يا دكتور حميد لا تستصغر الذبابة إنها قتلت الملك نمرود أول جبار في الأرض؟

محمد مندلاوي

إن من شيمة الكاتب الشجاع المقدام المواجهة، الكلمة بالكلمة، والحجة بالحجة، ويسمي الشخص المعني، الذي يقصده في كلامه، لا أن يسب ويشتم يميناً وشمالاً دون أن يسمي أحدا بالاسم؟. إنه بتصرفه غير المسئول هذا، يجعل العشرات، وربما المئات من الذين يتابعوه وينتقدوا أحياناً شطحة من شطحاته، أو يقولون كلمة ما بحقه أن يتصوروا هم المعنيون بسبابه وشتائمه…؟ . لكن، لو يحدد في كلامه من هو المقصود، عنده لا يجعل من غير المعني بشتائمه أن يخاصمه ويرد عليه؟. كما قال الشاعر: ومن لا يتق الشتم يشتم. لو لم يكن الدكتور معروفاً لقلت أنه يخالف حتى يُعرف. لكن له برنامج معروف، ولديه مشاهدين كثر في دول عديدة يتابعوه.

يا دكتور حميد ” لا تحقرن صغيراً في مخاصمة… إن البعوضة تدمي مقلة الأسد”. لا شك أن الدكتور يعلم أن الذبابة التي حقرها في كلامه دخلت من خلال أنف الطاغية “نمرود” إلى دماغه، وكان لا يرتاح ولا يستريح إلا عندما يضربه أحدهم على رأسه بالنعال؟، واستمر على هذا الحال سنين طوال حتى قتلته الذبابة في النهاية؟ هذه هي الذبابة التي تستصغرها يا دكتور؟ أذلت أكبر طاغية في عصره على وجه البسيطة. ثم إن الدكتور وصف الآخرين بالكلاب. ولا ضير في هذا أيضاً، الكلب حيوان بيتي يحرس ويحمي صاحبه من الأذى، وينبح في وجه كل من لا يعرفه، وهو – الكلب- لا يعرف الكذب، ويشعر بغريزته الحيوانية دوافع الإنسان الشرير؟. وليس مثل بعض البشر، يكذب ويلفق ويجعل الأسود أبيضا من أجل حطام الدنيا؟ إلا يعلم الدكتور، أن الخليفة المتوكل الذي وصفه الشاعر (علي بن الجهم) بالكلب حين أنشده هذا البيت: أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوبِ … أنت كالدلو لا عدمناك دلوا … من كبار الدلا عظيم الذنوبِ!. لقد كافئه الخليفة المتوكل على بيت الشعر هذا، الذي وصف فيه المتوكل بالكلب لحفظه الود؟، وهذا عين الصواب، لأنه لا يوجد أوفى من الكلب على الأرض؟ وقبل هذا الشاعر بقرون عديدة أوصى النبي الكوردي زرادشت (ع) بأن يكون لكل بيت كلب، ويكون لهذا الكلب منزلة وتكريم عند صاحبه؟.

عزيزي المتابع،إن الذي حضني على كتابة هذا المقال هو الكلام العاهن الذي جرى على لسان الدكتور حميد عبد الله في الحلقة الرابعة في برنامجه… “تلك الأيام” والتي كانت عن المجرم حسين كامل، وكانت بعنوان: الخفي والغاطس في قصة حسن كامل وعودته واغتياله الجزء الرابع. حقيقة لا أشعر أنا المقصود بكلام الدكتور حميد، وذلك لسبب بسيط، لأني من الكلاب الشرسة، ولست من الكلاب المخنثة؟.

لكن الذي دفعني لكتابة هذا الرد عليه، لأنه ذكر اسم ابن المجرم أحمد حسن البكر ولم يذكر أسماء الآخرين، الذين وصفهم بالذباب والكلاب، وهذا الأسلوب الجبان يجعل أي متابع له قد قال ذات يوم كلمة ما بحقه أن يتصور هو المقصود بما قال الدكتور حميد. سأنقل أدناه الجزئية التي قالها الدكتور حميد بالصيغة العامية:

يقول حميد عبد الله: أما طنين الذباب اللي اسمعه هنا وهنا فهذا ما يؤثر علي أبد. احنا، واحنا ازغار أهلنا علمونا گالوا إذا كلب يعوي وراك لا ترميه بحجارة لأنه راح يظل يجري ورائك ينبح، من تجاهله وتمشي هو وحده يبطل، خاصة الكلاي المخنثة، مو الكلاب الشرسة، فهذا النباح وهذا الطنين لا ينال شيء، ولن يغرني بشيء، ولا يضرني بشيء.

توضيحنا عن ما قاله الدكتور حميد أعلاه: يا أبو حميد، لو أن طنين الذباب، وعواء الكلاب لم يؤثر عليك، ولا تهابه، لماذا ترد عليهم بهذه القساوة!، ثم، أن أبو جعفر؟ وأبو خالد؟ لا يفهمان كلام البشر، فلذا يجب أن يرد عيهما …؟. أليس نباح الكلاب أفضل من سرد الأكاذيب الرخيصة على الشعب العراقي والعربي؟. وهل، يستحق جندي مجرم كان برتبة نائب عريف وأصبح بين ليلة وضحاها بقدرة رئيسه المجرم فريق أول ركن أن تخصص له كل هذه الحلقات وتجعل منه أن لم نقل بطلاً إنساناً كبقية البشر، مع أنه لم يكن هكذا؟. إن الشعب العراقي الجريح، لم يصدق كيف إنزاحت تلك العائلة المجرمة التي كانت جاثمة على صدره لمدة 35 سنة رأى فيها الويل، تأتي أنت الآن وتنكأ جرحه في كل حلقة من حلقات برنامجك… التي تمجد أو تبرأ فيها بطريقة غير مباشرة نظام نتن وسادي لم يعرف الرحمة ولا الإنسانية!!. يا للعجب، كيف بأكاديمي يخصص من برنامجه ساعات وساعات وهو يتحدث عن نظام قروسطي كان رئيسه صدام حسين، ووزير دفاعه تارة عدنان خير الله، وتارة حسين كامل، وتارة علي كيماوي، و وزير داخليته وطبان، ومدير أمنه العام سبعاوي، ومدير مخابراته برزان، وهكذا بقية قياداته المجرمة مثل، طه جزراوي، مزبان خضر هادي، سعدون شاكر ومن لف لفهم من حثالات الأرض!!!. أهذه دولة! أم كانت شركة خاصة للعائلة!!. ماذا يتصور الدكتور، أن المشاهد ساذج إلى هذا الحد حتى يحشو رأسه بكلام معد سلفا خلف الكاميرا لإيهامه؟؟. إن الدكتور وصف من ينتقده بالمخنث، لو ليس مخنثا، لماذا يقيم في عمان في الأردن؟؟ لماذا لا يقيم في بلده العراق الذي يتشدق به ويتغنى له ليل نهار؟!. إنه يعلم جيداً،هناك العشرات من المحللين والصحفين العراقيين أثبتوا وجودهم الشجاع في بغداد، ولم يغادروها إلى سقيفة بني ساعدة؟، وتلقوا رصاصات العصابات الإرهابية بصدور عارية، وكان آخرهم البطل المقدام (هشام الهاشمي) الذي قال كلمته بصوت عالي ولم يبال أحد ما، ولم يهاب الموت. إن الإعلامي الصادق مع نفسه ومع جمهوره ومشاهديه يقتدي بهذا البطل المقدام و يحذو حذوه دون أن يخاف أحدا.

“الموت نقيا أفضل من الحياة مدنسا”

14 07 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here