كيف ينظر العراقيون الى التدخل الخارجي في بلادهم؟

بقلم د. احمد العامري

ظل العراق وعبر مختلف المراحل الزمنية والتاريخية محط انظار واطماع الدول الاقليمية والاجنبية وتعرض بسبب هذا الى غزوات واحتلالات كثيرة حاولت النيل من وحدة اراضية واستقلالة وسيادتة الوطنية عن طريق تنصيب حكام وحكومات لها السيطرة الشكلية وتدير الامور وبماهوى الاجنبي والمحتل بعيدا عن ارادة شعبه ومصلحتة الوطنية وكان الاجني هو الحاكم الفعلي ويحرك الامور من تحت الطاولة وكأن الحاكم والحكومة بيادق شطرنج ينقلهم من هذة الرقعة الى رقعة اخرى من دون حول ولا قوة. وقد تعاقبت على العراق ظروف من الشد والجذب بين المحتل والمستعمر والشعب العراقي مابين الرفض والقبول على مضض ولكن بقت الحقيقة الخالدة وهي ان الانسان العراقي كان على امتداد التاريخ رافضا لكل ما يسيء لبلدة وارضه وقدم الاف الشهداء من الشباب والرجال ضحايا على طريق ودرب الحرية والتخلص من الاجنبي الغازي.لقد حاول الاحتلال الامريكي للعراق طمس الروح الوطنية للعراقيين واحداث الفرقة بينهم من اجل الاستمرار في نهب خيرات البلاد وتفريق العباد وصولا لطمس معالم الشعب في التصدي والمقاومة ولكنه فشل الى حد ما لان العراقيين في غالبيتهم كانوا موحدين ضده ويستعجلون خروجة من العراق وقد خرج بالفعل وظل يتدخل من خلال بعض القوى ووجود قواته المسلحة على ارض العراق وبعد خروجه حاولت قوى اخرى ملاء الفراغ بسبب ضعف الحكومات العراقية المتعاقبة على ادارته ووجود قوى داخلية مهدت لها ذلك وفي مقدمتهم ايران التي وجدت فرصتها في بسط سيطرتها على مقدرات البلاد وقد بين استطلاع للراي اجرتة المؤسسة المستقلة للراي العام التي يقودها الدكتور منقذ محمد داخر ان العراقيين في خوف دائم على بلدهم من التدخلات الخارجية وخاصة الايرانية منها حيث اجاب 80% من العراقيين بانهم يشعرون بالخوف على العراق من التدخل الخارجي بينما اجاب 19% بانهم لايخافون على البلاد من التدخل ويبدو ان غالبية هؤلاء من اصحاب الهوى الايراني والمرتبطين بمصالح دول اقليمية او عالمية. ان انتفاضة الشباب في الاول من تشرين الماضي كانت جوابا على هذا الرفض لكل اشكال التدخل الخارجي في العراق وعدم القبول به تحت مختلف الاوصاف والتسميات والمطالبة بخروجه وانهائه اصبح مطلبا جماهيريا وشعبيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here