تجربة زراعية مغربية بين الأمس واليوم

بقلم: محمد القادري

منذ سنة 2000، ظلت مؤسسة الأطلس الكبير تدعم التنمية في المغرب، حيث اعتمدت منذ ذلك الحين على أساليب وطرق متعددة من أجل وضع خطة طريق للسير بالتنمية المستدامة في البلاد. لقد بدأت كمرحلة أولى بتوعية سكان الجبال والقرى عبر تنظيم تكوينات وورشات تهدف الى تطوير مهارات وقدرات الأفراد في المجتمعات المحلية.


أثناء عملية غرس أشجار مع جمعية الخير دوار بوعياش جماعة أمرصيد بإقليم ميدلت

في مرحلة ثانية، وجهت مؤسسة الأطلس الكبير جهودها إلى تجسيد خططها على أرض الواقع عبر تنفيذ مشاريع تهدف إلى دعم التنمية المستدامة ومساعدة االنَّاس على تحقيق ذاتهم وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.

استمرت رحلة المؤسسة في البحث عن مشاريع تنموية بمعية شركائها. كما تم إشراك الساكنة المحلية باعتبارها فاعلا محوريا في التنمية. حيث قامت المؤسسة بإطلاق مشروع التشجير في البوادي والجبال مع شركائها  نظرا لأهميته البالغة سواء من الناحية البيئية كمحاربة بعض الظواهر الطبيعية الضارة كالتصحر والجفاف والترمل والتعرية، أو من الناحية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق تحسين المستوى المعيشي للساكنة. 

وفي هذا الإطار، انخرطت هذه السنة ضمن فريق المؤسسة المكلف بتوزيع ومراقبة الأشجار المثمرة ضمن برنامج غرس بليون شجرة، والذي يشمل جل أقاليم المملكة المغربية.

لقاء تواصلي مع أعضاء جمعية أورتي بجماعة ايت عياش بإقليم ميلدلت

وتعتبر  سيمنس غاميسا للطاقات المتجددة Siemens Gamesa Renewable Energy من بين شركاء المؤسسة في ميدان التشجيع على ثقافة التشجير، وذلك عبر دعمها لتوزيع الأشجار المثمرة على الفلاحين. حيث وقفت المؤسسة بشراكة ودعم من شركة سيمنس غاميسا للطاقات المتجددة على توزيع ما مجموعه 6365 شجرة قُدِّمت من طرف نفس الشريك–  س.ك.ط.م. – لدعم إغاثة COVID) موزعة بين لوز، خروب، جوز، رمان، وزيتون استفادت منها ساكنة اقاليم بوجدور، الصويرة، ازيلال، وميدلت.

اما فيما يخص 2235 شتلة استفاد منها  فلاحو جماعة سيدي بولخلف دوار ايت توتلين، ثم تلتها عملية مماثلة بإقليم ميدلت يوم الأحد الموافق ل 14 مارس 2021، حيت انطلقت رحلتنا من مدينة وزان بعدما انتهينا من مهمة توزيع وغرس الأشجار مع تلاميذ المنطقة داخل أسوار المؤسسات التعليمية. ولقد استهدف برنامج غرس بليون شجرة التلاميذ خاصة لتوعيتهم بمدى أهمية هذه العملية بصفتهم فئة حساسة وحاملة لمشعل التقدم في أي مجتمع.

 ومن ثم بدأ العمل بعقد لقاءات تواصلية مع جمعيات المجتمع المدني، ونخص بالذكر جمعية الخير بجماعة أمرصيد دوار بوعياش، حيث شرع الفريق بإعطاء نبذة حول مؤسسة الاطلس الكبير مبرزا اختصاصاتها ومجالات اشتغالها، تلتها مرحلة الشروع في غرس الأشجار بمعية الأعضاء مع احترام التدابير الاحترازية التي وضعتها المملكة جراء تفشي وباء كورونا.

صورة جماعية مع أعضاء جمعية أورتي دوار تالخاضيرت جماعة أيت عياش إقليم ميدلت

مرت العملية في أجواء سادها تقاسم تجارب المؤسسة فيما يخص عملية الغرس وطرقها التقنية الصحيحة. وكذلك كان الحال في جماعة أيت عياش وبالضبط بدوار تالخاضيرت، حيت كانت لأجواء الاستقبال طعم خاص بأرض تابعة لمكتب الجمعية تقدر مساحتها ب 10 هكتارات مجهزة بطرق حديثة لغرس وسقي الأشجار المثمرة (عن طريق نظام الضخ والري العصري) تطغى عليها أشجار التفاح بمحاذاة الجبال المجاورة المكسوة بالثلوج والتي أضفت على المكان رونقا وجمالية خاصة.

 كالعادة تميز النشاط بحضور أعضاء الجمعية، وكانت البداية بحصة تعارف، وإبراز اختصاصات كل من الجمعية والمؤسسة، لننتقل بعدها الى ورشة توزيع وغرس الأشجار مع الساكنة بحصة أشجار بلغت 1200 شجرة موزعة بين زيتون ورمان.

ختاما، أوجه الشكر الى مؤسسة الأطلس الكبير وشركائها، وإلى أعضاء جمعية الخير وجمعية أورتي على حسن استقبالهم، ثم إلى كل من ساهم بكل صغيرة وكبيرة من أجل انجاح هذا الحدث الذي يحمل أهدافا ذات غاية كبرى سواء على المستوى البيئي، من خلال إحياء هذا الإرث الذي بدأ بالاندثار، أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من خلال تشجيع الاقتصاد التضامني لتوليد الدخل لدى الفلاحين الصغار بالمنطقة.

محمد القادري منسق برامج في مؤسسة الأطلس الكبير، حيث يعمل مع المجتمعات الزراعية أثناء قيامهم بغرس ومراقبة الأشجار المثمرة المحلية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here