أسوأ الأوبئة التي ضربت السويد وستضرب مستقبلها بالصور

Attachment thumbnail
Attachment thumbnail
Attachment thumbnail
Attachment thumbnail

إيهاب مقبل

 

الوباء، وهو انتشار مفاجئ وسريع لمرضٍ، في رقعةٍ جغرافيةٍ ما، فوق معدلاته المعتادة، في المنطقةِ المعنيةِ. وعرفت البشرية على مر تاريخها، انتشار العديد من الأوبئة القاتلة، فبالإضافة إلى الحروب والتي لطالما أزهقت خلالها الأرواح، سَجّلت العديد من الأمراض، كالكوليرا والطاعون والإنفلونزا، حضورها متسببة في هلاك مئات الملايين.

 

وعرفت السويد منذ العصور القديمة، ظهور العديد من الأوبئة الفتاكة، والتي انتشرت أساسًا بسبب الحركة التجارية والغزوات العسكرية، حيث نقل الأفراد المصابون الأمراض معهم، متسببين في تفاقم الأزمةِ. وفيما يلي، أسوأ الأوبئة التي ضربت السويد، وتسببت في هلاك الآلاف، فضلًا عن أسوأ الأوبئة التي من المتوقع أن تضرب مستقبلها:

 

الطاعون أو الموت الأسود في السويد خلال الفترة 1350-1713م

 

سُجلَ وباء الطاعون بداية ظهوره في حدود سنة 1347 بعد الميلاد داخل حدود القارة الأوروبية، وعلى حسب ما نقله المؤرخون السويديون تسبب هذا الوباء الغريب بوفاة ما لا يقل عن 66% من سكان السويد سنة 1350م، وهو ما يقارب نحو نصف مليون نسمة.

 

وضربَ الطاعون السويد في حدود عشرين مرة خلال الفترة 1350-1713م، في وقت كانت فيه البلاد تعاني من أزمات زراعية متعاقبة، ومن تدهور قطاعي الصحة والنظافة. وكانت التجارة، السبب الرئيسي لانتشار هذا الوباء الخطير في البلاد، إذ نقلَ البشر، وبطريقةٍ عفويةٍ، القوارض المُصابة في السفن التجارية، ونشروا المرض عندما رست سفنهم في الموانىء البحرية السويدية. وكانَ الإعتقاد السائد بين الناسِ أن الطاعون غضبَ الرَّب على خطايا الإنسان، ولذلك لا يمكن إيقافه إلا برضاه، فعملَ بعض الكهنة والقساوسة على الترويج لهذا الاعتقاد في الكنائسِ والتجمعات الدينية بهدف دفع الناس على نثر الذهب والأحجار الكريمة على الطرقات والممرات التي ينتشر فيها المرض، ومن ثم الاستحواذ عليها، وهذا يعكس الجهل المفرط بطبيعة المرض حينذاك. ويُسبب الطاعون وأعراضه بصفة عامة «يرسينيةُ الطاعونية»، وهي بكتيريا تعيش في أجسام القوارض، ولذلك غالبًا ما يرتبط هذا الوباء بالفئرانِ والجرذانِ.

 

الكوليرا أو الهَيضة في السويد خلال الفترة 1834-1874م

 

الكوليرا وهي من الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم «ضمة الكوليرا» المنتجة للذيفان المعوي. وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول الطعام أو شرب المياه الملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين.

 

انتقلت الكوليرا في البداية من جنوب شرق آسيا إلى روسيا، ومن ثم انتشرت في أوروبا الغربية في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وضربت الكوليرا السويد عن طريق حركة التجارة خلال الفترة 1834-1874م، وتسببت بوفاة ما لا يقل عن 37 ألف شخص. ومن أجل منع انتشار الوباء، شيدت الأسوار في بعض المدن السويدية، مثل غوتنبرغ، كما خُصصت مقابر للمتوفين بالمرضِ، ولكن الجرثومة كانت تضرب بقسوةٍ الأحياء الفقيرة، ولاسيما في يونشوبينغ، ولذلك عاشت البلاد في ظل رعب تام، وهم يشاهدون في كل يوم العربات المليئة بالتوابيتِ.

 

الإنفلونزا الإسبانية أو الوافدة الإسبانيولية في السويد خلال الفترة 1918-1920م

 

يلقب هذا المرض، والذي عرف ظهوره بشكل واضح في حدود شهر يناير كانون الثاني سنة 1918م، بالإنفلونزا الإسبانية، وقدْ جاءت هذه التسمية بسبب فترة الحرب العالمية الأولى التي عصفت بالقارة الأوروبية، فخلال تلك الفترة فرضت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا تعتيمًا إعلاميًا كبيرًا حول هذا الوباء وتأثيراته بحجة الحفاظ على الروح المعنوية للشعب، في غضون ذلك نقلت وسائل الإعلام الإسبانية تقارير انتشار هذا الوباء في إسبانيا بحرية تامة، ويعزى السبب في ذلك إلى حفاظ إسبانيا على موقف الحياد خلال فترة الحرب، وتزامنًا مع ذلك، وبسبب انتشار تقارير هذا المرض في إسبانيا، شكك كثيرون في أن هذا الوباء نابع من إسبانيا، ولقبوه بـ «الإنفلونزا الإسبانية».

 

وتميزت الإنفلونزا الإسبانية بسرعة العدوى، حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص في العالمِ أصيبوا بالعدوى، بينهم نحو 38 ألف قتيل في السويد قضوا بسبب الفيروس خلال الفترة 1918-1920م. وكانت التوابيت خلال تلك الفترة سلعة رائجة في السويد وعموم أوروبا، حتى أن أجراس الكنائس لم تكن صامتةً أبدًا. وكانَ الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء من البالغين واليافعين الأصحاء، بعكس ما يحصل عادةً من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.

 

 إنفلونزا الطيور وباء محتمل في مستقبل السويد

 

منذ عام 2003م، يصيب وباء أنفلونزا الطيور المدمر أعدادًا كبيرة من الدواجنِ في العديد من بلدان آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، ويتسبب في هذا الوباء، فيروس أنفلونزا الطيور عالية الإمراض المميت. وقدْ لقي أكثر من مئة شخص حتفهم حول العالم نتيجة الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة. ووقعت معظم هذه الحالات بين أطفال وبالغين كانوا قبل ذلك يتمتعون بصحة جيدة. ولذلك، كانَ لازما القضاء على أكثر من 200 مليون دجاجة لوقف انتشار الفيروس، أو أنها ماتت بسبب المرض. كما تكبد الفلاحون ومنتجو الدواجن خسائر تقدر بملايير الدولارات بسبب هذا الفيروس.

 

وإنفلونزا الطيور هو مرض خطير يصيب الحيوان، كالنسور والغربان والنوارس والبط والدجاج، لم ينتج عنه حتى الآن انتقال مباشر للعدوى من إنسان إلى إنسان. وما يُقلق العلماء هو أن الفيروس قدْ يتمكن من إصابة البشر عن طريق طفرة، تسمح له بالانتقال بسهولة من شخص إلى آخر، فإن حدثت مثل هكذا طفرة، يعني بأن هناك خطر من أن تتطور العدوى إلى وباء بين البشر. ويؤدي انتشار فيروس أنفلونزا الطيور، على هذا النطاق الواسع بين الحيوانات، إلى زيادة هذا الخطر. ومع ذلك، لم يتم تشخيص أية حالة إصابة بأنفلونزا الطيور في السويد منذ عام 2006م، على الرغم من وفاة المئات من الطيور في البلادِ بسبب هذا الفيروس. وتصنف منظمة الصحة العالمية أوبئة الأنفلونزا على أنها ثاني أكبر تهديد للبشرية بعد التدهور البيئي.

الطاعون في السويد

https://1.top4top.net/p_1307mdm1w1.jpg

الكوليرا في السويد

https://2.top4top.net/p_13075a99m2.jpg

الأنفلونزا الإسبانية في السويد

https://3.top4top.net/p_1307pi8s23.png

مزرعة مصابة بأنفلونزا الطيور في غوتنبرغ جنوب السويد

https://4.top4top.net/p_13071q5uq4.jpg

انتهىى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here