(فلسفة ألزّواج) دمّرت آلعِراق و آلأمّة

(فلسفة ألزّواج) دمّرت آلعِراق و آلأمّة:
ألزّواج ليس مفرخة .. هو أقدس شيئ في المجتمع, و يكفي أن تعرف بأن آلطلاق و هو عكسه هي العملية الوحيدة التي تهزّ عرش الرحمن و لك أن تقيس هجم القضية و مداها .. ألزّواج مؤسسة لنشر المحبة و السلام و ذات أهداف راقية, أهمّها: تربية و بناء الأنسان ألسّوي لخلق مجتمع سويّ و ليس تكثيرهم كما يُفعل ألآن بعد (قضاء حاجة) كما عبّر عنهُ أحدهم و كأنّهم يقضون دورة مياه!

و ليس سهلاً أنْ تعي فلسفة الزّواج كمصنع للتربية في المفهوم الكونيّ لتشكيل المجتمع الحضاري ألرّاقي في دولة كآلعراق لأنّ الآباء و الأجداد أنفسهم يفتقدون مبادئها ولا يدركوا هدفها لقساوة عيشهم و فقدان الامن وظلم الحُكّام وآلشيوخ فتوالت الأجيال على نفس الطراز من القدم وحتى آلآن!

فقد فرّخ العراقيّون عشرات الملايين ليصل نفوسهم اليوم لـ 40 مليون”نسمة” يتّصف الجّميع منذ الولادة بمسحة صداميّة داعشية – هتلرية – قيصريّة تميل لروحية الأنتقام على كل الصعيد؛ لهذا كانوا دائماً يفسدون ويقتلون ألمؤمن ألمتواضع والمفكر و(الفيلسوف)(1) إن ظهر وحتى إهانة و قتل الضّيف(2) .. و صفة الغيبة و السحر و التّكبر على الحقّ مسألة طبيعيّة و محمودة, بل يُعتبر من آلرّجولة في الشارع العراقي و العربي الذي يؤمن بقوة العضلات و المال فقط, ليصير الأرهاب (3) ديدنهم بمعنى الكلام ومحوراً لحياتهم, فلا الزوجة سلمت يوماً من دكتاتورية ألزوج [(الذكر) طبعاً لا ألرّجل لعدم وجوده] و لا الأبناء سلموا من أذى الوالدين, ولا الجّيران و الأصدقاء سلم بعضهم من بعض, و هكذا الأحزاب ألسيّاسيّة الذين سرقوا دولة بآلكامل, فلا الموظف يسْلِمَ من المدير ولا المدير من الوزير ولا آلرئيس من المرؤوس ولا الجندي من الضابط ولا المسؤول من المسؤول عليه ولا التلميذ من المعلم و هكذا صار الجميع يحمل روح الأنتقام كمشروع لهدم السعادة و نشر آلفساد و آلأرهاب و آلتجسس وآلخباثة لتصبح حتى موائدهم مجمع للغيبة و الكذب و النفاق وأكل الحرام.

أما لو أخطأت حتى لأوّل مرّة و بآلصّدفة .. فأنّ أبواب الأنتقام مشرّعة و الحدود العشائرية و الحكومية و الشخصيّة قائمة و المقاصل مُهيأة ولا عفو ولا وجود للرّحمة و السّماحة بينهم, بل الخبث و الأنتقام و التنكيل يسري بدمهم حتى الموت ليتحوّل العراق إلى غابة.

و لهذا لا يحكم العدل العراق كما قلت في مقال سابق(4) حتى بوجود الأمام المعصوم(ع) إلا بشرط وهو محاكمة الفاسدين, خصوصاً فساد (ألمتحاصصين) وإنحطاطهم الأخلاقيّ و الفكريّ فالدّعوة بعد ما كانت أمل الأمّة أصبحت نقمة على الأمة بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونهم خصوصاً قياداتهم الأميّة! و سبق أن وصفت حال العراق في أبيات شعرية أيام الشباب في السّبعينات:

إنّي من الوطـن ألذي .. مأساته فوق إحتمالي
و طنٌ رؤى الأنسان .. أرخص فيه من شسع النّعال
ما للشريف بأرضـه .. غير ألمذلّة و الحِبال.
ألعارف ألحكيم عزيز حميد مجيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
(1) لم يلد في العراق فلاسفة و علماء حقيقيين لخدمة الأمة, إنما ظهر علماء درسوا ما أخذوه ممن سبقهم, يعني لم يكن عندنا إنتاج العلم لحد الآن, إلا إستثناآت ففي القرن الماضي ولد فيه فيلسوف واحد هو محمد باقر الصدر الذي إنتهى دوره بعد مقتله على يد صدام, و موت نهجه بسبب الدّعاة الذين إستغلوا إسمه لسرقة أموال الناس و حقوقهم..
(2) قتل الضيف هو أسوء شيئ, لكنه بات عاديّاً بيننا, لأن الضّيف (يدخل أسيراً و يعيش أميراً و يخرج شاعراً), كما يقولون.
(3) (ألأرهاب) لا يعني آلذّبح و القتل ألمباشر بآلسكين أو بطلق ناريّ فقط و كما فعله صدام و داعش و أخواته؛ بل كلّ ظلم و تهديد للمقابل أو تخويفه أو أكل حقّه أو حتى شزره بنظرة أو بإشارة تُعتبر غيبة و خباثة وإرهاب, أو سرقة أو بهتان أو تهمة أو كتابة تقرير ضدّه أو حتى إستلام منصب بآلمحاصصة و الواسطة أو التحالف و التآمر أو راتب بغير حقّ و بلا مقابل و كما الحاصل في العراق؛ كل هذا هو إرهاب بآلصّميم وظلمٌ يُولد ضلامات ويمتدّ ليصيب الأجيال القادمة المسكينة كطبيعة للذنوب لأنّ الذنب كآلذنب يمتد مع الزمكاني. (1) لا أمل حتى لو حكم المعصوم, عبر الرابط التالي:

لا أمل بالعدالة حتى لو حكم “ألمعصوم” بعد الذي كان…عزيز حميد مجيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here