ماحدث في كشمير نتيجة طبيعية لسيطرة حزب ديني هندوسي،

نعيم الهاشمي الخفاجي
محاولة الكثير من المحللين العرب ربط تطورات كشمير الشرقية في مفاوضات امريكا مع طالبان تحليل ساذج ويكشف حقيقة وجود كتاب ومحللين عرب يمتهنون بيع تحليلاتهم لدافعي الدولار والريال الخليجي، وصول الحزب الهندوسي المتدين للسلطة بالهند هو الذي قلب الموازين واجج الصراع، ماحدث من قرار الغاء نظام حكم اقليم كشمير لم يأتي من فراغ بل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اشاد بقرار ضم كشمير ووصف ذلك بـ«الحقبة الجديدة» في منطقة كشمير المتنازع عليها،منذ تأسيس الهند وباكستان، قابل تصريح رئيس الحكومة الهندية صدور في تحذير من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من «الإبادة الجماعية» بمجرد رفع فرض حظر التجول المطبق لسحق الاحتجاجات بعدما ألغت الهند الحكم الذاتي المطبق منذ 7 عقود.
يعتبر نزاع كشمير مابين الهند وباكستان من أحد أقدم النزاعات التي اشرفت عليها الأمم المتحدة، إذ يعود الصراع بين الهند وباكستان إلى نهاية عقد الاربعينيات من القرن الماضي وهو زمن تقسيم القارة الهندية عندما تم إعطاء الولايات التي يسموها الانكيليز المحتلين في الولايات الأميرية خيار الانضمام بحرية سواء للهند أو لباكستان.
بعد الانسحاب البريطاني في نهاية عام 1947 شنت الهند وباكستان حرباً على كشمير، وفي وقت لاحق نقلت الهند القضية إلى الأمم المتحدة عام 1948، بعد أيام من المناقشات أصدر مجلس الأمن قراراً مفصلاً في 21 أبريل (نيسان) 1948 واقترحت خلاله الأمم المتحدة إجراء استفتاء عام نزيه وغير متحيز، وايضا تقرر كذلك تعيين لجنة وإرسالها إلى شبه القارة الهندية لتقديم التوصيات اللازمة لحل النزاع سلميا مثل اللجان التي شكلتها الامم المتحدة لحل القضية الفلسطينية وغيرها. وكررت القرارات اللاحقة التي اصدرتها الامم المتحدة في حق الكشميريين بقرير مصيرهم عبر استفتاء تحت اشراف دولي، وايضا صدر قرار مجلس الأمن الدولي حول القضية الكشميرية. حدثت مناوشات مابين الجيش الهندي والباكستاني لكن القرارات الدولية تمكنت من تحقيق وقف إطلاق النار بين الدولتين الذي رعته الأمم المتحدة في الأول من يناير (كانون الثاني) 1949 وتم إعلان خط وقف إطلاق النار «كخط السيطرة» للجيشين على الاراضي الكشمرية وتقسمت كشمير لشرقية تحت السيطرة الهندية وكشمير غربية تحت السيطرة الباكستانية، . رفضت الهند ان تنفذ القرارات الدولية ولم تسحب قواتها ورفضت الموافقة على اجرِاء استفتاءً المواطنين.
الهند هي التي قدمت شكوى حول نزاع كشمير إلى الأمم المتحدة، وهذا النزاع ليس نزاع داخلي هندي وانما صراع مع الكشميريين والباكستانيين، .
إن السبب وراء إنهاء الهند للحكم الذاتي لجامو وكشمير هو بسبب التغييرات بالهند ووصول الحزب القومي الديني الهندوسي المتطرف للحكم، بطبيعة الاحزاب الدينية تفتعل الازمات، يبلغ عدد سكان كشمير المسلمين ٦ ملايين تحت الادارة الهندية بينما يوجد اكثر من ٣٠٠ مليون هندي مسلم ضمن الاقلية المسلمة للهنود المسلمون، ٣٠٠ مليون هندي مسلم يعيش بسلام ضمن المواطنة الهندية، بينما تم ضم ٦ ملايين مسلم في كشمير بالقوة للهند انتج للعالم حروب وصراعات منذ اكثر من سبعون عاما، ضم الشعوب بالقوة اسلوب غير صحيح، يسبب الحروب والنكبات، لايوجد مقارنة مابين ٦ ملايين كشميري مسلم ومابين ٣٠٠ مليون مسلم هندي ضمن الشعب الهندي، وضع ٣٠٠ مليون مسلم بالهند وضع جيد جدا حيث يتمتع المسلمون بالهند في حكم ولايات، ولاية حيدر اباد ذات اغلبية مسلمة شيعية اسماعيلية من البهرا، وايضا توجد ولايات هندية اخرى ذات غالبية مسلمة تعيش بسلام بالهند، وصول حزب ديني هندوسي لحكم الهند فتح صراعات داخلية، في الختام اصل الصراع الحزب الهندوسي الديني الحاكم بالهند.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here