اهل الاختصاص،

 الدكتور صالح الورداني
———————
هل الدين الة لا يفهمها الا متخصص..؟
وهل لا يمكن فهم الدين إلا بواسطة الفقهاء..
ولا يجوز الخوض في أمور الدين إلا باذن منهم..؟
وهل هم حقا فقهاء وينطبق عليهم مفهوم الفقه..؟
في الوسط السني يواجه الناقد للحالة الدينية السائدة بهذا السؤال: هل أنت من أهل الإختصاص..؟
وفي الوسط الشيعي يواجه بنفس السؤال..
وحتى تتضح الصورة يجب علينا القول انه قد تم احتكار الدين منذ قرون طويلة من قبل الفقهاء..
تم احتكار الدين بمفهومه العام والخاص..
والخاص يعني الشرائع والأحكام وما دون ذلك فهو عام من حق كل مسلم ان يخوض فيه..
مثل قضايا الاختلاف المذهبي والعقائد وحوادث التاريخ والنصوص الروائية ..
إلا انه حتى العام من الدين احتكره الفقهاء أيضا
 وحرمواالخوض فيها من أجل ربط المسلمين بمذهبهم والحيلولة دون تفلتهم من دائرتها ..
والشراءع والأحكام لا يخوض فيها إلا مالك الأدوات..
والأدوات هى الثقافة التشريعية وعلى رأسها فهم اللغة والقرآن..
وليس للرواية دور في مجال التشريع..
إلا ان الفقهاء وأصحاب المذاهب غالوا في الرواية حتى قدموها على القرآن..
وقالوا بجواز نسخ القرآن بالسنة..
وفكرة الناسخ والمنسوخ بدعة كما هو حال فكرة الإجماع..
وليس من الضروري تحصيل الثقافة التشريعية عن طريق الفقهاء..
او الحصول على إجازة منهم للخوض في أمور الفقه والأحكام..
فهذا كله من ابتداع المؤسسات الدينية المدعومة من الحكومات..
ولا أساس له من الدين..
أقول هذا الكلام لأصحاب العمائم الذين اعتبروني من غير أهل الإختصاص..
ولا يجوز لى الخوض في امور الفقه والاحكام..
 و من حق كل مسلم ان يخوض في قضايا الأحكام والتشريع وأن يجتهد طالما كان يملك العلم والخبرة..
وليس الاجتهاد حكرا على هؤلاء الذين يطلق عليهم أهل الإختصاص..
وقد انتفضت الوهابية في وجه السنة ورفضت التقليد..
وعلى الضد من ذلك انتفض من تسموا بالأصوليين عند الشيعة في وجه التيار السائد وقالوا بوجوب التقليد لينقسم المذهب الشيعي إلى اخبار يين واصوليين..
إلا ان الأصوليين عملوا على إرهاب الرافضين للتقليد..
واعتبروا عمل غير المقلد باطل ..
والدين لا يعطيهم هذا الحق..
والسؤال هنا :ماذا فعل أهل الإختصاص للإسلام..؟
هل لديهم سوى قضايا الطهارة والعبادات والنكاح والتحريم والتكفير واحياء المناسبات..
وتحريض الحكام والمسلمين على المتمردين على مذاهبهم والناقدين لهم..
هل يمكنهم أن يضعوا لنا خطة إعلامية او ثقافية لتبديد الأوهام والخرافات والشكوك التي تحوم من حول الإسلام..؟
هل يمكنهم ان يضعوا لنا خطة للنهوض بالمسلمين..؟
بالطبع لا يمكنهم ذلك لأن فاقد الشىء لا يعطيه..
ان هؤلاء ليسو أ باهل اختصاص..
وفكرة الاختصاص الهدف منها الجام العقول والحفاظ على المذاهب وإضفاء الشرعية على احتكار الدين..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here