السلطة الرابعة في العراق ، فم مشلول او لسان مقطوع !

بقلم : سندس النجار
ما اضعفهم امام الحقيقة ، امام الفكر امام الكلمة الجريئة !

ذوات مريضة تتعالى منهاادخنة العنجهية القاتلة باشراف كواليس ظلامية ، عبارة عن نسخ مصورة للانظمة الشمولية القمعية التي تجيد التفنن في تقطيع اوصال الحق في مفاصل الطاغية ..
السلطة الرابعة في دنيا الناس ، هي السلطة الفاعلة والحقيقة الحية الناقدة والحارسة للانظمة الديمقراطية ولكرامة الشعوب وحقوقها ..
وفي بلدي ، اعتقال واغتيال.. قمع وتهديد .. تغييب وترهيب ..
في وطني الكلمة الحرة مقامرة ومغامرة .. قطع لسان وشل فم …
وتستمر معاناة الصحفيين في مواجهة الموت والمجازر التي تطلّ على سفك دماء جديدة وقطع اصوات حرة جديدة …
لا شك ان السلطة الرابعة اليوم ، ينبغي ان تكون السلطة الفعالة والحقيقة الحية الناقدة والحارسة لنظام يدعي الحرية والنزاهة والاستقلال . . لكنها اثبتت العكس تماما ، فتريد بها التعبير عن الرأي زيفا ً للواقع الحي ، وزورا ً وتزويرا ً للتاريخ ، وقلبا ً للحقائق والقيم والموازين .. انها اللوحة المشوهة ، المزيفة ، العارية من اي لون من الوان الديمقراطية والاخلاق ..
عار وشنار بحق ،اغتيال رجال يمارسون مهنتهم المقدسة ليطلقوا تهاويل الحقيقة الجريئة غير مساومون ، على غرار كل الذين سبقوهم الى جنان الخلد ، ممن تناولوا قضايا شعبهم المتمثلة باللاحرية واللانزاهة واللا قضاء واللاعدالة .
يُغتال المفكر الصادق والكاتب الامين
والمناضل المستقيم مع قضية شعبه وامته ..

يقال للدابة حين لا يربطها حبل او قيد ، انها سائبة ، او ( حبلها على غاربها ) ، تنطلق كيفما ومتما تشاء .. فماذا يقال للجماعة حين لا يربطها قانون او قضاء او كلمة ولا تضبطها حدود . ؟
يستحيل لكم ابدا ، بناء دولة حضارية حديثة عبر هذه التصرفات الشائنة ، وان يقوم لنا مجتمع مجرد عن السلوك الصحيح ، لاعادة البناء واحترام دعائم القيم الانسانية ، غير ذلك انه طريق التلاشي والفناء ..

ان استهداف الاعلاميين عامة امر مرفوض ، وقد ادركت خطورة هذا ، الشعوب والامم منذ القدم ، ومنذ سن القوانين والتشريعات للحد من تلك الانتهاكات . وبما ان الصحافة مرآة المجتمع وحقيقته ،
فاغتيال رجالها اغتيال شعب بكامله .
لقد سقت هذه النماذج لتعرفون اين انتم ، واين نحن من دنيا الناس …
لا تجزعوا ~ ان خذلكم مَن يؤمن بما تقولون …
لا تفزعوا ~ ان هاجمكم مَن يفزع بما تقولون …
بل احزنوا ~ان لم تصل رسالتكم الى من انتم قاصدون …
ايها الجليل .. ايها الشهيد :
اغتيالكم انتكاسة اخلاقية وانسانية ثبتت في تاريخهم الاسود ، رحلتَما ، لكنكم باقون …
رحم الله الشهيدين و شهداء التحرير جميعا ، ونقول لهم :
ارقدوا بسلام ، فان ثوار التحرير من بعدكم ماضون في اكمال السطر بعد ان وضعتم النقطة …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here