مقدمو الرعاية يُمثلون شريان الحياة بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد

مقدمو الرعاية يُمثلون شريان الحياة بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد
يُسلط الدكتور حيدر حسون الضوء على أهمية ضمان جاهزية مقدمي الرعاية السريرية وغير السريرية للعناية بمريضات التصلب المتعدد حول الحمل والانجاب
بقلم الدكتور حيدر حسون
العراق: يتصدر الأطباء والممرضون ومقدمو الرعاية طليعة الجهود التي تبذلها أنظمة الرعاية الصحية حول العالم للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، ويقدمون الدعم للمرضى على مدار الساعة لضمان حصولهم على أفضل النتائج الممكنة. ويحمل دور مقدمي الرعاية، لا سيما الممرضين المختصين، في رحلة المرضى المصابين بالتصلب المتعدد على وجه الخصوص، أهمية كبيرة للغاية في فترة انتشار الجائحة. –
أظهرت الدراسة التي اجريناها سنة 2019 وتم توثيقها من خلال بحث شمل كافة محافظات العراق من الشمال الى الجنوب وهي الان في طور النشر، ان العراق شهد زيادة في عدد مرضى التصلب المتعدد للإناث في خلال العقدين الماضيين ، حيث يبلغ متوسط عمر مرض التصلب العصبي المتعدد 30.92 سنة1. ويُعتبر التخطيط المسبق الذي يضمن وجود الدعم أثناء هذه الفترة أمراً محورياً للغاية، لا سيما بالنسبة للسيدات الراغبات بتأسيس عائلاتهن الخاصة. وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية حيث لهذا الموضوع أهمية وأولوية لذلك فإن خطة الرعاية مسألة جوهرية بالنسبة لهؤلاء المرضى؛ إذ يُعد التصلب المتعدد واحداً من الأمراض الانتكاسية التي تنطوي على العديد من المؤشرات غير المتوقعة. فعندما تتعلق المسألة بخوض رحلة الحمل أثناء الإصابة بالتصلب المتعدد، من الضروري اتباع الإرشادات الصحية المعتمدة منذ بدء فترة الحمل. ويلعب الممرضون2 المختصون بمرض التصلب المتعدد دوراً محورياً في تثقيف المرضى ومساعدتهم إلى جانب أسرهم على اكتساب فهم أفضل لمراحل مرض التصلب المتعدد وعلاجه وطرق إدارته وفق معايير علمية. كما تعد إمكانية الوصول إلى الفريق الطبي الصحيح أمراً أساسياً نظراً لما يرافق مرض التصلب المتعدد عادة من قصور في القدرة الحركية3 بسبب الإرهاق والضعف. كما يترافق المرض مع تفاقم حالات أخرى مثل الاكتئاب. ومن جهة أخرى، يُساعد الممرضون ومقدمو الرعاية أيضاً في مراقبة حالة المرضى ممّن يتلقون العلاجات المُعدّلة للمرض لحالات التصلب المتعدد الانتكاسي. وتنطوي هذه العلاجات على أدوية قادرة على عكس منحى تطور التصلب المتعدد والحد من وتيرة أو حدة الانتكاسة.
وفي ضوء زيادة الأدلة حول محدودية خطورة بعض العلاجات المُعدّلة للمرض بالمقارنة مع غيرها بحسب آخر الإرشادات الصادرة بخصوص إدارة حالات الحمل لدى المصابات بالتصلب المتعدد، فمن الصعوبة التنبؤ بحدة أيّ حالة انتكاس قد تمر بها المصابة أثناء فترة الحمل. وتستمر مخاطر حدوث الانتكاس بعد الولادة لمدة تتراوح بين 6-9 أشهر؛ وبالتالي من الضروري أن تتلقى المريضات المساعدة خلال هذه الفترة. وكشفت دراستنا البحثية بأنّ توفير المساعدة على مدار العام الأول كاملاً أسهم في الحد من عدد وأثر تلك الأعراض التي تُعاني منها الأم الجديدة التي مرت بتجارب سابقة من التصلب المتعدد، كما تزيد من قدرتها على أداء وظائفها بشكل طبيعي. وبرغم عدم إمكانية تطبيق هذه المقاربة على الجميع، سيكون تطوير شبكة من المساعدين المحتملين المُمكن توفرهم خلال فترة قصيرة خطوة مفيدة جداً.
ستنطوي رعاية المصابين بالتصلب المتعدد دوماً على درجة معينة من أوجه عدم اليقين، لا سيما في ضوء ما يتسم به المرض ذاته من تعذر القدرة على التنبؤ بسلوكياته. وبرغم المثالية التي تطغى على فكرة إمكانية الوصول إلى فريق من أخصائي الرعاية الصحية من أطباء الأعصاب والمعالجين ونظم الدعم، يُمكن للعائلات ومقدمي الرعاية غير الطبية في واقع الأمر أن يلعبوا دورهم لضمان استقرار حالة المريضة؛ إذ يُعتبر التخطيط وبناء شبكة الدعم أمراً جوهرياً للحد من حالات انعدام اليقين. ومن شأن التثقيف أن يمنح المريضات الوعي بأهمية الدور الذي يلعبنه في إدارة مرض التصلب المتعدد الذي تُعانين منه، وعملنا طيلة الفترة السابقة والحالية لتوفير مواقع خاصة لهم ولمرضى التصلب في مراكزنا على مواقع التواصل الاجتماعي مع مطبوعات مختصرة لإعطاء الارشادات والمشورة خاصة في هذه الفترة الحرجة.
– انتهى –

1.
https://www.karger.com/Article/Fulltext/431042

2.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3882972

3.
https://www.rnpedia.com/nursing-notes/medical-surgical-nursing-notes/multiple-sclerosis

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here