الجيل الجديد لايحتاجون اليك للاعتناء بمطالبهم بل انت بحاجة ان تتعلم دروس الوطنية منهم

بقلم: بروفسور دكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

اتهم احد الفاشلين العملاء من طغمة الفساد والظلم والاستهتار والجاثمة على صدور الشعب المتظاهرين من الشباب العراقي الثائر بان أعمارهم ما بين ١٥ الى ٢٥ عام والكثير منهم لايستطيع التعبير بكلمة عن مطالبه او ان يصفها بنص. أي انه يعني ان هؤلاء هم أطفال ومراهقين لايعرفون كيف يصفون مطالبهم وعليه فانه من الضروري ان يكون هذا الامعة هو الذي يعتني بتلك المطالب. حيث قال المدعو فالح الفياض (من الضروري الاعتناء بمطالب الجيل الجديد، إذ أن أغلب المتظاهرين تتراوح أعمارهم بين 15- 25 عاما، والكثير منهم لا يستطيع التعبير بكلمة عن هذه المطالب، أو وصفها بنص) ثم يصف نظامهم الطائفي الفاسد والذي ارتبط بعمالته لإيران ودمر البلاد بانه ديمقراطي يمكن له ان يقيل الحكومة ويأتي بأخرى خلال نصف ساعة دون الحاجة لقلب النظام لتحقيق مطالب المتظاهرين.

طبعاً كلام هذا الفاسد لا يستحق الرد واضاعة الوقت لأنه يكفيه انه معروف بنومه عندما يحضر المؤتمرات السابقة وهذا موثق في اكثر من مرة. وهو كغيره من الفاسدين من أحزاب العراق قد فقد بوصلة عقله فصار في وادي لا يمت للواقع بصلة. ولكن الذي نريد ان نقوله له ان عليه ان يقرأ التاريخ جيدا ولاسيما تاريخ مذهبه ان كان له مذهب كما يدعون لان مذهب اهل البيت قد ينتمي اليه العديد ولكن القلة القليلة فقط يتبعونه بفهم وأدراك. وهنا فقط نركز على مسألة العمر التي ذكرها وكأنه ينتقص به من ان هؤلاء الشباب ان أعمارهم قاصرة فهم لا يستطيعون التعبير ولا وصف مطلبهم بنص فهو يريد ان يقول انهم قاصرون. وهذا استخفاف ومحاولة لأضعاف و تسفيف هؤلاء الشباب.

وعلى نفس الأساس الذي ذكره هذا الجاهل نرى انه يطعن بمذهبه حيث ان ستة من الائمة الاثني عشرية أعمارهم دون ال ٢٢ سنة عند امامتهم فالمهدي امامته بدأت في عمر ٥ سنوات والجواد في عمر ٦ سنوات والسجاد في عمر ٢٣ سنة والكاظم في عمر ٢٠ سنة والهادي في عمر ٨ سنوات والعسكري في عمر ٢٢ سنة. فهل كان هؤلاء الائمة قاصرون يحتاجون للفاسد فالح الفياض ان يتكلم نيابة عنهم؟! ليس ذلك فحسب بل وان علي بن ابي طالب لم يتجاوز عمره ٢٠ سنة عندما برز وقتل عمر بن ود العامري وكانت ضربته تعادل عبادة الثقلين كما قال فيه رسول الله. اما اسامة بن زيد الذي ولاه النبي لقيادة أخطر واكبر جيش ضد الدولة العظمى آنذاك الدولة البيزنطية فقد كان عمره ١٨ سنة وكان تحت امرته كبار الصحابة واهل البيت. وقد كان عبد الرحمن الناصر ذو 21 سنة ويعتبر عصره العصر الذهبي لحكم الاندلس اما محمد الفاتح فقد فتح القسطنطينية و كان عمره 22 سنة فقط بينما كان محمد القاسم من كبار القادة المسلمين وفتح بلاد السند وعمره 17 سنة. وفي بداية عصر الإسلام كان الارقم بن ابي الارقم عمره 16 سنة عندما جعل بيته مقرا لرسول الله لمدة 13 سنة متتاليه بينما كان طلحة بن عبيد الله الذي بايع الرسول على الموت واتقى عنه السهام يوم بدر حتى شلت أصابعه عمره حينها 16 سنة. اما عمرو بن كلثوم فقد كان عمره ١٨ سنة وهو سيد بني تغلب التي عزز الاسلام دخولها فيه بينما كان معاذ بن عمرو بن الجموح 13 سنة فقط عندما ابلى بلاءا حسنا في غزوة بدر وزميله معوذ بن عفراء قتل ابا جهل قائد المشركين في غزوة بدر وكان عمره فقط 14 سنة و زيد بن ثابت 13 سنة عندما اصبح كاتب الوحي وتعلم السيريانية والعبرية وحفظ كتاب الله. وهناك امثلة عالمية على قادة الثورة وهم صغار الاعمار ومنهم تشي جيفارا الذي كان قائداً ثوريا واصبح رمزا للتحرر والثورات الشعبية والتفاني وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر وحين دراسته للطب ورأينا نساء تقود مطالبة بالحقوق مثل Malala Yousafzai البالغة من العمر ٢٠ سنة والتي أصيبت في أفغانستان ولكنها لم تتراجع وتقدمت في الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية للدفاع عن حقوق الشعب الافغاني عامة وحقوق المرأة خاصة ونالت جائزة نوبل وهي لم تبلغ ٢٠ سنة من العمر. وهناك امثلة عديدة على ان العمر ليس من الضروري ان يكون مكبلاً للإنسان عندما يثور وعندما يطالب بحقوقه وقد اتى الله يحيى الحكمة صبياً وكان يحيى ثائرا ضد فساد الملك آنذاك حتى قطع رأسه بالمنشار وتم تقديمه هدية لعاهرة الملك كما ورأينا القاسم بن الحسن صبيا يافعا لم يتجاوز ١٨ سنة وهو يقاتل ويدافع عن الحسين ولم يمنعه الحسين بل وان الحسين اخرج الرضيع الذي عمره لايتجاوز شهور وهو يعلم انهم لايترددون عن قتله فهل كان الحسين بذلك مخطئاً وهل كان جميع هؤلاء يحتاجون الى فالح الفياض ليعتني بهم او لعله يقلل من شأنهم! يبدو انك يافالح الفياض بحاجة الى دروس بالوطنية لعلك تفيق من نومك اثناء المؤتمرات!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here