مظاهرات المرجعية مليونية وأي طرف يريد تغير بدون المرجعية يكون مصيره الفشل،

نعيم الهاشمي الخفاجي
يقول عالم الاجتماع الامريكي جورج كلي في نظريته البدلية البناءة للبشر لهم الحرية في الفهم المتنوع هذا الفهم هو نتاج طبيعي للعلاقات الاجتماعية والتي من خلالها يستطيعون تفسير الاحداث الداخلية، واعتبر شخصية الانسان نسق من الابنية لذلك يرى جورج كلي لكل شخص وفرد ابنية معرفية خاصة به ويرى الحياة وامور العالم من خلاله، لذلك اي عملية تغير بالوسط الشيعي بدون كسب المرجعية كطرف يكون مصيره الفشل، رغم ان المرجعية الشيعية غير مهتمة في اقامة حكم شيعي ديني او مدني او شيطاني او حتى حكم أنفسهم لذلك انصح الذي يريد التغير او اقامة مشاريع عليه كسب المرجعية بالدرجة الاولى، نحن بزمن معارضتنا لنظام صدام الجرذ عندما تحركنا كان معنا سيد مجيد الخوئي لكن الحظ العاثر قتلوه الحمير ولايعون أهميته لذلك تعثر مشروعنا لاننا لم نجد شخص مؤثر مثل سيد مجيد الخوئي طرف قوي بالمرجعية، لذلك تابعنا اليوم دخول أنصار مرجعية السيد السيستاني الساحات التظاهر حيث تدفقت الجماهير وهي تحمل الاعلام وكل حسب طريقته للتعبير عن ارائهم، جاء دخول انصار المرجعية متأخرا ويفترض من البداية المرجعية تدعوا أنصارها للنزول لساحات التظاهر لتوجيه رسائل إلى دول الجوار والعالم اننا موجودون وبنفس الوقت على أنصار السفارات الذين يتقاضون دعم مادي وسياسي اعادة النظر في تصرفاتهم، الخيانة خيانة ولا يمكن تبرير الخيانة في اسم وجهة نظر أو إبداء رأي، امريكا دولة رأسمالية الذي يهمها المادة وليس إنجاح الديمقراطية، المؤرخ الأمريكي هوارد زن أشار إلى احتلال امريكا إلى كوبا بالقول( نحن أناس نخوض حروبا لتحرير شعوب آخرين وعندما ندخل لبلدانهم فلن نخرج) وأشار أن كراهية واشنطن لكاستروا ليس لكونه دكتاتور وتاريخ امريكا مليء في دعم أنظمة دكتاتورية سيئة، اليوم وزير اعلام عربي كتب مقال بالقول العراق ساحتنا لمواجهة إيران وفي مناطق الوسط والجنوب الشيعي، نعم العراق يسبح على محيطات من البترول والغاز فمن السذاجة القول أن المتظاهرين جميعا ما عندهم ارتباطات مع دول كبرى وخاصة امريكا، مشكلة تردي الوضع الاقتصادي يتحمله ساسة الشيعية والجماهير الشيعية التي رفضت إقامة إقليم وسط وجنوب يضمن لهم بالقليل أكثر من نصف الميزانية العراقية لمحافظاتهم، من رفض الاقليم بحجة المحافظة على المال الحمد لله انفضحوا واكتشفت ملفات فسادهم المليارية، لقد أثبت الكثير من الفلاسفة أن العبيد الكثير منهم يرفضون التحرر ويحنون لجلاديهم ومضطهديهم عشت بالعراق اربع وعشرون عاما منها عشر سنوات كانت مريرة بمعنى الكلمة حيث عشت بظل العبودية والقهر والتميز الطائفي الواضح، ليس كل من عاش بالعراق يشعر بذلك لأن هناك الكثير من الشيعة قد اعتادوا على العبودية وحسب قول الفيلسوف الفرنسي لا بويسي بمقالات العبودية أسماهم في المواطن المستقر الذي يبحث عن اكل يومه ولايهمه الاضطهاد والظلم ولا يهتم بحريته ويشغل نفسه في قضاء أوقات في اللعب ولربما يشعر بالذنب اذا فاتته أوقات الصلاة لا أكثر يعتبر ذلك تقصير، بكل الاحوال يفترض بعقلاء شيعة العراق أخذ الاعتبار أن هناك دول تتربص بهم وان هناك تحركات داعشية باتت نشطة بمناطق المكون انفسنا بشكل واضح بل اليوم البشمركة الكردية صدت هجوم لداعش و امس و امس الاول الحشد قدموا ٢٥ شهيدا في ديالى وجنوب الموصل، رحم الله الإمام محب الدين ابن العلقمي الذي نصح الخليفة بينما الخليفة انشغل في إقامة الحفلات الغنائية واهتم بالغلمان، الحمد لله الغلمان موجودون وبكثرة في عالمنا العربي والإسلامي، بل شيوخ وهابية من الخليج يذهبون إلى تايلند لأجل الغلمان …..الخ، والسائحون العراقيون الذي حطت رحالهم في بانكوك شاهدوا كيف اهل اللحى العفنة يذهبون للواط بالغلمان هذا هو فهمهم للاسلام حيث وردت ايات قرانية اشارت للغلمان وهم فسروها بالواط بصنف الذكور، والاخ الكاتب سيف الله علي ( الحاج علي الناصر شاهدهم في بانكوك وقال لهم ترسلون لنا مفخخات ياسفلة وتأتون لبانكوك للواط ) لذلك انا شخصيا
أبارك للحشود المليونية التي خرجت للدفاع عن المرجعية رغم انني لم اقلد احد، لكن هذه الجماهير خرجت للدفاع عن القيم والثوابت، الله يلعن الاحزاب ويمسخهم ليكونوا قردة، لكن قضية القول ان هذه الجماهير حزبية منافي للواقع، ايضا المظاهرات بالطرف الآخر تضم انصار احزاب، الحزب يعني انضمام مجموعة من الناس ضمن تنظيم يحمل اسم، العناصر المندسة من انصار الصرخي وابن كويطع ( اليمامي) الم يكونوا منظمين اسوة في أي حزب، في دول اوروبا احزاب كل اعضاء الحزب لم يتجاوزون ٢٠٠٠ شخص، الصرخية اذا تجمعهم عددهم اكثر من ٥٠٠٠ شخص، الم يكونوا اشبه في حزب، التيار الصدري يحمل اسم تيار شعبي منظم ولديهم مقرات وفروع فهو يشبه الحزب ولديهم فصيل مسلح يضم مجاهدين يقاتلون في سامراء للدفاع عن الامام علي الهادي والامام الحسن العسكري عليهم السلام، بالطرف الاخر يوجد ايضا الحزب الشيوعي العراقي وقياداتهم وكتابهم واكبوا التظاهرات بشكل جيد وممتاز، خروج انصار المرجعية بالتظاهرات ومعهم بعض المتحزبين امر جدا طبيعي، ولذلك نطالب المتظاهرين من انصار مرجعية السيد السيستاني تشكيل لجان ولابد ان يتبنى المتظاهرون الاهداف المشروعة اولها تنفيذ احكام الاعدامات بحق الذباحين، وطرد البعثيين من الضباط في الجيش والشرطة الذين سلموا اسلحتهم لداعش وبايعوا ابو بكر البغدادي بقضية خيانة العاشر من حزيران عام ٢٠١٤، والذين تم اعادتهم للجيش والشرطة بسبب تبني المتظاهرين الشيعة مطالب اعادتهم واجبروا عادل عبدالمهدي على اعادتهم رغم انفه، المطالب يجب ان تكون واضحة وبالعلن، ويفترض بمتظاهروا انصار المرجعية ان يتميزون عن الاخرين بأن لهم قيادات بشكل علني، شر واصابنا فعلينا ان نتصدى لهذا الشر، انا على يقين ان تركت الامور سوف تبقى الاضطرابات والحرق والخراب وتعطيل العمل ودوام المدارس والحركة ودوائر الدولة العراقية المتهالكة لربما لعام ٢٠٢١، اذا تقرأ مقال الى وزير اعلام عربي سابق اردني اليوم كتب مقال قال مواجهتنا نحن العرب مع ايران يجب ان تتم في وسط وجنوب العراق الشيعي، نعم هم قالوها وعلينا عندما نقرأ مثل هذه المقالات او نسمع تصريحات واجبنا نحلل المقالات والتصريحات ونكشف الاشياء الخفية التي يحكوها علينا هؤلاء القوم الظالمين التكفيريين، الحمد لله لاتوجد عندي شخصية رسمت لها في مخيلتي كرامات وقصص اسطورية، نعم كان عندي صنم صغير والحمد لله نسفناه والقيناه في اليم مثل مافعل نبي الله موسى ع في عجل السامري، معظم الاخوة الذين عندهم رموز تجد تفكيرهم محصور ضمن هذا الشخص او الحزب المعين، اما المتحرر من هذه الشخصيات الصنمية فتجد تفكيره وفق علماء المنطق كلي وليس جزئي، وتعريفه للاشياء بصيغة تعريف جامع مانع، جامع لكل القيم والثوابت لمذهب اهل البيت ع ومانع ان يكون متحزب او يتبع شخص معين او يقف مع القتلة والذباحين في اي شكل من الاشكال، لابأس في الاستفادة من العلماء والمراجع والشيوخ وقادة المجاميع المجاهدة بالقول انهم ناس مجاهدون لكن نتبع شخص ونلغي الاخرين هذا مرفوض لكل انسان واعي ومؤمن، الله موجود بنفوسنا ولايحتاج ان نبحث عن الله سبحانه وتعالى عند اشخاص خارج المعصومون الاربعة عشر عليهم افضل الصلواة والسلام، نعم الرموز الحالية بتعددها هم قدوتنا، اعجبني فيلسوف دنماركي اسمه سورن بالدنماركية يلفظ بالغة الانكيليزية سورين، قال الله موجود في اعماق نفوسنا فلاداعي ان نبحث عن وجود الله او عدم وجود الله، نأمل من الاخوة الكرام التفكير بشكل جدي ان هناك من يتربص بنا سوء، الاحزاب ثبت فشلها ينبغي تركهم وعزلهم من خلال الجماهير تقاطعهم افضل سلاح لاسقاط الاحزاب علينا جميعا نقاطعهم وهم يسقطون غير مؤسوف عليهم، وواجب المتظاهرين تشكيل قيادات شعبية بكل مدينة ومحافظة ومحلة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here