لم تكن انتفاضة اكتوبر 2019 والاحتجاجات كسابقاتها بل زلزلت عروش الطغاة وكشفت …ز

اقنعتهم وبان عريهم وعهرهم للجميع ويا لخيبة المقامرين والذيول

جسار صادق المفتي

يؤكد المتظاهرون في العراق وجود قناصة في شوارع بغداد، لكن حتى الآن يظل هؤلاء القناصة “مجهولي الهوية” وفقا للسلطات. ويبقى المطلب الرئيسي لعائلات الضحايا التي تعيش حالة من الحزن والحداد إثر مقتل أبنائها بالذخيرة الحية خلال المظاهرات، تحديد هوية القناصة والجهة التي تقف وراءهم. من جانبها، أعلنت الحكومة العراقية أنها فتحت تحقيقا لكشف كل التفاصيل عن هذا الملف ,ميليشيات موالية ﻹيران-بعد الغزو الأمريكي الذي أطاحت الولايات المتحدة من خلاله بصدام حسين في 2003، سارع الحرس الثوري الإيراني وخاصة فيلق القدس بتشكيل مجموعات شبه عسكرية في العراق، مدعومة بعدد كبير من السياسيين العراقيين الشيعة فكونت إيران جيش المهدي وقائده مقتدى الصدر قبل أن ينقلب على التبعية الإيرانية، ويتبنى خطابًا قوميًا، وكتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، ومنظمة بدر، وسرايا الخراساني، التي تعد أحدث تلك الجماعات المسلحة، التي أنشئت برعاية إيرانية، والمتهمة بقتل المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة.

تعد سرايا الخراساني الأكثر ولاءً لإيران من بين الفصائل الأخرى، حتى أنها صممت الشعار الخاص بها ليكون متشابهًا مع شعار الحرس الثوري اﻹيراني، كما تتمتع بعدد كبير من المقاتلين المجهزين بشكل جيد.وإذا كانت وزارة الداخلية وصفت وجود قناصة لقتل المتظاهرين بأنهم طرف ثالث، مندسون من الخارج لزعزعة استقرار العراق، فهناك سياسيون اتهموا إيران مباشرة؛ بأنها هي من تلعب دور الطرف الثالث من خلال الحشد الشعبي؟اتهم النائب احمد الجبوري رئيس الحشد الشعبي فياض الفالح، والجنرال قاسم سليماني بالوقوف وراء عمليات قنص المتظاهرين ,اقتحام المحطات التليفزيونية-لم يقتصر عمل القوات المجهولة على قتل المتظاهرين فقط، بل امتد ليشمل اقتحام لكافة المحطات التلفزيونية الفضائية المحلية والأجنبية، مثل قناة العربية التابعة للمملكة العربية السعودية,يروي أحد الصحفيين العراقيين للمنصة، ترويع تلك القوات لهم، فيقول “اقتحمت قوات ملثمة، لا تملك أي شارة نعرف من خلال إلى أي قوة ينتمون، القنوات المحلية وكسرت كافة أجهزة البث، وأصدروا أوامر للإعلاميين بالمغادرة وعدم العودة لمقرات المحطات مرة أخرى ووصل الأمر إلى حد تفجير محطة دجلة التلفزيونية بالكامل، وبعد استهداف واسع النطاق للصحفيين والنشطاء، سافر من استطاع منهم إلى اقليم كردستان خشية على حياتهم. توالت تصريحات كبار المسؤولين في المؤسسة الإيرانية على نفس المنوال، وامتدت نظرية المؤامرة الى وسائل الاعلام الإيرانية بالطبع، فأغلب الصحف المحافظة وحتى الإصلاحية، تناولت فكرة وجود مؤامرة أمريكية سعودية وراء الاحتجاجات العراقية ,مناسبة الأربعين التي ستبدأ يوم 17 أكتوبر، هي ذكرى مرور أربعين يومًا على مقتل الإمام الحسين بن علي (الإمام الثالث لدى المسلمين الشيعة)، في القرن السابع الميلادي في مدينة كربلاء العراقية، وهي مناسبة شيعية سنويةمهمة. ومن المفترض أن يزور العراق حوالي مليونا حاج إيراني، فضلا عن بدء مراسم الزيارة من الآن في العراق .الحشد الشعبي يهدد؟؟؟***!!!الولائية والصناعة الايرانية لتبديل الجلد وغسل الدماغ ومرض الغربة بلا قتل وشم روائح التوابين والحرس ومن هناك من النبع الصافي وكل غيره بلا.

منذ اندلاع المظاهرات هدد رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض بالانتقام من المتآمرين على التجربة الديمقراطية العراقية، قائلا “نعلم من هم المندسين وسط المتظاهرين، وسيكون هناك قصاص رادع لكل من يحاول اسقاط الدولة، سيكون ردنا مدويًا (((يعني بالرصاص والقنابل والقنص والتفجيرلمواقع التجمعات))) وواضحًا وبأمر من الحكومة,واعتبر البعض تصريحات الفياض بمثابة تهديد مباشر للمتظاهرين في حالة استمرار التظاهرات، في حين شملتالكلمة الثانية لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، عددًا من الوعود بالإصلاحات؛ منها محاسبة جميع المتورطين في قتل المتظاهرين وقوات الأمن، وحماية حرية الصحافة، والتعهد بالشروع في إجراءات فورية لترتيب الحقوق المادية لعائلات ضحايا المظاهرات، وغيرها من الوعود التى تخص الإسكان المدعوم، وإتاحة فرص عمل للشباب وبرامج تدريبية

وليفهم من لم يفهم او لا يريد او تكليفه عدم الفهم اوجبل على كراند ايزر او ابو الحروف او دوق فليت انطلق او غسل دماغه بالتيزاب او بالزفت الاسود*** أفرزت الإنتفاضة التشرينية الكثير من النتائج غير المتوقعة على المستوى الوطني والعربي والعالمي، وفيما يتعلق بالصعيد الوطني يمكن حصرها بالجانبين الديني والسياسي. وسنحاول أن نحلل الأحداث بصورة منطقية بعيدا عن التحليلات السخيفة التي أدلى بها البعض في محاولة تافهة كشخصياتهم بربط التظاهرات بعوامل جانبية تثير السخرية والتهكم عند العارفين ببواطن الأمور. فبعض الأمعيين ممن يسمون أنفسهم محللين سياسيين علقوا التظاهرات بزيارة عبد المهدي الى الصين، على إعتبار أن هناك توتر في العلاقات الأمريكية ـ الصينية وجائت زيارة عبد المهدي لتثير غضب الجانب الأمريكي، وآخرون علقوها على فتح المنذ الحدودي في البو كمال بين العراق وسوريا على إعتبار ان الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سوريا، وهذا المنفذ سيتيح لسوريا مجالا اقتصاديا للتفس وتجاوز العقوبات الأمريكية. وآخرون علقوها على الخلافات الايرانية السعودية، على أساس ان المملكة الشقيقة تحاول الثأر من الهجوم الإرهابي الذي تم على منشأتها النفطية، بمعنى اعتراف بأن العراق له ضلع في هذا الهجوم الارهابي. وآخرون علقوها على زيارة الفياض الى روسيا لشراء اسلحة للدفاع الجوي، مما اغاض الولايات المتحدة، واعتبرته تحدي لسياستها الامنية في العراق، وتجاوزا على خطة التعاون الستراتيجي بين البلدين.
لاحظ القاسم المشترك بين هذه التحليلات الفضائية، إنها إبتعدت عن الحقيقة، وعن السبب الرئيس الذي يقف وراء التظاهرات الشعبية، بمعنى ان هؤلاء المحللين السياسيين هم أبواق مأجورة للحكومة والميليشيات التابعة لها والمنطوية تحت جناح ما يسمى بالحشد الشعبي.
من يقف وراء التظاهرات التشرينية
1. الولايات المتحدة والكيان الصهيوني
قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن حزب الدعوة العميل (علي الغانمي) بتأريخ 9/10/2019 ” ان لجنة الأمن البرلمانية شخصّت حصول أعمال شغب في التظاهرات بتوجيه أمريكي سعودي بدليل عمليات الحرق التي طالت المباني الحكومية والاعتداء على قوات الشرطة”. كما أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (حسين نقوي حسيني) أن” الولايات المتحدة والصهاينة والتكفيريين وبعض الأنظمة الوهابية في المنطقة متورطون في إثارة الفوضى بالعراق. وستنتهي كل التظاهرات في العراق من خلال الحشد الشعبي”.
2. البعثيون والوهابيون والنواصب.
قال جلال الصغير القيادي في المجلس الاسلامي الأعلى” سوف ننزل الى الشارع بكل قوتنا لمقاتلة النواصب والوهابية والبعثيين الذين يتظاهرون ضد دولة الحسين”. تصوروا افشل دولة وافسد دولة في العالم هي دولة الحسين! اخزاكم الله يا اوغاد!
3. المملكة العربية السعودية
اشارت مصادر حكومية ونيابية الى ان السعودية بعد تعرض منشئاتها النفطية الى الهجوم، هي التي تقف وراء التظاهرات.
4. مؤامرة خارجية
وهي مؤامرة لم تحدد ملامحها لكنها معروفة عند رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض كما صرح، بل قال انه يعرف حتى أسماء الأشخاص، لكن ليس بالتأكيد الولايات المتحدة لأنه كان في زيارة لها والتقى بنظيره الامريكي، وتباحثا في مجال التعاون الأمني. كما قال الخامنئي في حديث صحفي له في 7/10/2019 إن الروابط بين العراق وايران” تؤكد ان العراق جزء من الإمبراطورية الفارسية وستزداد وثاقة يوماً بعد يوم. وأن الأعداء يحاولون بث الفرقة بينهما لكنهم عاجزون عن ذلك ولن يكون لمؤامرتهم أثر بوجود الحشد الشعبي”. وقال صالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي” الاعداء والمتآمرين والمترصبين نقول لهم سيخيب سعيكم”.
5. الظلم والفقر والبؤس.
قال برهم صالح”هذا الحراك والاحتجاجات جاءت على خلفية البؤس والمظالم”.
6. اقلية صغيرة لا تمثل الشعب العراقي.
ذكر وزير الخارجية الايراني جواد ظريف على هامش المؤتمر الدولي (الاقتصاد العالمي والحظر) في جامعة الزهراء في طهران بتأريخ 9/10/2019 ” لقد حاول البعض استغلال هموم الشعب العراقي، بالطبع هم أقلية صغيرة جدًا ولا يمثلون الشعب العراقي7..
هذه هي أهم الجهات التي تقف وراء التظاهرات وفق الرؤية الحكومية والنيابية وولاية الفقية التي تدير العراق كالخاتم في اصبعها عبر اقزامها في الحكومة والبرلمان وميليشيات الحشد الشعبي.
لا يخفى عن لبيب ان مستوى الفقر الذي تجاوز 40% من العراقيين، وتفشي البطالة الني تجاوزت 35% من الأيدي القادرة على العمل، وانعدام الماء الصالح للشرب، وازمة الكهرباء وتفشي التزوير والرشاوي في كل المؤسسات الحكومية، وتردي الخدمات الصحية والتربوية وانتشار المدارس الطينية، علاوة على انتشار المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض وتجارة الأعضاء البشرية من قبل قيادات عليا في الأحزاب الدينية، والسلاح المنفلت وسيطرة الميليشيات الشيعية على القرار السياسي، والفساد الحكومي، ونهب الثروات، وإستمرار مميزات لصوص رفحاء المليونية، وتفاقم أزمة النازحين، وتجريف المناطق الزراعية، ومنع السكان من العودة الى المناطق المحررة، وفضائح المعممين ودجلهم، كل هذه وغيرها تقف وراء التظاهرات، ووما زاد الطين بله قيام الحكومة بمنع وتدمير بسطيات الفقراء، وهدم العشوائيات التي يسكنوا فيها، اي حرمانهم من مصدر الرزق ومن سقف يأويهم، دون ان تكلف الحكومة نفسها في ايجاد بديل مناسب لهم، وان تفكر اين سيذهب هؤلاء الفقراء وكيف سيعيشون؟ انها حرب معلنة ضد الفقراء اعلنتها الحكومة وعليها أن تتحمل نتائجها.
1. صرح رئيس الجمهورية برهم صالح” ان الحكومة وقيادات الأجهزة الأمنية تؤكد عدم وجود أوامر بإطلاق الرصاص”. لكن وزارة الدفاع العراقية إعترفت بأن منتسبيها استخدموا العنف المفرط تجاه المتظاهرين! فقد أقرت القيادة العسكرية العراقية بتأريخ 7/10/2019، بـ(استخدام مفرط للقوة) خلال مواجهات مع الانتفاضة الشبابية، راح ضحيتها (180) شهيد، واكثر من (7000) جريح.
ونطقطق الأصابع لرئيس الجمهورية ليصحو من التنويم المغناطسي ونسأله، لمن كانت عائدية المدرعات التي كانت تدهس وتسحق المتظاهرين؟
لمن كانت عائدية العجلات الني كانت ترش الماء الساخن على المتظاهرين؟لماذا كان القناصون يقفون خلف القوات الأمنية؟كيف إعتلى القناصون البنايات العالية المشرفة على ساحات التظاهرات؟ ولماذا لم تلقي القوات الحكومية القبض على القناصين؟ بل أتاحت لهم الفرص لقنص المتظاهرين طول خمسة أيام دون أن تحرك ساكنا لمنعهم، وهم مستمرون بإعتلاء البنايات العليا؟ بمعنى ان الحكومة كانت تتستر على القناصين.لو افترضنا ان الحكومة اعطت اوامر بالرمي على المتظاهرين، فكم ستكون حصيلة الحرب ضد المتظاهرين، لأنه لا يمكن ان تكون نتيجة تظاهرة شعبية قتل وجرح حوالي عشرة الاف متظاهر. هل يعرف هذا الكسول الخامل أنه جرت حروب ومعارك لم تكن خسائرها كما حدث في تظاهرات العراق السلمية؟ثم توجد هناك إعترافات بأن قوات الجيش والشرطة وميليشيات الحشد الشعبي هي التي كانت تقنص المتظاهرين تحت مبرر الدفاع عن النفس. قال النائب العميل عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن حزب الدعوة العميل (علي الغانمي) بتأريخ 9/10/2019 ” أن استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين جاء كرد فعل ودفاع عن النفس”. ولكنهم كانوت عزل يا عميل، وكيف يكون دفاع عن النفس بمقتل ثلاثة افراد من القوات الامنية مقابل (180) شهيد؟
من جهة أخرى صرح فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي” الاعداء والمتآمرين والمترصبين نقول لهم سيخيب سعيكم، وقد خاب سعيكم,و نسأل المخاتل فالح الفياض: من خيب سعيهم أيها القزم الإيراني؟ اليس الذين أطلقوا النار، الا يعني هذا ان مطلقي النار هم من فصائل الحشد الشعبي. وأعلم يأبو كلام التفلة المندسون يا أمعي هم القناصون الذي سيطروا على البنابات المرتفعة المطلة على ساحات التظاهرات، وليولا يوجد مندسون بين المتظاهرين، يا من وصفكم مظفر النواب افضل وصف، فعلا حضيرة خنازير تشرفكم يا أوغاد
لكن ظريف كان أوضع من غيره، فقد ذكر على هامش المؤتمر الدولي (الاقتصاد العالمي والحظر) في جامعة الزهراء بطهران بتأريخ 9/10/2019 ” أشعر بأن الشعب العراقي لديه مخاوف وهموم ولكن حكومة أحزابنا في بغداد احبطت هذه التظاهرات ولن نسمح بها مجددا لانها تشكل تهديدا خطيرا لمشروعنا في العراق والمنطقة “. حسنا من هي حكومة احزاب ايران يا رئيس الجمهورية؟

قد عرفتم من هو الطرف الذي كان يقنصكم. ونحذر حكومة الميليشات بأنه عندما يفقد المواطن الأمل في التظاهرات السلمية، وتسفك دمائه من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي، لم يبقَ له طريق سوى الكفاح المسلح، من يرفع السلاح بوجه المدني الأعزل عليه ان يتحمل النتائج، لأنه ليس من المنطق ان تبقى ساحات التظاهر ميدانا لتدريب القوات الأمنية والحشد على القتل، وأن لا تبقى صدور المتظاهرين شواخص رمي تستقبل رصاص الدولة الغدار وبدلا من اعلان الحداد، وبدلا من تسمية قتلى القنص الحكومي شهداء لأنهم شهداء رغم انوفكم، وبدلا من تحمل الحكومة نفقات علاج ضحاياها من الجرحى، كن جرئيا وشريفا وسمي من قام بقنص المتظاهرين بالإسم، وقدم القناصين الغدارين للمحاكمة العلنية، والقي القبض على الجزائري الذي اتهمك بأنك من اعطيت الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين وهل ستفعل؟ ام نقرأ الفاتحة على روحك غير الطاهرة، والحقيقة ان الكفار لا يستحقون قراءة الفاتحة.قال ابن قتيبة” قدم رجل من بعض النواحي فقيل له: كيف تركت الناس؟قال: مظلوما لا ينتصر، وظالما لا ينتهر”. لكن ان شاء الله سيكون النصر حليف المظلومين..
استمروا ايها الثوار الغيارى واجعلوا من الأربعينية القادمة كابوسا يقضي مضاجع الخونة والسفلة.

ومن الجدير بالذكر والفخر والاعتزاز:::لم تكن انتفاضة تشرين العظيمة حدثا عابرا، او شبيهة بالانتفاضات التي سبقتها عبر تاريخ العراق الحديث. فهي قد هزت الارض تحت اقدام السلطة الحاكمة في العراق، واصابت نفوس اعضائها ومليشياتها المسلحة بالرعب والشعور بدنو الاجل. فلاول مرة تكون لحمة الانتفاضة الشباب وسداها النساء. وهي لم تقتصر على طائفة معينة او فئة سياسية او طبقة اجتماعية، وانما شملت عموم الشعب العراقي، مثلما لم تكن محصورة في هذه المدينة او تلك، بل امتدت لتشمل العديد من المدن العراقية، وخاصة المدن الجنوبية، التي ظن البعض بانها اصبحت تحت الهيمنة الفارسية. ناهيك عن شجاعة ابنائها في مواجهة الة القمع العسكرية والامنية بصدور عارية، على الرغم من سقوط اكثر من 500 شهيد وعشرة الاف جريح، اضافة الى الاف المعتقلين. ناهيك عن منع اية جهة من ركوب موجتها، او الاندساس في صفوفها، او حرف مسيرتها، اوالتلاعب بشعارتها الوطنية ومطالبها السياسية، وفي المقدمة منها اسقاط النظام والدستور وتقديم الفاسدين الى المحاكم. اي اسقاط العملية السياسية برمتها.امام هذه الانتفاضة العملاقة، وامام الفشل في كسر صمودها، لجات السلطة وزعماء المليشيات الطائفية الى استحضار وسائلها الجاهزة، حيث خرج رئيسها عادل عبد المهدي على الناس بخطاب شديد البؤس والسذاجة، اعلن في محصلته وعودا وردية بمنح راتب لكل فرد وبيت لكل عائلة، ظنا منه بان هذه الاكذوبة ستقنع المنتفضين بالعودة الى بيوتهم، ثم تلاه خطاب اخر يداوي فيه خيبة خطابه الاول، فنال الشفقة بدل الترحيب، حيث وعد فيه تقديم عدد من كبار المسؤولين السابقين، وليس الحاليين، لمحاكمتهم بتهمة الفساد. ولم تكن خطابات المرجع الاعلى علي السيستاني اقل بؤسا من خطابات عبد المهدي، فهو يعلم اكثر من غيره بان مطلبه الرنان بتقديم قتلة المتظاهرين والقناصين الى المحاكم خلال اسبوعين، لن ير النور في غرف القضاء المظلمة. بينما كان بامكانه الطلب الى صنيعته عادل عبد المهدي بتقديم استقالته ووضع نفسه واعضاء سلطته امام المساءلة بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد.
اذا كان رؤساء السلطة السابقون قد تمكنوا من تمرير هذه الاساليب بين الناس والالتفاف على الانتفاضات السابقة، فان عبد المهدي واعضاء سلطته وبرلمانه لن يفلتوا من غضبة العراقيين هذه المرة، فهو قد تفوق على اسلافه باستخدام كل انواع القوة العسكرية ضد ابناء هذه الانتفاضة، بحيث وصلت الى حد استخدام الدبابات والمدفعية ضد مدينة الثورة او صدام او الصدر، سمها ما شئت، والتي راح ضحيتها، في ساعات معدودة، عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وهذا ما يفسر استعداداته التي تجري على قدم وساق، وتجهيز كل امكانياته العسكرية والامنية وقيامه بحملة اعتقالات واسعة، لمواجهة الانتفاضة في اليوم الموعود وهو 25 من الشهر الحالي. اما المرجعية الدينية فلم يعد بامكانها انقاذه من محنته، حيث فقدت تاثيرها على المنتفضين، جراء الحماية التي وفرتها للعملية السياسية الطائفية واطرافها طيلة سنين الاحتلال العجاف.
قد يتسائل البعض باستغراب، ترى ما الذي دفع عادل عبد المهدي ليسير على خطى اسلافه، ويرتكب هذه الجرائم الشنيعة ضد انتفاضة سلمية لم يحمل ابنائها سوى قناني الماء لتفادي حرارة الجو وما يمنع بالكاد تاثير القنابل المسيلة للدموع ورائحة البارود؟ اما كان من الافضل له، او من مصلحته، ستر عورته واستغلال هذه المناسبة عبر حماية المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم فورا ليقول للعالم وشعوبه شاهدوا رئيس الوزراء الجديد كيف تعامل مع الانتفاضة على خلاف الطريقة العنيفة التي تعامل بها اسلافه؟ ام ان عبد المهدي كان غبيا الى هذا الحد ليقوم بهذه الجرائم ويضيع على نفسه فرصة ثمينة كهذه؟. واذا كان الرجل غبيا فعلا، فماذا عن المحتل الذي هو الاخر بحاجة الى مثل هذه الفرصة لاثبات كذبته حول الديمقراطية في العراق؟ الم يكن بامكانه اجبار عبد المهدي على حماية المتظاهرين والاستجابة لمطالب الناس او بعضها؟ بل اليس بامكانه اقصاء هذه الحكومة باي وسيلة واستبدالها بحكومة اخرى اقل سوءا واقل عمالة لامتصاص نقمة الناس؟
ما حدث لا يدعو للاستغراب، فالمحتل والسلطة التي نصبها لم ينسيا تلك الشعارات التي رفعتها الانتفاضات السابقة التي اكدت في مرات عديدة على اسقاط السلطة وانهاء الاحتلال، سواء كان امريكيا او فارسيا، ودعت الى استقلال العراق ووحدته وعروبته، وتشكيل حكومة وطنية مستقلة. وبالتالي فان اندلاع اي انتفاضة ستشعرهم بالخطر اذا لم يجر قمعها وانهاؤها او الالتفاف عليها. فالانتفاضة بالنسبة لهؤلاء الاشرار حدث مرعب ومخيف بحد ذاتها، كونها تشكل ظاهرة نضالية متميزة تفرض نفسها بقوة لمواجهة اعدائها، بل ويرون فيها اكثر من ذلك، اذ يعتبرونها اداة لتفجير لكل الامكانات الثورية والابداعية لدى الجماهير، وتعزيزا لوحدة الشعب العراقي وترسيخا مفاهيم الولاء للوطن وليس للطائفية او العرق، وهذا يعني هدم كل البناء الذي اقامه المحتل طيلة هذه السنين. كل هذه المفاهيم الثورية قد تجسدت في هذه الانتفاضة التاريخية العملاقة التي انطلقت في العاصمة العراقية وانتشر لهيبها الى المدن الجنوبية وتردد صداها في عموم المدن الاخرى. باختصار شديد فان هذه الانتفاضة لم تر مثلها عين او سمعت بها اذن.
وفق هذا السياق ليس غريبا ان تكون مهمة جميع الحكومات التي نصبها المحتل هي الوقوف بوجه مثل هذه الانتفاضات، ما دام مخطط تدمير العراق دولة ومجتمعا لم يكتمل بعد. واذا اضطرت هذه الحكومة لاجراء بعض الاصلاحات الترقيعية او محاسبة فاسدين سابقين فان الهدف من هذا ليس سوى تخدير الناس وادخالهم الى قاعة الانتظار مرة اخرى، والا ماذا يعني ان يصدر عادل عبد المهدي قائمة بعدد من الفاسدين لا تشمل سوى السابقين؟ ثم لماذا لم تجر محاسبتهم حينها؟ هل سيكون هؤلاء كبش الفداء؟ ام ان معظمهم غادر البلاد مع اموالهم المسروقة؟. بعبارة اخرى، فان عادل عبد المهدي او غيره، لن يتمكن من التمرد على هذا المخطط، خاصة وان هذا الرجل هو صناعة امريكية ايرانية مقرونة بمباركة المرجعية الدينية بامتياز. وعلى هذا الاساس، فان الذين يعتقدون بامكانية قيام هذه الحكومة او الحكومات اللاحقة بالاصلاحات لهو في ضلال مبين. فالاصلاحات تعني رحيل الحكومة ومحاكمة الفاسدين وتمزيق الدستور وقانون الانتخابات وغيرها. وبالتالي يعني نهاية الاحتلال الامريكي والفارسي وزوال العملاء والاتباع والمريدين.
اذا تركنا كل ذلك جانبا، وسلمنا جدلا بان هؤلاء الاشرار سيلجاون الى اصلاحات جدية تقنع المنتفضين بالعودة الى بيوتهم، ترى كيف يمكن تنفيذ مشروع اصلاحي، في ظل عملية سياسية طائفية، جرى تصميمها بدقة متناهية بحيث لا تسمح اطلاقا باي تغيير في القواعد التي استندت اليها، ولا حتى احداث ثغرة في سياجها ولو بحجم خرم ابرة. وماذا عن الدستور الذي يحميها وهو الاخر لا يمكن تغيير مادة فيه ولا حتى كلمة واحدة على حد تعبير رئيس السلطة السابق نوري المالكي؟ اما الحديث عن امكانية التغيير عبر الانتخابات او عبر البرلمان، فهذه قد اثببت فشلها بالصوت والصورة. ولا ادل على ذلك من الخديعة التي نسجتها كتلة سائرون بصدرييها وشيوعييها عبر الاعلان للعراقيينعن قدرتها على التغييرمن داخل هذه العملية السياسية المقيته في محاولة بائسة لتسويق الوهم . فمقتدى الصدر وتياره جزء من هذه العملية وهو حريص على ديمومتها. ثم اليس هو ذاته من شارك في اختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة، ونزهه من كل شائبة ووصفه “بالشخصية الوطنية المستقلة والمستقيلة من الفساد والفاسدين”. اما الحزب الشيوعي الذي مثل الوجه الاخر لقائمة سائرون، فقد تحول سكرتيره الاول رائد فهمي وعضو مكتبه السياسي جاسم الحلفي الى ابواق دعاية لعادل عبد المهدي وبشرا بقدرته على على انقاذ العراق من محنته.
ولكي لا نطيل، فالانتفاضة هي الطريق الوحيد لخلاص العراق من محنته، وتحقيق اهداف شعبه المشروعة، وطرد المحتل، امريكيا كان او ايرانيا سواء كان امريكيا او ايرانيا او تركيا او غيرهما، واستعادة استقلال العراق وسيادته الوطنية، خاصة وان السلطة الحاكمة وعمليتها السياسية المقيتة تعيش حالة من الارتباك والانقسامات، الامر الذي دعاها الى استجداء المساعدة والدعم من اية جهة كانت. ولنا في هروب بعض اطرافها من السفينة الغارقة بهذه الطريقة او تلك خير دليل على ذلك. هذه الانتفاضة العملاقة التي نالت اعجاب شعوب العالم واحترامها، قادرة على انجاز اهدافها، رغم صعوبتها والعقبات التي تنتصب امامها، والمؤامرات التي تحاك ضدها من قبل دول اقليمية ودولية. ان اي رهان غير الرهان على الانتفاضة لن يحصد غير الخيبة تلو الاخرىمراهنة اخرى. فلا المحتل ولا الاحزاب الطائفية والمليشيات المسلحة سيرحلون طواعية. هذه الحقيقة اثبتتها تجارب كل شعوب الارض المضطهدة.
يقال انّ احد اكبر قادة محتلي العراق العظماء قبل الميلاد , قد ضاق ذرعا بالشعب العراقي وثوراته الى انتفاضاته .. وعليه سأل أحد مستشاريه , وكان من الحكماء , بأن يجلب شريحة من شعبه للعراق عسى أن تغير طبع الشعب العراقي الثائر … مستشاره الحكيم ردّ عليه : سيدي ان جلبتهم الى العراق بمرور الزمن سيصبحون مثلهم
لم يستهن ويستهتر بالشعب العراقي , والوطن العراق, مثلما فعل من جلبهم الأحتلال الأمريكي الصفوي لحكم العراق . ليس هنالك جنس أو نوع من البشر يحمل كلّ هذا البلاء والعداء والأنتقام كما حمل, ويحمل هؤلاء للشعب العراقي .
لقد سرقوا نفطنا وحقولنا ونخيلنا, وتقاسموا ارضنا وأملاكنا, تسلطوا على سمائنا ومياهنا ..هتكوا اعراضنا , وشردوا اطفالنا , حرقوا مدمننا , جعلوا من بلاد النهرين أرض بؤس وخراب ودمار. فرضوا رعاعهم الى جهلتهم وحمقاهم حكماء علينا بأسم الدين والمذهب تارة , وبأسم مصائبهم وبلواهم التي جلبوها للعراق والينا تارة اخرى .
لم يتبجح بالخيانة والعمالة والسقوط في كلّ تأريخ العراق العظيم , حتى في زمن أعتى الغزاة والمحتلين لبلاد مابين النهرين , كما تبجح هؤلاء الرعاع الجهلة , بخيانتهم وسقوطهم الوطني والأخلاقي تحت أقدام فارس وأحذية المجرم الأرهابي قاسم سليماني .
لقد تجمعوا علينا , وعلى الشعب العراقي بكلّ مكوناتهم وأسماءهم , من مرجعيات عظمى الى صغرى , ومن كيان الى مكونات شتى , بأسم الدين وبأسم المدنية والامبريالية والصهيونية , الى الممناعة والمقاومة التي نهبت قوت الشعب العراقي لتمول حروب فارس في لبنان وصنعاء وغزّة … لايستثنى أحد من هؤلاء العملاء والخونة , من الذين تأمروا علينا بأسم الله , وبأسم الدين , وبأسم المذهب . لقد أنكشفت عوارتهم منذ زمن طويل , ولجهالة فيهم وقصر نظر , ظنّ هؤلاء الرعاع الخونة العملاء , من انّ الشعب العراقي قد لبس أو اعتنق شمس مجوسهم , الى تأريخ بؤسهم الذي يشهد عليه الـتأريخ العراقي العظيم عهد نبوخذ نصر البابلي العظيم الى عهد القادسية المقدسة التي اشترك بها الحسن والحسين من ابناء علي ابن ابي طالب , تلك الملحمة البطولية التي أذلت فارس , وأدخلتها الأسلام رغما عن أنفها
لامناص لعقوبة ومحاسبة الخونة والعملاء والجواسيس وتجار الدم والبؤس العراقي , لا عزاء لكلّ عميل ومرتزق ولص عمل على ذبح الشعب العراقي وتركعيه واذلاله, لقد أشعلها فتيان العراق العظماء , وأسقطوا ورقة القدسية والمرجعية الدينية التي ضحكت على ذقون الشعب على طول عقود من الزمن , وليس من زمن الاحتلال الصهيوني الفارسي الامريكي للعراق .. لقد اسقطت المرجعيات الدينية نفسها , ولقد اسقطت الأحزاب الأسلامية نفسها في المستنقع العراقي الذي لايرحم … وهؤلاء من المرجعيات الدينية الى احزابهم الدينية قد أنتهى دورهم منذ زمن بعيد في اصلاح أمّة أو قيادة شعب وانّ رجال الدين والمرجعيات الدينية الى احزابهم الاسلامية , هم لايستطيعوا اصلاح عوائلهم وبيوتهم الفاسدة , فكيف لهم من التكفل بقيادة شعب, وأمة جبارة مثل الشعب العراقي .
لقد انفرط العقد الذي كان يعتقد به رجال الدين الى احزابهم الفارسية في العراق العظيم … ستة عشرة عاما , وهؤلاء المجرمون الخونة لم يتركوا موبقة , او عارا , او شنارا الاّ وهم أهله في العراق المحتل … يجمعون بناتنا ونسائنا ليتزوجون بهنّ متعة .. ستة عشرة عاما وهم يستفحلون على اطفالنا بأغتصابهم أو نكح أمهاتهم من أجل دفع حاجة لعائلة عراقية فقيرة … ستة عشر عاما ومرجعية الأعظم تضع الأختام على ادبار شبابنا في كربلاء من أجل عمل عند الصافي او الكربلائي …. ستة عشرة عاما قد حول فيها محمد رضى السيستاني مصانع العراق ومؤسساته الكبرى في خدمة ايران ومشروعها الصفوي في العراق … ستة عشرة عاما ومرجعياتهم الفارسية تنشر الجهل والتخلف والأمية في عموم مناطق الشيعة الأثني عشرية … ستة عشرة عام وما زالت المرجعيات الدينية , وعلى الرغم من كفر الشعب العراقي بها , ما زالت مسلحة وتعتمر ترسانة حربية تقاتل بها دولة مثل العراق …. ستة عشرة عاما ومازال بعضهم يتحدث للشعب العراقي , وهو شريك هو وحزبه الى انصاره في ذبح العراق ورجعيته الى اذلاله في الطلب منهم في الطاعة اليه , وعدم الخروج على طاعته … وهذا الأهبل كان سببا في ضياع العراق وشعبه , الى انتشار الفوضى في كلّ سوحه وارضه المقدسة .
بعد ستة عشرة عام قد أدرك شباب العراق العظيم, وفتيانه مهزلة رجال الدين الى عقيدة من يعتقد فيهم …. لقد انتفض الشباب العراقي الحي , وهذا ما كنا نتطلع اليه منذ زمن طويل …. انتفض الشعب العراقي العظيم , وترك الفقاعات الى من يتحدث بأسمه في صومعته وتسبيحاته وخبله…أيها الشباب الثائر .. ياأبنائنا واخوتنا لقد فزتم فوزا عظيما … وبارك الله فيكم , وفي بطون امهاتكم التي انجبت ابطال عظماء مثلكم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here