زمر تحرق مدرسة في كربلاء.. وأسئلة عن غياب الردع وترك مصير البلد بيد المجاميع المنفلتة

افاد مصدر امني، الخميس، بأن مجهولين احرقوا مدرسة في كربلاء، فيما وجه قائد شرطة المحافظة بالتحقيق ومعاقبة المقصرين.

وفاد شهود عيان ان مجاميع عاثت في الاحياء فسادا قم قامت باحراق متوسطة الصديق في قضاء الحر غرب كربلاء.

لماذا؟

و تندفع مجاميع منفلتة الى المدارس، وتغلق دور العلم والمعاهد والجامعات، في ظاهرة لم تألفها احتجاجات مجتمعات العالم قاطبة، حتى “المتأخرّة” منها.

وأكثر تخريبا من إغلاق المدارس، الاندفاع بشكل مريع الى عدم احترام المدرسة والمعلم، والوقوف ضد إدارات المدارس، تأييدا لقطعان التخريب.

وافاد “موقف” انه طوال تاريخ العراق الاجتماعي والسياسي، وما شهده من حروب، وأزمات، وانقلابات، لم يُروّع التلاميذ بهذا المنهج العنفي الهمجي، الذي يقود الى حرمان التلميذ من مدرسته، امعانا مقصودا في التجهيل، ونشر الفوضى، وتعطيل كل ما من شأنه الارتقاء بفكر المواطن ويعلو من سلوكياته، ومن تحصيله على العلم.

و طوال تاريخ العراق، لم تقف الدولة، هذا الموقف المتهيّب، والجبان تجاه المخربين والعابثين.

اللافت في الظاهرة التي باتت شمولية، تعم مناطق الوسط والجنوب، ان لا رادع لهؤلاء، فيما الشرطة والأجهزة الأمنية، تنظر الى هؤلاء، خشية التعرض لهم، اما خوفا منهم، أو لغاية لا تُفهم أسبابها، الا ّكونها تقاعسا عن أداء الواجب، والا فما هو دور الشرطة ومراكز الامن التي تستهلك العبأ الأكبر من ميزانية الدولة.

مدارس الوسط والجنوب عاطلة، فيما المناطق الأخرى في البلاد، ماضية في خدمتها وبرامجها، ما يخلق بونا شاسعا بين أبناء البلد في التحصيل على العلم، سوف تكون له تداعياته الكبيرة على المستقبلِ.

لقد وصل الأمر ، بجماعات مكافحة الدوام المسعورة، انها تهدّد وتتوعد، في مسمع من الجميع، بعدما ادركت ان الساحة لها وحدها، وان لا احد يجرأ على الاقتراب منها ومحاسبتها.

وفي محافظات النجف وكربلاء، راحت المجاميع المسعورة الاجرامية، تساوم المدارس الأهلية، فإما الحرق، والاغلاق وإما دفع الاتاوات.

ليس من شك في ان هذا الانحدار المريد في السلم المجتمعي، نتاج الفهم الخاطئ لكل من “حق التظاهر”، و”مسؤولية الأمن”.

واذا كان “حق التظاهر” مكفول، فانه لا يعني احراق البلد وترويع الأجيال.

واما “التصرف بحيادية” من قبل الأجهزة الأمنية تحت ذريعة عدم التضييق على المتظاهرين ومصادرة الرأي، فانها كلمة الحق التي يُراد بها باطل، ويعني بشكل واضح ان الجهات المسؤولة عن الامن، لا تعي الفرق بين التظاهرات وبين التخريب..

بلدكم ينهار، وأطفالكم يروّعون، فماذا تنتظرون، بعدما صار واضحا ان الحكومة، ليس لديها من اجراء واضح، بل لا تبدي الاكتراث لما يحصل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here