حكومة عبد عبد المهدي في الزمن الضائع

بقلم مهدي قاسم

معلوم أن الوقت الذي لا يوظف أو يُستغل لصالح الفرد أو
العام و يُترك ليمضي هباء منثورا يسمى بالوقت الضائع ، و يبدو لنا أن هذا الوصف الموفق و الدقيق ينطبق على حكومة أو على “عهد ” عادل عبد المهدي وهو العهد الذي وصفناه في إحدى مقالاتنا السابقة بالعهد السلحفاتي الكسيح بعدما شعرنا بمرور ما يقارب سنة على تشكيل هذه
الحكومة دون أن تنجز أي شيء مهم ما تُفتخر به من إنجازات مثمرة و ذات نفع مباشر و محسوس بالنسبة للشارع العراقي ..

فماذا ينتظر هذا الرجل ؟ ، نعني عادل عبد المهدي ، و لماذا
يتصرف بكل هذا البطء والروية و التأني و كأنه رئيس الحكومة البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية على سبيل المثال وليس الحصر ، حيث كل شيء تمام و على أحسن ما يرام ؟..

وهل معقول فهو لا يدرك ولا يفهم بأن الوقت غال و ثمين
جدا في العراق ، حيث تتعمق يوما بعد يوم و سنة و أخرى مظاهر الخراب والفقر والتخلف و الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية ، ناهيك عن مظاهر الفساد و سوء الخدمات و تصاعد نسبة البطالة وغير ذلك من معضلات و أزمات أخرى لا تُعد ولا تُحصى ؟..

و لماذا لا يريد أن يفهم أن ما من حكومة غير حكومة عراقية
مخلصة و حريصة هي وحدها من يتصدى فورا لهذه الأزمات والمعضلات ، و يجد لها حلولا مناسبة عبر عمليات إعمار و مشاريع خدمية واستثمارية و تشغيلية مختلفة و ضمن خطط تدخل قيد التحقيق أو التنفيذ الفوري ، بدون أي إبطاء أو تلكؤ أو انتظار بكل لا مبالاة وعدم اكتراث ..

لذا فعلى عادل عبد المهدي أن يصارح الشارع العراقي ــ
بعدما أخذ فرصة كافية ليثبت جدارته و قدراته على إدارة الحكومة ــ بأنه قد أخفق لأسباب كذا وكذا ، و بالتالي فهو لا يريد الاستمرار في دفع عربة خراب العراق لتتدحرج في منحدرات الوقت الضائع إلى ما لا نهاية .

الاعتراف بالفشل في وقت مناسب مع إحداث أضرار أقل مع الحفاظ
على بعض ماء الوجه ، لهو أفضل بكثير من الاعتراف المتأخر بالفشل والإخفاق مع إحداث أضرار كبيرة و فقدان ماء وجه بالكامل ..

مع العلم إن الشارع العراقي سوف لن يندهش أو يستغرب قطعا
، في حالة إقدام عادل عبد المهدي على الاعتراف بالفشل والإخفاق ، لأنه أمر متوقع من قبل غالبية العراقيين ، إنما سوف يندهش و يستغرب الشارع العراقي منذهلا إذا نجحت حكومة عادل عبد المهدي محققة إنجازات تاريخية تلو أخرى !!..

لأن الحكومات المتعاقبة ما بعد السقوط قد عوَّدت العراقيين
على المراوحة بخطوة متعثرة و مرتبكة إلى الأمام و ثلاثا إلى الوراء ، و ضمن سبع دوائر من فشل و فساد ، و يبدو إن عادل عبد المهدي غير مستعجل إطلاقا ، ربما انتطارا ل” غودو ” العراقي الذي يبدو ليس عنده أية رغبة بالمجيء لا الآن ، ولا في المستقبل المنظور !!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here