انت تبعي انت ذيل..!

وليد الطائي

في حكم تواجدنا في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي ورصدنا المستمر لوسائل الإعلام التي تستهدف المكون الشيعي العراقي وقياداته ورموزه الوطنية والحشد الشعبي والمقاومة ورموزها والمرجعية الدينية والعمامة الشيعية والحوزة وتفاصيل كثيرة والاستهداف لن ينقطع عن ما ذكرته أعلاه .
هناك ‏أمر لفت انتباهي حقيقة وجعلني اتمعن به كثيرا تبرع مجموعة من التجار والنواب والشيوخ العراقيين إلى الشعب الأردني دعما لهم بسبب أزمة كورونا التي تعرض لها كل العالم.
وأعلن مجموعة من العراقيين عن مساعدة الشعب الأردني وهناك دعوات مستمرة لدعمهم ، هنا ليس لدي اي نوع من الاعتراض على هذه التبرعات بل يفترض أن تتكاتف الشعوب العربية والإسلامية وتتعاون فيما بينها في كل أزمة او كارثة يتعرض لها شعب من هذه الشعوب.
على سبيل المثال ازمتنا نحن العراقيين مع داعش لم نجد شعب من شعوب الشرق الأوسط وقف معنا كانت شعوب الشرق الأوسط نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي تتمنى لنا الموت الجماعي وتدعو لنصرة داعش علينا وتبث السموم والحرب النفسية تجاه الشعب العراقي وكانت هذه الشعوب تستهدف المقاتلين الحشديين والفتوى المباركة التي أنقذت العراق من وحش مفترس دموي لم يقف معنا شعب عربي او إسلامي غير الشعب الإيراني وهذه نقولها للتاريخ والتاريخ دون وقفتهم العظيمة.
الشعب الإيراني قدم لنا مساعدات مختلفة وعلى رأس هذه المساعدات دماء أبناءهم وقادتهم واستشهد كثير من الإيرانيين في العراق واشترك معنا في معركتنا ضد الدواعش وأغلبهم قيادات كبيرة ومهمة في الحرس الثوري استشهدوا في سامراء وبيجي وجرف النصر وتكريت وجبال مكحول ومناطق كثيرة استشهد بها الإيرانيين الذين جاءوا دعما ومساندة للشعب العراقي والوقوف معه في محنته.
فالتعاون بين الشعوب خصوصا المسلمة سنة حسنة وضعها الله سبحانه وتعالى ونتمنى أن تطبق بشكل فعلي وحقيقي .
الأمر الذي لفت انتباهي لم يوصف احد هؤلاء المتبرعين بالذيول ام يقول عنهم ولاءهم لغير العراق ولا يوجد أحد قال عنهم تبعية للأردن فالأمر طبيعي لم نرى اي استهداف لهم بل رصدنا شكر ومدح لهؤلاء المتبرعين من مواطنين يسكنون المحافظات الجنوبية ..
بينما رصدنا عدد ليس قليل من الذين يستهدفون شيعة وسنة العراق الذين قدموا شكرهم للشعب والحكومة الإيرانية بعد انتصار العراقيين على داعش الإجرامي ورصدنا كم هائل من الحقد والكراهية والبغض في مواقع التواصل الاجتماعي لكل من يشكر الشعب الإيراني ولكل من يذكر مواقفها الإيجابية والطيبة مع العراق بل يجرد من هويته ويشكك بولاءه ويصفونه بالذيل والتبعي ومصطلحات سخيفة أخرى.
وهناك جيوش إلكترونية مرتزقة واسعة تعمل على هذا الأساس وهذه الجيوش كان لها تأثير على عقول كثير من الناس البسطاء والذين يملكون ثقافة محدودة وأصبحت الجيوش الإلكترونية متحكمة بعقول هؤلاء الناس البسطاء وصاروا يجتمون الشعب الإيراني دون معرفة الأسباب.
رصدنا مساعدات طبية ارسلها العراق إلى الصين لمساعدتهم في محنتهم هل يجوز أن نقول أن العراق ذيل وتبعي للصين ورصدنا يوم أمس الطائرة العراقي التي وصلت الصين لنقل المساعدات الطبية واللوجستية من الصين إلى الشعب العراقي هل يجوز أن نطلق على الشعب الصيني تبعي للعراق وذيل وليس لديه هوية وطنية ..
اعتقد لو تكاتفت الشعوب فيما بينها لما تعرضت لمشاكل ومتاعب وأزمات وكوارث في الحياة . أمام الشعوب فرصة للعودة إلى القوانين والتشريعات الإلهية والابتعاد عن معصية الخالق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here