يومان في ساحات الاحتجاج

مؤمل قيس

عندما خرجنا للاحتجاج بصورة سلمية يوم اول تشرين الاول، وصلتنا اخبار تشير الى انه سيتم ضرب المحتجين عند الساعة الثالثة. لم نكن نستطيع التأكد من صحة هذا الكلام، ولكن في حوالي الساعة الثانية وخمسين دقيقة بدأ إلقاء مسيل الدموع علينا نحن المحتجين، ورشنا بالماء الحار. ولم يكن المسيل موجها نحو الارض بل نحو اجساد المحتجين وكأن الهدف هو الاصابة المباشرة والايذاء. عند الساعة السادسة تقريبا، بعد ان يأسوا من تشتيت المحتجين واجبارهم على التراجع، بدأت عملية إطلاق النار وبدأت المطاردة. وكانت هناك اصابات كثيرة في صفوف المحتجين، اما من جرحوا او قتلوا من القوات الامنية فكانوا من منتسبي (حماية المنشآت والشخصيات) الموجودين قريبا من المحتجين، والذين اصابتهم النيران المنطلقة من جسر الجمهورية.

في صبيحة اليوم الثاني المصادف ٢ تشرين الاول توجهت الى ساحة التحرير، فتفاجأت بالسيارات العسكرية وبحجم القوات الامنية الموجودة، ومعها اشخاص بلباس مدني.

اتجهت مع مجموعة تتكون من ٨ محتجين بضمنهم ٣ فتيات الى “سوق الباب الشرقي”، لكننا تعرضنا عند السوق الى هجوم شرطة مكافحة الشغب، الذين انهالوا علينا ضربا بالهراوات. وعندما تراجعنا اخذوا بمطاردتنا وظلوا يلاحقوننا الى شارع النضال ومن ثم حتى وزارة النفط.

خلال هذا تمكنوا من القبض على الكثير منا وتفتيش الجيوب والهواتف، وقاموا باعتقال من وجدوا في هاتفه اي صورة للتظاهرات. وكان هناك اشخاص بلباس مدني يسألوننا عما اذا كنا من المتظاهرين، فاذا اجاب احدنا بنعم تلقى الضربات واللكمات واطلق الرصاص فوق رأسه.

كانت لحظات خطر حقيقي، وحتى الآن لا ادري كيف افلتنا منه..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here