في أُمسية [مُلتقى الأَخبار الوطني] على [الواتس آب]؛ قِراءات إِنتخابيَّة!

في أُمسية [مُلتقى الأَخبار الوطني] على [الواتس آب]؛

قِراءات إِنتخابيَّة!

نـــــــــــــزار حيدر

١/ هذه المرَّة لم يتنافس المُرشَّحان في الإِنتِخاباتِ الرِّئاسيَّة الأَميركيَّة على الملفَّات الخارجيَّة، فلقد انصبَّت أَجنداتهِما وحملاتهِما الإِنتخابيَّة على الملفَّات الداخليَّة فقط.

فلم تظهر قضايا الشَّرق الأَوسط كالحربِ على الإِرهاب وملفِّ القُدس وتواجُد القوَّات الأَميركيَّة والنَّوَوي الإِيراني وغيرها من الملفَّات في الحمَلات الانتخابيَّة لكِلا المُرشَّحَينإِلَّا اللَّمَم.

فلقد خيَّمت ملفَّات الإِقتصاد وجائِحة كورونا والتَّأمين الصحِّي والعُنصريَّة وملف قوَّات نفاذ القانون على حمَلاتهِما.

ولذلكَ لم يتعهَّد أَيٍّ منهُما بشيءٍ يخصُّ الشَّرق الأَوسط عموماً والعراق على وجهِ الخصُوص إِلَّا بشَكلٍ عابر.

٢/ تأسيساً على ذلكَ فإِنَّ الملفَّات الداخليَّة ستأخذ حيِّزاً كبيراً لدى الإِدارة الجديدة، الديمقراطيَّة أَقصد، وسوفَ لا تبدأ بالإِهتمام بالملفَّات الخارجيَّة إِلَّا في السَّنة الثَّانيةورُبما الثَّالثة من عمرِها، فالملفَّات الإِنتخابيَّة [الداخليَّة] مُعقَّدة جدّاً وعويصة بحاجةٍ إِلى جُهدٍ إِستثنائيٍّ.

٣/ الكثير من إِنجازات إِدارة الرَّئيس ترامب في الملفَّات السَّاخنة ومنها ملفَّات الشَّرق الأَوسط يرى فيها الديمقراطيُّون أَوراقاً مُهمَّة تنفعهُم في التَّفاوض إِذا ما اقتحمُواالبيت الأَبيض وقرَّرُوا إِعادة النَّظر ببعضِ السِّياسات الخارجيَّة ومنها الملف النَّوُوي والعِلاقة مع الصِّين ورُوسيا وحتى مع أُوربا وكذلك الحرب التِّجاريَّة وملف المناخ، ويُخطئمن يتصوَّر أَن بايدن الرَّئيس سيتنازل عن أَو يُفرِّط بكُلِّ ما حقَّقهُ ترامب الرَّئيس في السِّياسات الخارجيَّة بالمجَّان ومِن دونِ ثمن.

كثيرٌ من هذهِ الإِنجازات شراكةٌ بَينَ الحِزبَين!.

٤/ كلُّ دُول العالَم ستبدأ بإِعادة النَّظر في أَولويَّاتها واهتماماتِها وخياراتِها لتتطابق مع أَولويَّات البيت الأَبيض [الجديد] إِذا اقتحمهُ الديمقراطيُّون بِما يحمي مصالحها.

ولتوضيح الفِكرة أَضربُ مثلاً الرِّياض و [إِسرائيل] ففي الإِنتخابات الماضية كانتا لا ترغبان بفوزِ المُرشَّح الجُمهوري ترامب، وربما بذلتا جهداً لتحقيقِ ذلكَ في واشنطن،ولكن عندما فازَ بالسِّباقِ بادرتا لصفِّ خياراتهِما لتنسجِم مع خَياراتهِ فكانتا من أَكثر مَن إِستفادَ من سياساتهِ لحمايةِ مصالحِهما على مدى السَّنوات الأَربعة التي قضاهافي البيتِ الأَبيض.

٥/ السُّؤَال؛ هل يستطيعُ العراق فعل ذلك؟!.

لحدِّ الآن وبعد مرور [١٨] سنة على التَّغيير لم يُثبت العراقيُّون أَنَّهم قادرُون على فعلِ مثل ذلكَ، ولهذا السَّبب فلقد تتابعت إِدارات ديمقراطيَّة وجُمهوريَّة على البيت الأَبيضمن دونِ أَن ينجحُوا في صفِّ أَولويَّاتهم بما ينسجم مع أَولويَّات واشنطن لحمايةِ مصالحهِم الإِستراتيجيَّة الوطنيَّة العُليا.

وإِذا كانت السِّياسة تعني [فن حمايةِ المصالح] فهذا يعني أَنَّهم لم يشتغِلُوا سياسةً طِوال كلَّ هذهِ المُدَّة!.

فعلى الرَّغمِ من أَنَّ بينَ بغداد وواشنطن إِتفاقيَّة إِستراتيجيَّة شاملة شرَّعها مجلس النوَّاب بقانون، إِلَّا أَنَّ بغداد فشِلت في توظيفِها لحمايةِ مصالحِها نزولاً عند رغبةِ [دُولالجِوار] التي لا تُريدُ لها أَن ترى النُّور بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ لأَنَّها مُجتمعةً لا تُحِبُّ عِراقاً قويّاً مُقتدِراً مُستقِراً ناجِحاً ونامِياً!.

٦/ وإِنَّما تتمكَّن الدُّول من صفِّ أَولويَّاتها بما ينسجم مع أَولويَّات مَن لها مصالح إِستراتيجيَّة معها بثلاثةِ شرُوطٍ؛

أ/ أَن تكونَ دولةً مُتحكِّمة برسمِ السِّياسات والأَولويَّات الوطنيَّةِ.

دَولةٌ لا تهضمَها الدَّولة العميقة أَو تُعرقل سياساتها ميليشيات أَحزاب السُّلطة مثلاً.

ب/ مُؤَسَّسات قويَّة قادرة على تنفيذِ السِّياسات والإِلتزام بالأَولويَّات، لا تُؤَثِّر عليها أَيَّة قُوَّة سَواء داخليَّة أَو خارجيَّة.

ج/ منظُومة أَمن قَومي مُحكمة قادرة على إِظهار أَو إِخفاء ما تريدهُ وما لا تريدهُ الدَّولة حسبَ الحاجةِ والمصلحةِ، فالدَّولة المكشوفة أَمنيّاً تفشل في حمايةِ سياساتهاوأَولويَّاتها.

٧/ على مدى الفترة الزَّمنيَّة التي أَعقبت التَّغيير لم ينجح العراقيُّون قط في أَن يكونُوا هُم المعنيُّون في العِلاقات الإِقليميَّة والدَّوليَّة، فلقد ظلَّ العراق نقطة عبور [ترانزيت] للآخَرين سواء واشنطن أَو طهران أَو عواصِم دُول الخليج.

كما ظلَّ نُقطة عبُور للعِلاقات الدَّولية الدَّوليَّة والدَّوليَّة الإِقليميَّة والإِقليميَّة الإِقليميَّة.

وبذلكَ مرَّت السِّنين مِن دُونِ أَن يُحقِّق إِستقراراً فلقد ظلَّ كالمخرُوطِ يقِف على رأسهِ المُدبَّب، قلقٌ وغَير مُستقر وهَش.

٦ تشرينُ الثَّاني ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here