذكرناها.

أولا: الدمج بين نظريتي الانفجار الكبير و الانتفاخ:
يبدو من خطبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) والروايات التي ذكرناها ان البداية قد حدثت بشكل آخر يختلف عن نظرية علماء الفيزياء الفلكية الذين قالوا باحد الاحتمالين: اما الانفجار الكبير او الانتفاخ بينما ورد في الروايات الجمع بين الزبد ثم انفجر الزبد كما ينفجر البالون وهذا الانفجار حوّل الماء الى دخان ورماد.

يقول الامام الباقر (عليه السلام): (خلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبداُ ثم ارضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاصعود ولاهبوط ولاشجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى صار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب)[15].

ثانيا: نظرية النفخ، هي حقيقة مستمدة في القرآن الكريم ففي خلق الانسان جاء في كلام الله العزيز (فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).

فإذا كان خلق الانسان نشأ من نفخة الهية حوّلت حفنة الطين الى بشر بالمليارات، فلربما نشا الكون ايضا من هذه النفخة الالهية التي حدثت قبل الانفجار.

وفي الاحاديث اشارات الى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الرياح بأن تنفخ في الماء فتصنع لنا الزبد الذي تكونت منه الاجرام والسموات فإذن: نشوء الكون من النفخ يؤيده القرآن الكريم.

ثالثا: ينتج الماء من تكون غازين هما الاوكسجين والهيدروجين فإذا سلطنا على مقدار من الماء طاقة عالية فهذه الطاقة تستطيع تجزئته الى هذين العنصرين ثمّ دخل الهيدروجين في سلسلة تفاعلات أدت الى نشوء النجوم، وايضا مصدر الطاقة في الكون كما يشكل التركيب الرئيسي لمادة الشمس ف 92% من الشمس يتكون من الهيدروجين و 7% من الهليوم والباقي يتكون من نوى عناصر ثقيلة هي الناتج العادم من التفاعلات الشمسية.

والذي يحدث في الشمس هو اصطدام ذرات الهيدروجين مع بعضها لتؤلف اربعة بروتونات فتنتج نواة واحدة من ذرة الهليوم، ولما كانت هذه الذرة اخف من البروتونات الاربعة فينطلق فارق الكتلة كطاقة نحس بها ونحن على سطح الكرة الارضية.

رابعا: تحت اي تأثير يتم الاندماج؟

اصبح من المعلوم لدى العلماء ان الانفجار الكبير الذي حدث هو نتيجة اندماج البروتونات، ولما كانت البروتونات جسيمات متنافرة فإن اندماجها لايتم بسهولة، فعندما يراد ان تلامس بروتون مع بروتون آخر كأنك لامست قطبين متشابهين للمغناطيس، وحتى يمكن التغلب على التنافر الكهربائي يتعين علينا ايجاد قوة داخل الذرة تستطيع ان تزيد من سرعة البروتونات بصورة كبيرة بحيث تتمكن هذه السرعة من التغلب على الشحنات المتشابهة فتصطدم البروتونات المتماثلة بعضها مع البعض الاخر في مقدار لايتجاوز جزء من البليون من جزء من الالف من الملميتر.

وسيتولد من هذا الاندماج الاحتراق.

والسؤال هو ماهي تلك القوة التي حملت بروتون من ذرة الهيدروجين أو بالاحرى من جزيئة الماء كما في الروايات ليصدم بروتونا آخر؟..فهل لفظ الريح الذي جاء في الرواية يستطيع ان يوضح لنا مايجري في الذرة من صدام بين البروتونات المتشابهة في الشحنة.

خامسا: بقي ان نعرف مصير الاوكسجين الذي انفصل عن ذرتين من الهيدروجين.

تشير معلومات العلماء: ان عملية الاصطدام حولت ذرة الاوكسجين الى نواة واحدة للهليوم ونواة للكربون، وهذا يفسر لنا وجود عناصر أخرى غير الهيدروجين في الشمس.

اما عن مصير الكربون فهو ايضا سيصبح هدفا للبروتونات الموجودة في كل مكان، فيمتص واحد منها ويتحول الى نيوتروجين، وبأصطدامين آخرين بالبروتونات ينبعث نشاط اشعاعي ينتج عنه الاوكسجين واشعة جاما وجسيمات اطياف ساخنة تسمى جسيمات النيوتريون تتدفق مع الشمس الى داخل الفضاء.

ويتم استهلاك البروتونات بمعدل 5 ملايين في الثانية على مدى يوم وسنة وقرن طيلة الدهر.

هذا هو بالضبط مايحدث في النجوم وما حدث في السوبرنوفا التي تركزت فيها الكتلة في حيز صغير مسببة ذلك الانفجار الذي يقول العلماء عنه انه اوجد الكون ونجم عن الانفجار طاقة هائلة وجسيمات النيوترينو.

سادسا: كيفية تكوّن الكواكب والنجوم؟

يشير العلماء الى ان الكواكب والنجوم وجدت بعد الانفجار الكبير الذي وقع منذ مايقرب من 10-20 بليون سنة وظل الكون شفافا بسبب هذا الاشعاع لنحو 700 الف سنة بعد الانفجار الكبير ومنذ ذلك الوقت اخذت المادة تتكتل معا في نجوم ومجرات.

واثناء ذلك استمر الاشعاع يتمدد ويبرد وهو الان عند درجة حرارة 270 درجة مئوية ويهب هذا الاشعاع على جسمات المادة التي تشكل البنيات ذات المقياس الكبير في السموات. ويهبّ هذا الاشعاع على جسيمات مكونة في النهاية من الالكترونات والكواركات (بذور النوى الذرية) واشياء اخرى قليلة، تندمج كلها معا في الحرارة الاولية للانفجار الكبير عندما تكون درجة الحرارة بلايين عديدة من الدرجات.

وتتخثر الطاقات الى جسيمات وضديد الجسيمات:

اي كيانات من الكتلة نفسها، ولكن فيها شحنة كهربائية مضادة للجسيم المناظر.

وهكذا فإن الالكترون ذا الشحنة السالبة يتشكل ومعه نظيره ذو الشحنة الموجبة اي البوزيترون، وبالمثل فإن الكواركات التي تتجمع معا فيما بعد لتشكل البروتونات والنيوترونات، يتم تشكيلها ومعها ضديدات الكواركات (التي يصنع منها ضديدات البروتونات وضديدات النيوترونات والالكترونات إذ تحبط بالبروتونات تصنع ذرات المادة والبوزيترونات اذ تحيط بضديدات البروتونات وضديدات النيوترونات تصنع ذرات ضديد المادة)[16].

هذا مايقوله العلماء اما ماتقوله الروايات فإن جزئيات الماء عندما فرقتها النار تحولت الى دخان ورماد.

والدخان هنا اشارة الى الغازات التي تولدت من الماء منها غاز الهيدروجين غاز الاوكسجين ومن الهيدروجين تكون غاز الهليوم وهكذا ظلت عمليات الاندماج بين البروتونات قائمة حتى نتج منها بقية العناصر الثقيلة التي اصطلحت عليها الروايات بـ(الرماد) وهي مادة الارض.

وقد اشار (كلوز) الى هذه الحقيقة قائلا:(وفي هذه اللحظات الاولى من الانفجار الكبير حيث الكون ساخن بما لايمكن تصوره، اي اسخن كثيرا من اي نجم الان، فإن اي جسيمات ساخنة سوف تندفع فيما حولها مثل كل شيء آخر.

ولكن الكون بردت حرارته كما يبرد قدح القهوة في سيبيريا، وبالتالي تجمدت الجسيمات الثقيلة ساكنة خلال ثوان.

اما الجسيمات الأخرى الأخف فهي تتجمع لتبني المجرات والنجوم ثم تبني في النهاية المادة المألوفة اليوم)[17].

فالجسيمات الخفيفة واصلت اندماجها واحتراقها بينما الجسيمات الثقيلة استقرت على شكل كواكب وكويكبات.

النتيجة:
نجد بعد هذا الاستعراض كم تتطابق روايات واحاديث اهل البيت عليهم السلام مع معطيات العلم الحديث لانقول ذلك ضعفا،ولانريد من ذلك ان نستدل على صحة الروايات فهي صحيحة ومتينة حتى لو اخطأ العلم الحديث.

لكن مانريد ان نقوله هنا هو ضرورة العودة الى هذه الاحاديث والروايات لانها تشكل منظومة حقائق لايمكن ان نعيش بدونها حتى مع اقصى مايصل العلم من تقدم وتطور.

المصادر:
1. End Cosmic catastrophe And the fate of the Universe, frak Close, First published 1988, simon schuster, England.

2. الكليني، أبي جعفر محمد بن يعقوب: الفروع من الكافي، دار الكتب الاسلامية، إيران، 1350 هـ.ش.

3. القمي، علي بن إبراهيم: تفسير القمي، ط1، دار الحجة إيران قم.

4. علي بن أبي طالب: نهج البلاغة، دار المعرفة، بيروت لبنان.

5. التستري: بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، دار أمير كبير، ط. طهران، 1418 هـ.ق.

6. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، مؤسسة اسماعيليان، قم، إيران.

7. المجلسي (محمد باقر) بحار الأنوار: المكتبة الإسلامية، ط2، طهران، 1394 هـ.ق.

8. الجوهري اسماعيل بن حماد: الصحاح، ط ع، دار احياء التراث العربي، بيروت، 2005م.

الهوامش

[1]- End Cosmic.page 214.

[2]- p.237

[3] Endp.287

[4]-Endp. 288

[5]- الكافي: 2/65ح86.

[6]- آل عمران/96.

[7]- تفسير القمي 2/69.

[8]- الكليني: الكافي 8/49ح76.

[9]- الخطبة الاولى من نهج البلاغة.

[10]- بهج الصباغة 1/418.

[11]- ابن ابي الحديد 1/27.

[12]- المجلسي: بحار الانوار 57/184

[13]- صحاح اللغة: الجوهري 4/1507

[14]- ص244.

[15]- الكليني: الكافي 8/94.

[16]- p.250.

[17]- ص37.

نقول لهذا الوهابي المتخلف البهيمة الذي لايعرف أبسط قيم وأخلاق الاسلام، نعم انتم ابعدتم عن قيم القران وأخلاق محمد ص وال بيته الاطهار واصبحتم بهائم مفخخة تقتل وتسفك الدماء البريئة بدون اي ذنب، العالم الغربي شهد بالعلمية للامام جعفر الصادق ع وترك لنا محمد ص والامام علي ع كلمات رائعة تصلح أسس حقيقية لنظريات علمية في مجال العلوم العامة والاجتماع والنفس، اقول لهذا البهيمة العالم الغربي أنصف الامام جعفر الصادق ع وانت تحاول وقومك بكل الطرق الإساءة لائمة ال البيت ع من خلال استهداف شيعتهم نكاية في ال البيت ع

إبـراهيـــم محمد جــواد

تهيبت الخوض في هذا الموضوع الشائك لسببين:

الأول: عظمة الإمام الصادق (ع)، التي يتهيّب كل إنسان سويٍّ المثول أمامها حاضراً كان الإمام أم غائباً، فكيف بمحاولة الكتابة عنها في أي حقل من حقولها التي لا نهاية لها مع اليقين بالقصور والعجز عن إيفاء هذه العظمة حقها؟.

الثاني: حتى لا يظن ظان أن عظمة الإمام الصادق في قلوبنا وعقولنا مستمدة مما يقوله عنه علماء الغرب أو الشرق. والإمام هو الإمام والخلق جميعاً مأمومون له.

إن مدرسة الإمامة التي هي في الحقيقة والواقع امتداد وانعكاس صادق لمدرسة النبوّة، قد ابتدأت بأبي الأئمة وسيد الأوصياء والأولياء أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، الذي قال عنه رسول الله (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (1)، والذي قال هو عن نفسه: (علمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب) (2).

وليس من قبيل الصدف، ولا بداعي الاستعلاء والغرور أن يعلو أمير المؤمنين المنبر ويعلن للناس (سلوني قبل أن تفقدوني)(3)، ثم يكررها حفيده الإمام الصادق على ملأ من العلماء والمفكرين والرواة الذين أموا مدرسته ونهلوا من علومها وإشراقاتها.

إن الإمام الصادق(ع)، هو أحد أعلام هذه المدرسة الربانية، الذي أتاح له عصره أن ينشر فيها من العلوم ما شاء الله له أن ينشر شرقاً وغرباً، ثم يضيع منها ما يضيع ويبقى منها ما يدهش علماء الغرب والشرق، ويثير هممهم لإعداد دراسات موسعة عما وصلهم من علوم الإمام الصادق(ع).

وبين يدي كتاب يضم مجموعة من البحوث العلمية التي أعدها مركز الدراسات العليا المتخصصة في تاريخ الأديان بجامعة ستراسبورغ الفرنسية بمشاركة خمسة وعشرين من علماء الاستشراق وأساتذة الجامعات الأوروبية والأمريكية، الذين ألقوا بحوثهم هذه في ندوة نظمتها الجامعة المذكورة لدراسة الشيعة الإمامية وتاريخها العلمي والحضاري وعلوم الإمام الصادق(ع)، ونشرت بالفرنسية ثم ترجمت إلى الفارسية، وعرّبها من الفارسية الدكتور نور الدين آل علي في كتاب ضخم سماه (الإمام الصادق(ع) كما عرفه علماء الغرب).

في مدرسة الإمام الباقر (ع):
بعد تمهيد عن حياة الإمام الصادق (ع) وولادته في أسرة عريقة عالية النسب بين العرب، لها مكانتها السامية في قلوب المسلمين، توفرت على الأدب والفقه والمعارف الإسلامية، فضلاً عن العرفان والزهد والتقوى، والتفّ حولها الصحابة والتابعون، واستقطبت في مدرستها الحركة العلمية والفكرية الأصيلة، وجذبت إليها القرّاء وحملة الكتاب والسنة، حتى قال سعيد بن المسيب: (إن القرّاء كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين(4)، فخرج وخرجنا معه ألف راكب) (5).

في هذه المدرسة استمع العلماء إلى اشراقات علمية لم يعهدها ولم يسمع بها أحد من هؤلاء العلماء من قبل في المدارس الأخرى.

وحيث لم يكن العصر مستعداً لا فكرياً ولا تقنياً لاستقبال تلك الكنوز والاستفادة منها، كان لابدّ من ظهور تلك العلوم على شكل رشحات خفيفة أو إلماعات مشرقة أمام آلاف العلماء بأيديهم الأقلام والقراطيس.

(ففيما كان الإمام الصادق لا يزال في مدرسة أبيه الباقر، عاد أحد تلامذة الإمام من مصر، حاملاً معه كرة أرضية مصغّرة مصنوعة من دقيق الخشب مركبة على قاعدة مستديرة، في سمائها اثنتا عشرة مجموعة من النجوم من برج الحمل حتى برج الحوت على شكل هيئة حزام يطوق الكرة كما تصورها بطليموس في كتابه (المجسطي) في القرن الثاني الميلادي، وكانت صورة الشمس تقع خلف الكرة بحيث تشير إلى دورانها حول الأرض مرة كل سنة مارة على منطقة البروج، وكذلك صورة القمر والسيارات الأخرى وهي تدور حول الأرض.

كانت هذه الكرة أول نموذج مصغّر للكرة الأرضية والسيارات الأخرى يراه الإمام الصادق، ومع أنه آنذاك كان في الحادية عشرة من عمره، فقد انتبه بذكائه الوقّاد إلى الخطأ الكبير الذي وقع فيه بطليموس فقال: إذا كانت الشمس تدور حول الأرض وتنتقل من برج إلى آخر في ثلاثين يوماً لتتم دورتها مرة كل سنة، فما هو السر في غيابها كل ليلة لتظهر في صباح اليوم الثاني؟ إذا كانت الشمس تستقرّ في كل برج شهراً واحداً فلابدّ أن نراها بصورة مستمرة فلا تغيب عنا كل مساء)(6).

كان قد مرّ على وفاة بطليموس (560) سنة، ولم يكن أحد قبل الإمام الصادق(ع) قد تنبّه في هذه الفترة الطويلة إلى هذا المشكل، ولا كان أحد ليجرؤ على انتقاد رأي بطليموس أو تخطئته سوى الإمام الصادق.

كانت هذه مجرد إشراقة أضاءت سماء مدرسة الإمام الباقر(ع) خرجت من مشكاة أحد الراسخين في العلم، ناهيك عن إشراقات أخرى كثيرة في علوم الجغرافيا والهندسة والطب والكيمياء والفيزياء والهيئة إلى جانب علوم الفقه والتفسير وعلوم الحديث..

مدرسة الإمام الصادق(ع):
ولما استقلّ الإمام الصادق بمدرسة الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الباقر(ع)، انبعثت من هذه المشكاة علوم كثيرة اتخذت طابعاً نظرياً لانعدام الصناعة القادرة والتقنية اللازمة للانطلاق العملي، وظهر مما نقله الرواة عن الإمام الصادق(ع) تفوقه العلمي وجريه وحيداً في عصره في شتى الميادين العلمية، الأمر الذي ترك بصماته فيما بعد على الحضارة الإسلامية المزدهرة، وكان أساساً للحضارة الغربية الحديثة.

في مجـــال الطــــب
لا ريب أن الإمام الصادق (ع) كان على معرفة أكيدة بالطب، وقد خصص فيما ألقاه على المفضل بن عمر الجعفي فصلاً تحدث فيه عن الطبائع وفوائد الأدوية ووظائف الأعضاء.

وقد جمع بعض علماء السلف شيئاً كثيراً من آراء أئمة أهل البيت (ع) في الطب وسماه (طب الأئمة)، والمجلسي يروي الكثير عن هذا الكتاب في موسوعته الكبيرة (بحار الأنوار) وكذلك الحر العاملي في (وسائل الشيعة)، إلا أن كتاب (طب الأئمة) هذا فقد بعد ذلك ولا وجود له اليوم إلا في بطون الكتب.

وقد كان الطب من أحد العلوم التي كان يقررها الإمام الصادق في مدرسته، ويفيض في الإبانة عنها وكشف أسرارها وخفاياها.

(وهذا ابن ماسويه أشهر أطباء عصره ينصت لحديث مروي عن الإمام الصادق في شرحه وتوضيحه للطباع يقول فيه (الطبائع أربع: الدم وهو عبد وربما قتل العبد سيده، والريح وهو عدو إذا سددت له باباً أتاك من آخر، والبلغم وهو ملك يدارى، والمرّة وهي الأرض إذا رجفت رجفت بمن عليها) فقال ابن ماسويه: (أعد عليّ فوالله ما يحسن جالينوس أن يصف هذا الوصف) (7).

(وهذا طبيب المنصور يحضر عنده ليقرأ عليه كتب الطب، فإذا به يحضر مرة وعنده الإمام الصادق (ع)، فجعل الإمام ينصت لقراءته، فلما فرغ قال للإمام: يا أبا عبد الله أتريد مما معي شيئاً؟ قال: لا، لأن ما معي خير مما هو معك. قال: ما هو؟ قال: أداوي الحار بالبارد والبارد بالحار، والرطب باليابس واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلى الله واستعمل ما قاله رسول الله(ص)، وأعلم أن المعدة بيت الداء وأن الحمية هي الدواء، وأعود البدن ما اعتاد. قال الطبيب: وهل الطب إلا هذا؟. قال الإمام: أتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم. قال: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه وتعالى. فأخبرني أأنا اعلم بالطب أم أنت؟ قال الطبيب: بل أنا. قال الصادق: فأسألك؟ قال: سل. فسأله الإمام عشرين مسألة وهو يقول لا أعلم، فقال الصادق: ولكني أعلم. وبدأ الإمام بشرحها وتفصيلها)(8).

(وسأل طبيب نصراني الإمام الصادق عن تفصيل الجسم، فقال: إن الله تعالى خلق الإنسان على اثني عشر وصلاً وعلى مائتين وستة وأربعين عظماً وعلى ثلاثمائة وستين عرقاً، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله والعظام تمسكها والشحم يمسك العظام والعصب يمسك اللحم.

وجعل في يديه اثنين وثمانين عظماً، في كل يد واحد وأربعون عظماً، منها في كفه خمسة وثلاثون عظماً، وفي ساعده اثنان، وفي عضده واحد، وفي كتفه ثلاثة وكذلك الأخرى، وفي رجله ثلاثة وأربعون عظماً، منها في قدمه خمسة وثلاثون عظماً وفي ساقه اثنان وفي ركبته ثلاثة وفي فخذه واحد وفي وركه اثنان وكذلك في الأخرى، وفي صلبه ثماني عشرة فقارة، وفي كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع، وفي عنقه ثمانية، وفي رأسه ستة وثلاثون عظماً، وفي فيه ثمانية وعشرون واثنان وثلاثون)(9).

(ومن نظرياته التي انتفع بها الأطباء في عصره وبعد وفاته رأيه في إمكانية تنشيط الدورة الدموية عند حدوث سكتة مفاجئة أو توقف مؤقت، حتى ولو ظهرت على المريض إمارات الموت أو علامات شبيهة بعلامات الموتى، وقد يعيد الحياة إلى المريض قطع وريد بين أصابع يده اليسرى إسالة للدم منه)(10).

(ومن خريجي مدرسة الإمام الصادق العلمية في مجال الطب والصيدلة جابر بن حيان، فهو بالإضافة إلى تخصصه في الكيمياء، صنف مؤلفات في الطب، أورد منها ابن النديم -في الفهرست-: (رسالة في الطب – كتاب السموم – كتاب المجسة – كتاب النبض – كتاب التشريح). وكان جابر أول من أشار إلى طبقات العين، فسبق بذلك يوحنا بن ماسويه المتوفى سنة 243هـ وسبق حنين بن إسحاق المتوفى سنة 264هـ، وهما من أعلام الطب في هذا العصر)(11).

في مجـــال الكيـمـيـــاء
من الثابت أن الإمام الصادق (ع) كان على علم بخواص الأشياء منفردة ومركبة، وأنه درّس علم الكيمياء في مدرسته، وقد اشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم وجابر بن حيان.

أما هشام فنظريته في جسمية الأعراض كاللون والطعم والرائحة مشهورة، وقد أخذها عن تلميذه إبراهيم بن سيار المعتزلي. ومؤدى هذه النظرية أن الضوء يتألف من جزيئات في منتهى الصغر تجتاز الفراغ والأجسام الشفافة، وأن الرائحة تتألف من جزيئات متبخرة من الأجسام تتأثر بها الغدد الأنفية، وأن المذاق جزيئات صغيرة تتأثر بها الحليمات اللسانية.

وقد أثبت العلم الحديث صحة ما ذهب إليه هشام بن الحكم الذي أخذه عن أستاذه الإمام جعفر الصادق (ع).

أما التلميذ الأكثر شهرة في مجال الكيمياء والعلوم الطبيعية -جابر بن حيان- فقد دوّن في ألف ورقة وخمسمائة رسالة من تقريرات الإمام في علمي الكيمياء والطب. وتمكن من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من نظريات الإمام العلمية، أهمها: تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشَّبَّة وسمّاه (زيت الزاج) كما حضّر (حامض النتريك) و(ماء الذهب) و(الصودا الكاوية)، وكان أول من لاحظ ترسب (كلورود الفضة) عند إضافة محلول ملح الطعام إلى ملح (نترات الفضة)، وينسب إليه تحضير مركبات أخرى مثل (كربونات الصوديوم) و(كربونات البوتاسيوم) وغير ذلك مما له أهمية كبرى في صنع المفرقعات والأصباغ والسماد الصناعي والصابون وما إلى ذلك.

ولم تقف عبقرية جابر في الكيمياء عند تحضير هذه المواد فحسب، بل انه انبعث منها إلى ابتكار جديد في الكيمياء سماه (علم الميزان) أي معادلة ما في الأجساد والمعادن من طبائع.

وقد جعل لكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه، وكان ذلك بداية لعلم المعادلات في طبائع كل جسم.

كما امتد نشاط جابر إلى ناحية أخرى من الكيمياء يسمونها (الصنعة) أي تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة من ذهب وفضة بموجب توجيهات الإمام الصادق(ع). ويعد جابر رائداً لمن أتى بعده من العلماء الذي شغفوا بهذه الناحية من الكيمياء كالرازي وابن مسكويه والصغرائي والمجريطي والجلدكي)(12).

وقد أفرد الدكتور محمد يحيى الهاشمي كتاباً سماه (الإمام الصادق ملهم الكيمياء)، ويرى الهاشمي أن (الإكسير) الذي كان جابر يديره في الكوفة لتحويل المعادن إلى ذهب إنما هو (الراديوم) أو أحد الأجسام المشعة، يقول الهاشمي (ومما يزيد إعجابنا ادعاء جابر بأن هذا السر له دخل في جميع الأعمال. ونحن إذا أمعنّا النظر في الوقت الحاضر لوجدنا أن اكتشاف الأجسام المشعة التي تؤدي إلى قلب عنصر المادة وتحطيم الذرة لم يكن من نتائجها القنبلة الذرية فحسب، بل إيجاد منابع قوى جديدة لم تكن تطرق على بال الإنسان)(13).

في مجـــال الفيـــزيــاء
كانت الفيزياء من العلوم التي تدرّس -كما يظن علماء الغرب- في مدرسة الإمام الباقر (ع)، وكان الاعتقاد سائداً منذ عصر أرسطو بوجود عناصر أربعة تؤلف أصل الكون وهي التراب والماء والهواء والنار. وقد أبدى الإمام الصادق (ع) -وهو بعد تلميذ في مدرسة أبيه الإمام الباقر (ع) – استغرابه لأن أرسطو لم ينتبه إلى أن العناصر الأربعة هذه ليست عناصر بسيطة غير قابلة للتجزئة. وبين الإمام أن التراب مركب من أجزاء وعناصر كثيرة منها الحديد، وهو بدوره مركب من أجزاء كل جزء منها يعتبر مستقلاً، وكذلك الهواء والماء.

والواقع أن فكرة الإمام هذه تعتبر كشفاً معجزاً بجميع المقاييس، بحيث أن أحداً من العلماء قبله لم يفطن طوال ألف سنة إلى حقيقة أن الهواء ليس من العناصر البسيطة وإنما هو مركب من عناصر متمازجة، كما ظل هذا الكشف مهملاً بعده حتى جاء في القرن الثامن عشر الميلادي العالم الفرنسي (لافوازيه) فحلّل الهواء واستخرج منه الأوكسجين، وبرهن على أثره الحيوي الفعّال في التنفس وفي حياة الإنسان وفي عمليات الاحتراق.

وهكذا (قوض الإمام الصادق نظرية أرسطو من أساسها بعدما عاشت قرابة ألف سنة، وسبق عصر العلم والاكتشافات الحديثة بألف سنة)(14).

وفوق هذا فإن (تجربة ذوبان الحديد بفعل الأوكسجين التي اضطلع بها الإمام الصادق في ذلك العصر، لم يوفق لافوازيه للقيام بها بعده بألف عام)(15).

(أما نظرية الإمام الصادق الخاصة بنشأة الكون، فلا تختلف عن النظرية العصرية الخاصة بالذرّة وأصل الكون، حيث أشار الإمام إلى وجود قطبين متضادين، وهو ما يماثل القوتين الإيجابية والسلبية داخل الذرّة، ومنهما تتألف الذرة، وتتولد المادة من الذرة.

هذه النظرية العلمية الدقيقة تتفق مع نظرية علماء الفيزياء في هذا القرن، بل إن العلماء المعاصرين لم يضيفوا إليها إضافة جديدة ذات بال.

وقد ظهرت أهمية هذه النظرية في القرن السابع عشر الميلادي عندما أثبت علم الفيزياء وجود هذين القطبين المتضادين، وإن ما نعرفه اليوم من علوم الذرة والكهرباء والإلكترونيات قد قطع بسلامة هذه النظرية وأكد وجود القطبين المتضادين في المغناطيس وفي الكهرباء وفي نواة الذرة وفي غير ذلك من ميادين العلوم)(16).

لقد تعرض الإمام الصادق في علم الفيزياء لمسائل لم يتعرض لها أحد قبله ولا بعده إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ومن ذلك مثلاً تصنيفه الأجسام الصلبة كدرة وأخرى صقيلة شفافة إذ قال: (كل جسم صلب جامد يكون كدراً، وكل جسم صلب دافع يكون لماعاً وشفافاً).

وفي الرد على سؤال: ما الذي يجذب؟ قال: (إن الحرارة هي التي تجذب) وقد أصبحت هذه النظرية في يومنا الحاضر قانوناً علمياً في الكهرباء والفيزياء.

ونحن نعرف في قوانين الفيزياء الحديثة أن كل جسم كدر تصدر عنه أمواج إلكترونية وأشعة حرارية فيكون موصلاً جيداً للحرارة وللأمواج، وأن الأجسام التي لا تنتقل منها الحرارة بسهولة، أي غير الموصلة للحرارة الجاذبة لها، وغير الناقلة للأمواج الإلكترونية تعتبر أجساماً عائقة وتكون شفافة لماعة.

بعبارة أخرى، إن الأجسام الكدرة كالحديد تنقل الأمواج الكهرطيسية وتنقل الحرارة وتجذب، في حين أن الأجسام الشفافة كالبلور والألماس لا توصل الحرارة – أو توصلها ببطء – وتحول دون انتقال الأمواج الكهرطيسية فلا تجذب وتعتبر أجساماً عائقة.

إن نظرية الجاذبية عند الإمام لا تقل أهميتها عن نظريته القائلة بوجود قطبين متضادين، وهي تطابق قوانين الفيزياء الحديثة من حيث تعليل أسباب كدر الأجسام الصلبة أو صفائها.

ولا ريب في أن العقلية التي اكتشفت الأسباب الكامنة وراء صفاء الأجسام الصلبة أو كدرها منذ اثني عشر قرناً هي عقلية سبقت جميع معاصريها. وليس من الغلوّ في شيء القول بأنها عقلية عبقرية فريدة في ميادين العلوم. ولم ينته علم الإمام الصادق عند هذه النظرية وما أوردنا له من النظريات سواها، بل إن له في العلوم نظريات أخرى لا تقل أهمية عما أوردنا ومنها تفصيله المتعلق بخلق الإنسان من تراب، ذلك التفصيل الذي لم يسبقه إليه أحد قبله. وذلك أن جميع المسلمين يقولون بخلق الإنسان من تراب تبعاً للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. لكن الإمام يفصل القول موضحاً (إن جسم الإنسان يتألف من نفس العناصر الموجودة في الأرض ولكن بنسب متفاوتة، فهناك عناصر توجد في جسم الإنسان بنسبة اكبر من نسبة وجودها في الأرض، وهناك عناصر أخرى توجد بنسبة أقل منها) وكان يقول: (هناك أربعة أشياء توجد في جسم الإنسان بصورة أكبر من سواها، وثمانية أشياء تأتي في مرحلة ثانية وثمانية أشياء هي أقل مما في القسمين الأولين).

(ومن النظريات التي قال بها الإمام الصادق، وكشفت عن نبوغه العلمي وإحاطته الواسعة بدقائق العلوم، نظريته المتعلقة بانتقال بعض الأمراض عن طريق الضوء من المريض إلى السليم.

ومؤدّى هذه النظرية أن هناك أمراضاً ينبعث منها ضوء، فإذا أصاب هذا الضوء أحداً انتابته العلّة.

ولم يستطع علماء الأحياء هضم هذه النظرية وقبولها اعتقاداً منهم بأن العامل الرئيسي في انتقال المرض هو الميكروب أو الفيروس الذي ينتقل بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الحشرات أو الماء أو الهواء الملوّث، وكان الاعتقاد السائد بين الأطباء قبل اكتشاف الميكروب أن الرائحة هي السبب الفعال في انتقال المرض.

إن ما ذهب إليه الإمام الصادق من أن الضوء المشع المنبعث من المريض هو الذي يتسبب في نقل العدوى لم يقل به أحد في أي مرحلة من مراحل تاريخ الطب الطويل قبل وبعد الإمام، حتى جاءت التجارب العلمية المعاصرة معززة ومثبتة لصحة آراء الصادق هذه، وذلك عندما استطاع مركز في الاتحاد السوفياتي من أهم مراكز البحوث في العلوم الكيميائية والطبية أن يثبت للمرة الأولى بأن هناك من الأمراض ما يشع ضوءً، وأن هذا الضوء قادر في حد ذاته ودون ميكروب أو فيروس على إصابة الخلايا السليمة وإيقاع المرض بها)(17).

(ويؤخذ من البحوث التي أجريت في هذا المركز العلمي السوفياتي خلال ربع قرن، والتي عززتها تجارب علمية مماثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، أن خلايا جسم الإنسان تصدر عن كل منها أشعة فوق بنفسجية، كما أنها تستقبل هذه الأشعة، وتنتقل العدوى مع هذه الأشعة من الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة دون انتقال أي ميكروب أو فيروس.

ولا ريب في أن النتائج التي أسفرت عنها هذه التجارب قد فتحت أمام علماء الأحياء والطب ميداناً جديداً يطرقونه لمعالجة الأمراض يتمثل في اللجوء إلى إحدى طريقتين: إما الاهتداء إلى وسيلة تمنع انتقال الأشعة فوق البنفسجية من الخلية المريضة إلى الخلية السليمة، وإما بإكساب الجسم مناعة بحيث تستطيع خلاياه السليمة مقاومة هذه الأشعة الناقلة للعدوى.

وقد أنعش هذا الكشف العلمي العظيم آمالاً عريضة في إمكانية التوصل بهذا الأسلوب لمعالجة الأمراض المستعصية كالسرطان وغيره)(18).

في مجـــالات علميـــة أخـــرى
أ- الزمان والمكان عند الإمام الصادق (ع)
كان من رأي بعض فلاسفة اليونان أن الزمن ليس له حقيقة أو وجود خارجي لا بصورة ذاتية ولا بصورة تبعية، فهو لا يعدو عن كونه فاصلاً بين حركتين، وأن الإنسان أو أي كائن حي ذي شعور لا يحس بهذه الفاصلة حتى وإن تابع سير الحركة.

في حين رأى البعض الآخر أن للزمن وجوداً ذاتياً، وقد صنف هؤلاء الزمن إلى نوعين: الزمن المتحرك (السائر) وهو يتألف من ذرات متحركة تنتقل من جانب إلى جانب، والزمن الثابت الذي لا تتحرك ذراته وأجزاؤه، ومثل هذا الزمن لا ينتقل من مكان إلى مكان، ولا يفصل بين حركة وحركة.

وفي رأي فلاسفة الإغريق القدامى أن الزمن الثابت (زمن الأبدية) هو زمن الآلهة، في حين أن الزمن السائر (المتحرك) هو زمن الكائنات الحية ومنها الإنسان، ولو استطعنا وقف حركة الزمن، ووقف التغير في شكل الكائنات الحية لرفعناها إلى مرتبة الآلهة، لأنها إذ ذاك ستتمتع بالزمن الثابت وهو أبدي.

أما فلاسفة أوربا في القرون المتأخرة وحتى القرن العشرين فمنهم من أنكر وجود الزمن إنكاراً باتاً قائلين أن الموجود هو المكان، ومنهم من أنكر المكان قائلاً أنه يوجد تابعاً ولا وجود له في حد ذاته، وأنه حيثما وجدت المادة وجد المكان وإلا فلا.

وقال العالم الروسي المعاصر (إسحاق عظيموف) إن المكان هو المادة وإشعاعها، وأن ما نراه ونحس به هو المادة أو أمواجها وأشعتها وإن إحساس البشر بالمكان سببه الأشعة المنبعثة من المادة.

لكن رجلاً جاء قبل عظيموف باثني عشر قرناً ونصف القرن -هو الإمام الصادق- ساق نظريات حول الزمان والمكان تتفق مع نظريات العلماء المعاصرين، وكانت مصاغة في قالب سهل المأتى، واضح المعنى خلواً من المصطلحات والمعادلات العلمية الحديثة.

(ففي رأي الصادق أن الزمان غير موجود بذاته ولكنه يكتسب واقعيته وأثره من شعورنا وإحساسنا، وأن الزمان هو حد فاصل بين واقعتين أو وحدتين. وهو يرى أن الليل والنهار ليسا من أسباب تشخيص الزمان ومعرفته، وإنما هما حقيقتان مستقلتان عن الزمان، وليس لهما طول ثابت، فالليل يقصر في الصيف ويطول في الشتاء والنهار على عكسه، ويتعادلان أحياناً.

وفي رأي الصادق أيضاً أن للمكان وجوداً تبعياً لا ذاتياً، وهو يتراءى لنا بالطول والعرض والارتفاع، ولكن وجوده التبعي يختلف باختلاف مراحل العمر. ومن ذلك مثلاً أن الطفل الذي يعيش في بيت صغير يرى بخياله وأحلامه أن فضاء البيت ساحة كبرى، ومتى بلغ هذا الطفل العشرين من عمره رأى هذه الدار مكاناً صغيراً جداً، وأدهشه أنه كان يراها واسعة رحيبة في الطفولة)(19).

ب- عالم الكون
(قال الإمام الصادق (ع) أن الكون لا ينحصر في عالمنا وحده وإنما هناك عوالم أخرى،وقسم العالم إلى قسمين: العالم الأكبر والعالم الأصغر، وأن عدد العوالم في كل قسم كثيرة ولا يعلم عددها إلا الله تعالى.

وقال أن بين النجوم التي نراها في الليل ما هو أضخم من الشمس بحيث تعتبر الشمس بالقياس إليها صغيرة الحجم ضئيلة الضياء.

وقد جاء العلم الحديث بعد اثني عشر قرناً ونصف القرن مبرهناً على صحة هذه النظرية، وقام الدليل على أن هناك آلافاً من العوالم والمنظومات الشمسية الشبيهة بعالمنا ومنظومتنا الشمسية تعز على الحصر، وأن هناك مجموعات من النجوم السواطع (مجرات) يتضاءل تلقاء حجمها وضيائها حجم الشمس وضياؤها ويطلق عليها اسم (كوزارز) وبعضها يبعد عن الأرض بمقدار تسعة مليارات من السنين الضوئية، وأن الضوء المنبعث من بعضها أكبر من ضوء الشمس بعشرة آلاف مليار مرة)(20).

(وتذهب نظرية الصادق إلى أن لكل ما في العالم الأصغر شبيهاً في العالم الأكبر ولكن على ضخامة في الحجم والسعة، وأن لكل ما في العالم الأكبر شبيهاً في العالم الأصغر ولكن على قلة في الحجم والسعة، ومن هنا فإنه يستطاع تحويل العالم الأصغر إلى عالم كبير وتحويل العالم الأكبر إلى صغير.

ونحن حين نستمع إلى هذا الكلام منقولاً من ملفات القرون الماضية نحس وكأننا نصغي إلى عالم فيزيائي في عصرنا الحاضر أو كأننا نقرأ كتاباً في علم الفيزياء الحديث)(21).

(وللإمام الصادق نظرية علمية هامة أخرى هي نظرية انقباض العالم وامتداده، ومؤداها أن العوالم الموجودة لا تبقى على حال دائم من الأحوال فهي تتسع تارة وتنقبض أخرى. الأمر الذي أكده العلم الحديث الذي توصل إلى أن العالم المحيط بمنظومتنا الشمسية يتمدد ويتسع من جهة ويتقلص وينقبض من جهة أخرى، وأن الاتساع والانقباض يحدثان شيئاً فشيئاً، ففي حين تتباعد الأجرام في جانب من العالم تتقارب في جانب آخر مكونة كتلاً كثيفة، وتنتهي المادة إلى موت حقيقي عندما تصطدم بالأجسام المظلمة الكثيفة وتفقد إلكتروناتها، وتغدو جزءاً من هذه الأجسام المظلمة فتنتهي حركتها. أي أن المادة تنتهي من حيث الظاهر عندما يحدث التقاء بينها وبين الأجسام المظلمة وتبقى نواتها بعد اندماجها بغيرها مفتقرة إلى الكتروناتها، وتتراكم هذه الأجسام المظلمة وتتكاثف بدرجة تزيد بمئات آلاف المليارات عن المواد المتراكمة المعروفة لنا والموجودة في الأرض.

وصفوة القول أن علمي الفيزياء والفلك المعاصرين يؤكدان نظرية الإمام الصادق المتعلقة بتعدد العوالم وكثرتها وبانقباضها وتمددها)(22).

ج- نظرية انعكاس الضوء
يرى الإمام الصادق أن الضوء ينعكس من الأجسام على صفحة العين البشرية بسرعة كلمح البصر. أما الأجسام البعيدة فلا ينعكس منها إلا جزء صغير من الضوء ولهذا تتعذر رؤيتها بالوضوح الكافي، فإذا استعنّا بجهاز أو آلة ما لتقريب الضوء إلى العين فيمكن مشاهدة الجسم البعيد بنفس حجمه الحقيقي وبوضوح تام.

وقد اهتم (روجر بيكون) الأستاذ بجامعة أوكسفورد بهذه الطريقة وتوصّل إلى أننا لو استعنّا بما يقرب ضوء الأجسام البعيدة إلى عيوننا لأمكننا مشاهدتها وقد قربت إلينا خمسين مرة عن بعدها الحقيقي.

ولولا فرضية الضوء التي أتى بها الإمام الصادق لما تمكن (ليبرشي) عام 1608م من اختراع المجهر الذي استعان به غاليليو عام 1610م لاختراع المجهر الفلكي لرصد انعكاس ضوء الشمس على الكواكب الأخرى، ورصد الأجرام السماوية، الأمر الذي قاد إلى انطلاق عصر النهضة والتجديد في أوربا وأمريكا.

ولا تنحصر أهمية نظرية الصادق في قضية انعكاس الضوء من الأجسام إلى العين، ولا بالإشارة إلى إمكانية رؤية الأجسام البعيدة بتقريب ضوئها إلينا فقط، لأن الإمام الصادق قد أشار إلى حركة الضوء وأنها سريعة جداً كلمح البصر.

وقد روي عن الإمام الصادق قوله في بعض دروسه أن الضوء القوي الساطع يستطيع تحريك الأجسام الثقيلة وان النور الذي ظهر لموسى على جبل الطور كان من شأنه أن حرّك الجبل بل وجعله دكاً وخر موسى صعقا(23).

ومن مؤدى هذه الرواية أن الإمام الصادق تنبأ بأساس نظرية (أشعة الليزر).

إن الذي قاله الإمام الصادق (ع) عن الضوء وحركته يتفق تماماً مع ما أثبته البحث العلمي المعاصر، وغاية ما في الأمر أن العلم الحديث قاس سرعة الضوء ـ وهي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة ـ ولكن هذا المقياس لا يجدي في قياس المسافات الفلكية الشاسعة في الدراسات الفضائية)(24).

مصدر علوم الإمام الصادق عند علماء الغرب:
أوردنا قبل قليل تساؤلاً طرحه علماء الغرب عن مصدر علوم الإمام الصادق(ع)، وأنه هل كان للإمام علم باطني (غيبي) أو لدني كما تقول الشيعة؟ وهل استنبط نظرياته بعلم الإمامة دون العلم البشري؟

وإذ يصعب عليهم الإقرار بهذا لأنه بعيد جداً عن أذهانهم ومناهجهم، فقد رأيناهم يردون علم الإمام الصادق إلى النبوغ والذكاء والعبقرية الفريدة تارة، وإلى ما تلقاه من العلوم المنقولة عن الأمم السابقة والتي كانت محل اهتمام وعناية مدرسة أبيه الإمام محمد الباقر(ع) تارة أخرى.

إنهم يقولون: (وفي رأينا أنه من العسير التوصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية دون مختبرات علمية عصرية، ولكن هذا هو ما تناهى إليه علم الصادق قبل اثني عشر قرناً، ولا غرو، فالعباقرة أقدر من سواهم على استنباط ما تعجز عنه العقول، لأن عيونهم تخترق الظلمات وترى ما لا يراه غيرهم من المبصرين.

وثمة نظرية مؤداها أن المعارف والمعلومات كامنة في الشعور الباطني للناس جميعاً، ولكن هناك حجاباً يحول دون إدراك الشعور الظاهري لما هو كامن في الشعور الباطني غير المحدود، فإن استعصى على الإنسان العادي أن ينتفع بهذه الذخيرة المدخرة في باطنه، فإن العباقرة قادرون على النفاذ إلى الباطن واستنباط ما هو مدّخر فيه من معلومات ومعارف كامنة.

وقد ذهب الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون إلى القول بأن الإنسان يكتشف كل مجهول بفهمه الخاص إذ كانت لديه اندفاعة حياة، وإن حظ العباقرة من هذه الاندفاعة أكبر من حظوظ سواهم. ويرى أن الذرى وجدت منذ بدء الخليقة واجتمعت فيها جميع المعلومات المختلفة، فأحرى بخلايا الجسم الموجودة في الكائن الحي أن تنطوي على جميع المعلومات الخاصة بهذا العالم منذ بداية الخليقة وإلى يومنا هذا(25).

وإذا كان العلماء قد أطلقوا على الإحساس الداخلي اسم (الشعور الباطني أو الغيبي) فإن الفيلسوف برجسون قد سماه (اندفاعة الحياة) وكان يقول أن النوابغ يتميزون عن غيرهم بأن لهم حظاً من اندفاعة الحياة تزيد على حظوظ غيرهم وأنهم أقدر من سواهم على الاستفادة من ذاكرة خلايا أجسامهم.

ففي رأي الشيعة إذن أن الإمام الصادق كان يرى بعلم الإمامة، أما القائلون بالشعور الباطني غير المحدود فيقولون أنه انتفع بهذا الشعور، في حين أن برجسون يرى أن الصادق كان يتمتع باندفاعة قوية للحياة)(26).

ونحن لا نرى أي تعارض بين هذه الآراء الثلاثة عن مصدر معلومات الإمام الصادق(ع)، فإن العبقرية والنبوغ المؤديين إلى القدرة على الاستمداد من الشعور الداخلي أو التمتع باندفاعة قوية للحياة وبالتالي الاستفادة من ذاكرة خلايا أجسامهم، لا يمكن أن يكونا كافيين لنفي الاستفادة كذلك من علم الإمامة أو ما نسميه العلم اللدني خصوصاً بعد ثبوت هذا العلم لمن شاء الله سبحانه وتعالى من الأنبياء والأولياء.

وقد قال تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) الكهف: 65.

وكذلك فإن العلم اللدني لا ينفي الاستفادة من

وكذلك فإن العلم اللدني لا ينفي الاستفادة من الشعور الباطني أو من ذاكرة خلايا الجسم.
ويبقى السبق للإمام الصادق (ع) في كافة هذه العلوم بحيث كان المنارة التي شعت منذ النصف الأول من القرن الثاني الهجري – القرن السابع الميلادي – لتذكي فتيل النهضة العلمية في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولتلفت أنظار علماء الغرب إلى ذلك العبقري الفريد الذي تمتع بنبوغ متميز لم يسبقه سابق قبله بألف عام ولم يلحقه لاحق بعده خلال ألف عام، ذلك هو الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع).
* مقال منشور في مجلة النبأ العدد 53 شوال 1421/كانون الثاني 2001
………………………………………
الهوامش:
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/124 و4/22 وقال: هذا حديث صحيح.
(2) فرائد السمطين 1/101 وينابيع المودة 1/83.
(3) نهج البلاغة ـ الخطبة 189.
(4) هو الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
(5) مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب 4/136.
(6) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب ص92-93.
(7) المناقب 4/259.
(8) المناقب 4/260.
(9) المناقب 4/255-256.
(10) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص112-113.
(11) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص52 ينقل عن الفهرست لابن النديم ص498.
(12) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص53-55 ينقل عن ابن خلكان في أحوال الصادق 1/150 وعن الفهرست ص490 وانظر دائرة المعارف لبطرس البستاني 6/468.
(13) الإمام الصادق ملهم الكيمياء: ص156.
(14) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص122.
(15) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 127.
(16) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص173-177 مع الاختصار.
(17) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص287-288.
(18) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص290-292.
(19) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص271-285 باختصار.
(20) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص301.
(21) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب:312.
(22) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص313-316.
(23) ذلك قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً) الأعراف: آية 143.
(24) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: ص257-268 باختصار.
(25) في القرآن الكريم آيتان فيهما إشارة واضحة لهذا الموضوع

الأولى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) البقرة: 31. والثانية: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين) الأعراف

ا
تكملة لشبهة لولا ال البيت ع لكنتم بهائم

لقرآن الكريم في حديث أهل البيت(عليهم السلام)
في هذا الباب نحاول أن نوجّه أنظار القرّاء الكرام إلى مفهوم أو فكرة معينة عن طريق التركيز عليها والتجميع الموضوعي لما اُثر من نصوص كلمات المعصومين(عليهم السلام)فيها لما تمتاز به تلك النصوص من رؤية واقعية صادقة وبيان شمولي بليغ يرتبط بمعين القرآن الكريم الذي لا ينضب، تصديقاً لقولهم(عليهم السلام): «شرِّقا وغرِّبا فلن تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت».
1 ـ حقيقة القرآن الكريم:
عن الامام الصادق(عليه السلام): «لقد تجلّى اللّه لخلقه في كلامه، ولكنّهم لايُبصِرون»[ 1].
2 ـ هداية القرآن الكريم:
1 ـ عن الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله): «وهو الدليل، يدلّ على خير سبيل»[ 2].
2 ـ وعنه(صلى الله عليه وآله): «القرآن هدىً من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة»[ 3].
3 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «أيـّها الناس، إنّه من استنصح اللّه وُفّق، ومن اتّخذ قوله دليلاً هُدي للتي هي أقوم»[ 4].
4 ـ وعن فاطمة الزهراء(عليها السلام): «… وقائدٌ إلى الرضوان اتباعه،ومؤدّ إلى النجاة أشياعه»[ 5].
3 ـ إحاطة القرآن العظيم:
1 ـ عن الامام الصادق(عليه السلام): «إن العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البارّ، فيه خبرُكم وخبرُ من قبلَكم وخبرُمن بعدَكُم وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يُخبركم عن ذلك لتعجّبتُم»[ 6].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «إنّ اللّه أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى واللهِ ما تَرَك شيئاً يحتاج العباد إليه إلاّ بيّنه للناس»[ 7]
4 ـ تبيان القرآن العزيز:
1 ـ عن الامام علي(عليه السلام): «… وتبياناً لا تهدم أركانه»[ 8].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «وعليكم بكتاب اللّه فإنّه الحبل المتين.. لا يَعوَجُّ فيُقام،ولا يزيغُ فيُستعتَب»[ 9].
3 ـ وعن الامام السجاد(عليه السلام): «… وميزان قسط لا يحيفُ عن الحقِ لسانُه، ونور هدىً لا يُطفأ عن الشاهدين بُرهانُه»[ 10].
4 ـ وعن الامام الصادق(عليه السلام): «هو قول اللّه .. وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد»[ 11].
5 ـ القرآن لا بديل عنه:
1 ـ عن الامام علي(عليه السلام): «واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لاحد قبل القرآن من غنىً»[ 12].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «ومن طلب الهدى في غيره أضلّه اللّه»[ 13].
3 ـ وعنه(عليه السلام): «وفيه ربيع القلب .. وما للقلب جلاءٌ غيره»[ 14].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «ولا تكشف الظلماتُ إلاّ به»[ 15].
6 ـ للقرآن الكريم ظاهر أنيق وباطن عميق:
1 ـ عن النبي الاعظم(صلى الله عليه وآله): «وله ظهر وبطن، فظاهره حُكم وباطنُه عِلمٌ» .
2 ـ وعنه(صلى الله عليه وآله): «ظاهره أنيق وباطنه عميق»[ 16]. «لا تحصى عجائبُه ولا تبلى غرائبُه»[ 17].
3 ـ وعن الامام الحسين(عليه السلام): «كتاب اللّه ـ عزوجلّ ـ على أربعة أشياء: على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق. فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للاولياء والحقائق للانبياء»[ 18].
4 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «.. وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيونٌ لا ينضبها الماتِحون ومناهل لا يغيضها الواردون»[ 19].
7 ـ القرآن كتاب خالد:
1 ـ عن الامام الباقر(عليه السلام): «ولو أنّ الاية إذا نزلت في قوم ثمّ مات اُولئك القوم ماتت الاية لما بقيَ من القرآن شيء، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والارض»[ 20].
2 ـ وعن الامام الرضا(عليه السلام): «… هو حبل اللّه المتين .. وطريقته المُثلى .. لا يخلق على الازمنة ولا يغثّ على الالسنة، لانـّه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جُعل دليل البرهان، والحجّة على كلّ إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد»[ 21].
3 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقّده .. وفرقاناً لا يخمد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه…»[ 22].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «ولا تخلقه كثرةُ الردّ وولوج السمع»[ 23]
8 ـ عظمة القرآن وفضله:
1 ـ عن النبي محمّد(صلى الله عليه وآله): «القرآن أفضل كل شيء دون اللّه، فمن وقّر القرآنَ فقد وقّر اللّه»[ 24].
2 ـ وعنه(صلى الله عليه وآله): «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه»[ 25].
3 ـ وعن الامام الصادق(عليه السلام): «الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة»[ 26].
4 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «ليكن كلّ كلامِكُم ذكر اللّه وقراءة القرآن، فإنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)سُئل: أيّ الاعمال أفضل عند اللّه؟ قال: قراءة القرآن وأنت تموت ولسانك رطب من ذكر اللّه»[ 27].
5 ـ وعن الامام الصادق(عليه السلام): «من استمع حرفاً من كتاب اللّه من غير قراءة كتب اللّه له حسنة، ومحى عنه سيّئة، ورفع له درجة»[ 28].
6 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «إقرأوا القرآن واستظهروه، فإنّ اللّه تعالى لا يعذّب قلباً وعى القرآن»[ 29].
7 ـ وعنه(عليه السلام): «من استظهر القرآن وحفِظه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله اللّه به الجنّة»[ 30].
9 ـ كيف نقرأ القرآن العظيم؟
1 ـ عن الامام الصادق(عليه السلام): «إنّ القرآن نزل بالحُزن فاقرأوه بالحزن»[ 31].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «من قرأ القرآن ولم يخضع للّه ولم يرقّ قلبه ولا يكتسي حزناً ووجلاً في سرّه فقد استهان بعظيم شأن اللّه تعالى … وقِف عند وعده ووعيده، وتفكّر في أمثاله ومواعِظه، واحذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده»[ 32].
10 ـ أهل البيت وتفسير القرآن الكريم:
1 ـ عن النبي(صلى الله عليه وآله): «من قال في القرآن بغير ما علم جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار»[ 33].
2 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «وعندَنا ـ أهل البيت ـ أبواب الحكم وضياء الامر»[ 34].
3 ـ وعن سدير قال: قلت لابي جعفر(عليه السلام): جُعلتُ فداك ما أنتم؟ قال: «نحن خزّان علم اللّه ونحن تراجمةُ وحي اللّه»[ 35].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «إنّ مِن عِلمِ ما اُوتينا تفسير القرآن وأحكامه»[ 36].
5 ـ وعن الامام الصادق(عليه السلام): «إنّا أهل بيت لم يزل اللّه يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره»[ 37].
11 ـ القرآن كتاب شامل كامل:
1 ـ عن الامام علي(عليه السلام): «ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن ينطق، ولكن أخبركم عنه: ألا إنّ فيه علمَ ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم ونظم ما بينكم»[ 38].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «أم أنزل اللّه سبحانه ديناً تامّاً فقصّر الرسول(صلى الله عليه وآله) عن تبليغه وأدائه؟ واللّه سبحانه يقول: )ما فَرّطْنا في الكِتابِ مِنْ شَيء(وفيه تبيان لكلّ شيء»[ 39].
3 ـ وعنه(عليه السلام): «فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه، فإنّه لم يُخفِ عنكم شيئاً من دينه، ولم يترك شيئاً رضِيَه أو كرِهَه إلاّ وجَعل له حكماً بادياً، وآيةً محكمةً تزجر عنه أو تدعو إليه»[ 40].
12 ـ القرآن شفاء:
1 ـ عن الرسول(صلى الله عليه وآله): «إنّ هذا القرآن هو النور المبين … والشفاء الاشفى»[ 41].
2 ـ وعن الامام علي(عليه السلام): «واستشفوا بنوره فإنّه شفاء لما في الصدور»[ 42].
3 ـ وعنه(عليه السلام): «فإنّ فيه شفاءً من أكبر الداء: وهو الكفر والنفاق والغيّ والضَلال»[ 43].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «وشفاءً لا تُخشى أسقامه… ودواءً ليس بعده داء»[ 44].
5 ـ وعنه(عليه السلام): «وإن اللّه سبحانه لم يعظ أحداً بمثل هذا القرآن فإنّه حبلُ اللّه المتين وسببه الامين»[ 45].
13 ـ كيف ينبغي أن نتعامل مع القرآن الكريم:
1 ـ عن الامام علي(عليه السلام): «وينطق بعضُه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في اللّه، ولا يُخالِفُ صاحبه عن اللّه»[ 46].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «واستدلّوه على ربّكم، واستنصحوه على أنفسِكُم، واتّهموا عليه آراءَكُم، واستغشّوا فيه أهواءَكم»[ 47].
3 ـ وعنه(عليه السلام): «فالقرآن حجّة اللّه على خلقه، أخذ عليه ميثاقهم، وارتهن عليه أنفُسَهم»[ 48].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «اللّهَ اللّهَ في القرآنِ، لا يسبقكُم بالعملِ به غيرُكُم»[ 49].
5 ـ وعنه(عليه السلام): «وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه، وأحِلَّ حلاله وحَرِّم حرامه»[ 50].
6 ـ وعنه(عليه السلام): «إنّ اللّه سبحانه أنزل كتاباً هادياً بيّن فيه الخير والشرّ، فخذوا نهج الخير تهتدوا، واصدِفوا عن سَمتِ الشر تَقصِدوا»[ 51].
7 ـ وعنه(عليه السلام): «واردُد إلى اللّه ورسوله ما يُضلِعُك من الخطوبِ، ويشتبه عليك من الامور، فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبَّ إرشادَهم: (يا أيـّها الّذين آمَنُوا أطِيعُوا اللّهَ وَأطيعُوا الرّسُولَ وَاُولِي الامْرِ مِنْكُم فَإنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيء فَرُدّوهُ إلى اللّهِ والرّسول) فالردّ إلى اللّه: الاخذ بمحكم كتابه، والردّ إلى الرسول: الاخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة»[ 52].
8 ـ وعنه(عليه السلام): «وتعلّموا القرآن، فإنّه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب، وأحسِنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص»[ 53].
9 ـ وعنه(عليه السلام): في وصف المتقين: «تالين لاجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلاً، يحزّنون به أنفسَهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مرّوا بآية فيها تشويقٌ ركنوا إليها طمعاً، وتطلّعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنّوا أنـّها نُصبَ أعينِهم، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبِهم، وظنوا أنّ زفير جهنّم وشهيقَها في اُصول آذانِهم»[ 54].
14 ـ دور الرسول وأهل بيته في تفسير القرآن والعمل به:
1 ـ عن الامام علي(عليه السلام): «واقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهَدْي، واستنّوا بسنّته فإنّها أهدى السُنَن»[ 55].
2 ـ وعنه(عليه السلام): «بهم عُلِمَ الكتاب وبه علِموا، وبهم قام الكتاب وبِهِ قاموا»[ 56].
3 ـ وعنه(عليه السلام): «فهم موضعُ سرّهِ، ولجأ أمرِه، وعيبةُ علمِهِ وموئلُ حكمِه وكهوف كُتُبِه»[ 57].
4 ـ وعنه(عليه السلام): «عقلوا الدين عقلَ وِعاية ورِعاية، لا عقلَ سماع ورِواية»[ 58].
5 ـ وعنه(عليه السلام): «فيهم كرائمُ القرآن وهم كنوزُ الرحمان»[ 59].
6 ـ وعنه(عليه السلام): «ولن تأخذوا بميثاقِ الكتابِ حتى تعرفوا الذي نَقَضَه، ولنْ تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نَبَذَه، فالتمسوا ذلك من عندِ أهلِه، فإنّهم عَيشُ العِلم وموتُ الجهلِ»[ 60].
7 ـ وعنه(عليه السلام): «فيا عَجَباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفِرَق على اختلافِ حُججِها في دينها؟ لا يقتصّون أثر نبيّ ولا يقتدون بعمل وصيّ .. مفزعهم في المعضلات إلى أنفسِهم، وتعويلهم في المهمّات على آرائهم، كأنّ كلّ امرئ منهم إمام نفسه»[ 61].
8 ـ وعنه(عليه السلام): في وصف المهدي(عليه السلام):«ويعطف الرأيَ على القرآنِ إذا عطفوا القرآنَ على الرأي»[ 62].
9 ـ وقال(عليه السلام) عن نفسه: «و إنّ الكتابَ لمعي، ما فارقتُه مذ صحبتُه»[ 63].
10 ـ وعنه(عليه السلام): «ولقد بلغني أنـّكم تقولون: عليٌّ يكذب، قاتلكم اللّه تعالى!فعلى من أكذِب؟ أعلى اللّه؟ فأنا أوّل من آمن به، أم على نبيّه؟ فأنا أوّل من صَدّقه. كلاّ واللّه، لكنّها لهجةٌ غبتم عنها ولم تكونوا من أهلها»[ 64].
11 ـ وعنه(عليه السلام): «بل اندمجتُ على مكنونِ علم لو بُحتُ به لاضطربتم اضطراب الارشية في الطوى البعيدة»[ 65].
12 ـ وعنه(عليه السلام): «ها إنّ ها هنا لعِلماً جمّاً (وأشار بيده إلى صدره) لو أصبتُ له حمَلَة ! بَلى أصبتُ لقِناً غير مأمون عليه، مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهِراً بنعمِ اللّهِ على عباده وبحججه على أوليائه، أو منقاداً لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشكّ في قلبه لاوّل عارض من شُبهة. ألا لا ذا ولا ذاك. أو منهوماً باللّذةِ سَلسَ القياد للشّهوة، أو مغرماً بالجمعِ والادّخار، ليسا من رعاةِ الدين في شيء أقربُ شيء شَبَهاً بهما الانعام السائمة، كذلك يموتُ العلمُ بموتِ حامليه». [66]
[ 1] بحار الانوار: 92 : 107.
[ 2] تفسير العيّاشي 1 : 2.
[ 3] تفسير العياشي 1 : 5 .
[ 4] نهج البلاغة، الخطبة: 147.
[ 5] علل الشرائع: 248.
[ 6] الكافي 2 : 599 .
[ 7] بحار الانوار 92 : 81 .
[ 8] نهج البلاغة، الخطبة: 198 .
[ 9] نهج البلاغة، الخطبة: 156 .
[ 10] الصحيفة السجادية، الدعاء: 42 .
[ 11] امالي الصدوق: 326، بحار الانوار 92 : 117.
[ 12] نهج البلاغة، الخطبة: 176.
[ 13] بحار الانوار 92 : 32 .
[ 14] نهج البلاغة، الخطبة: 176 .
[ 15] نهج البلاغة، الخطبة: 18، والخطبة: 152.
[ 16] تفسير العياشي 1 : 3 .
[ 17] الكافي 2 : 599 .
[ 18] بحار الانوار 92 : 20.
[ 19] نهج البلاغة، الخطبة: 198.
[ 20] تفسير العياشي 1 : 10.
[ 21] عيون أخبار الرضا 2 : 130.
[ 22] نهج البلاغة، الخطبة: 198 .
[ 23] المصدر، الخطبة: 156.
[ 24] بحار الانوار 92 : 19.
[ 25] المصدر نفسه.
[ 26] امالي الصدوق: 53 .
[ 27] بحار الانوار 92 : 19.
[ 28] عدّة الداعي: 270.
[ 29] بحار الانوار 92 : 19 ـ 20.
[ 30] المصدر .
[ 31] وسائل الشيعة 4 : 857 .
[ 32] بحار الانوار 85 : 43.
[ 33] المصدر 92 : 112.
[ 34] نهج البلاغة، الخطبة: 120 .
[ 35] الكافي 1 : 192.
[ 36] المصدر 1 : 229.
[ 37] بحار الانوار 2 : 178.
[ 38] نهج البلاغة، الخطبة: 158.
[ 39] المصدر ، الخطبة: 18.
[ 40] المصدر ، الخطبة: 183.
[ 41] بحار الانوار 92 : 31.
[ 42] نهج البلاغة، الخطبة: 110.
[ 43] المصدر ، الخطبة: 176.
[ 44] المصدر ، الخطبة: 198.
[ 45] المصدر ، الخطبة: 176.
[ 46] المصدر ، الخطبة: 133.
[ 47] نهج البلاغة، الخطبة: 176.
[ 48] المصدر ، الخطبة: 183.
[ 49] المصدر ، الخطبة: 47 .
[ 50] المصدر ، الخطبة: 69 .
[ 51] المصدر ، الخطبة: 167.
[ 52] المصدر ، الخطبة: 53 .
[ 53] المصدر ، الخطبة: 110.
[ 54] المصدر ، الخطبة: 193.
[ 55] نهج البلاغة، الخطبة: 110.
[ 56] المصدر ، القول: 432.
[ 57] المصدر ، الخطبة: 2 .
[ 58] المصدر ، الخطبة: 239.
[ 59] المصدر ، الخطبة: 154.
[ 60] المصدر ، الخطبة: 147.
[ 61] المصدر ، الخطبة: 88 .
[ 62] نهج البلاغة، الخطبة: 138.
( 63] المصدر ، الخطبة: 50 .
[ 64] المصدر ، الخطبة: 71 .
[ 65] المصدر ، الخطبة: 5 .
[ 66] المصدر ، الحكمة: 147 .
بعد أن سردنا لكم هذه المنازل العظيمة إلى محمد وال بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين في التأكيد الذي ابتعد عن فكر محمد وال بيته أصبح هؤلاء الشاذون التاركون المعاندون الى ال البيت ع كالبهائم المتوحشة ولننظر لجرائم هذه البهائم الوهابية المتوحشة بحق الإنسانية ، بل نفسه أبو هريرة وبحديث رواه البخاري كان يبكي يقول اننا أضعنا الصلاة التي كنا نصلي بها على عهد رسول الله محمد ص
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here