الثورة على فاسد دون فاسد ثورة لدعم الفساد وترسيخه

نعم ساسة الشيعة لصوص فاسدون لا ننكر ذلك لكن هذا لا يعني انهم وحدهم فاسدون بل كل الطبقة السياسية سارقة وفاسدة ومن هذا نقول الثورة على جهة واحدة لا يدل على نزاهة وصدق نوايا الغاضبين المنتفضين بل يدل على ان الأمر فيه أن كما نقول صحيح أم لا

أي نظرة موضوعية للمظاهرات والاحتجاجات التي بدأت وظهرت في مدن بغداد والوسط والجنوب اي في المناطق الشيعية من البصرة الى بغداد في 1-10- 2019 تتضح لنا انها مقصودة وان هناك جهات خارجية معادية هي التي تدفعها وتدعمها وتمولها كما أثبتت أنها ليست موجهة ضد ساسة الشيعة الفاسدين اللصوص في العراق فقط وانما ضد عقيدة رغم ان هذه الصرخة الحسينية صرخة أبناء بغداد والوسط والجنوب صرخوا ضد الفساد والفاسدين في كل العراق ضد الطبقة السياسية بمختلف اطيافهم وألوانهم وأعراقهم

فكانت صرخة حق ومن صرخ فهو على حق لكن أعداء العراق أعداء الحق تمكنوا من اختراقها وركوبها وتوجيهها حيث ما يرغبون وليس ما يرغب المتظاهرين السلميين

رغم ان المظاهرات بدأت في هذه المناطق منذ عام 2011 لكنها كانت أخف وطأة وأقل عنفا كانت بمثابة جس النبض ومعرفة النقاط الضعيفة وستار لتغطية مراكز تواجد أعداء العراق وقواعد تمركزهم كما ان أعداء العراق ال سعود وكلابها داعش الزمر الصدامية الوهابية كانت مشغولة بالأعداد والتحضير لغزو العراق واحتلاله وبعد ان تم الأعداد والتحضير وتهيأت الظروف المواتية بدأ غزوها بدأت عملية تدمير العراق وذبح العراقيين واسر واغتصاب العراقيات وفعلا تمكنت من احتلال ثلث مساحة العراق وحاصرت بغداد ومناطق الوسط والجنوب وقيل ا ن ال سعود وكلابهم في العراق بدءوا بتبادل التهاني لان الوصية التي عجز عن تحقيقها نبيهم المنافق الفاسد معاوية هاهم ال سعود وكلابهم قد حققوها لكن الفتوى الربانية التي أصدرها المرجع الحكيم

الشجاع الامام السيستاني الى العراقيين حطمت أحلامهم وأفشلت مخططاتهم فأسرع العراقيون الى التحزم بها فمنحتهم قوة اسطورية ربانية بمثابة قوة عصا موسى عندما ألقاها على أفاعي فرعون وزمرته هكذا كانت قوة الفتوى الربانية التي اطلقها الامام السيستاني حيث تمكنت من وقف تمدد هجمة أحفاد فرعون أبناء معاوية ومن ثم تطهير ارض العراق وقبر خلافتهم المعروف ان هناك مظاهرات واحتجاجات قامت في المناطق الغربية الموصل تكريت الانبار كركوك كانت واضحة وصريحة ان هدفها ذبح الشيعة وطردهم من العراق لأنهم يرون في الشيعة عصابات غير عراقية محتلة للعراق لهذا قرروا الزحف على بغداد لتحريرها حتى أصبحت هذه المظاهرات وساحات العار والخيانة معسكرات للتدريب عصابات داعش وعبيد صدام ومركز انطلاق لذبح العراقيين ومواقع استقبال للوحوش الغازية المرسلة من قبل ال سعود

نعود الى مظاهرات المناطق الشيعية اي مدن بغداد ومدن الوسط والجنوب التي بدأت منذ عام 2011

لا تزال مستمرة لم تخرج من هذه ولم تمدد متر واحد خارج هذه المنطقة لا ادري هل انها لم تجد تأييد ومناصرة من قبل أبناء المناطق الشمالية والغربية ام ان هناك جهات منعتها من التمدد وأمرتها بعدم التمدد المعروف جيدا شكل المتظاهرون في كل محافظة لجان تنسيقية لكنهم لم يفكروا مجرد تفكير بتشكيل لجنة تنسيقية في اي محافظة من محافظات المناطق الغربية والشمالية اي السنية والكردية السؤال لماذا وفي هذه الحالة يكون الجواب ما يلي اما ابناء هذه المناطق لا تؤيدهم او أنهم في خدمة جهات أجنبية

هل معقول ان كل ساسة الشيعة بدون استثناء فاسدين لصوص وفي نفس الوقت كل ساسة السنة وساسة الكرد صالحين مخلصين وهل معقول ان الشيعة كلهم فرس مجوس وانهم جميعا خونة وعملاء أتى بهم جد صدام مع الجاموس و أسكنهم جنوب العراق

لا أنكر ان الطبقة السياسية التي استلمت الحكم بعد تحرير العراق في 2003 فاسدة وسارقة وهدفها

خدمة مصالحها الخاصة على حساب مصلحة الشعب فعمت الفوضى وساد الفساد في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة لكن مسئولية كل ذلك يتحملها كل المسئولين وبالتساوي واذا كانت هناك نية صادقة لدى هؤلاء المتظاهرين المفروض ان تكون مظاهراتهم ضد الطبقة السياسية كلها وفي كل المحافظات العراقية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب

المعروف جيدا ان الفاسدين امة واحدة اي على دين واحد بعضهم ظهير لبعض وبعضهم يقف مع بعض في حالة تعرض احدهم لأي خطر وهذه حقيقة معروفة وواضحة لا يمكن ان تغييب عن ذهن اي منتفض صادق مخلص ضد الفساد والفاسدين

من هذا نستنتج من يدافع عن فاسد او لا يذكر اسمه ويعلن الحرب على فاسد آخر فانه أكثر فسادا من الفاسد نفسه

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here