اللعب الرخيص على أوتار عواطف الفقراء

اللعب الرخيص على أوتار عواطف الفقراء

بقلم مهدي قاسم

تُثار في أوساط ساسية ومسؤولين سابقين وحاليين ، زعماء ونوابا ، ضجة وهرجة من مطالبات بإعادة السعر السابق للدينار مقابل سعر الدولار من أمثال مقتدى الصدر و المالكي وحيدر العبادي وغيرهم ، كحركة معروفة من محاولة بائسة لكسب عواطف الشارع العراقي وتأييده ، و خاصة كسب ميله الانتخابي ، لا اكثر ولا الأقل ، وذلك لقرب موعد الانتخابات المقبلة في الشهور القادمة ، أن جرت إطلاقا !….

علما أن هؤلاء الساسة الفاشلين كان لهم دورهم في تدمير الاقتصاد الوطني ودفع البلاد إلى حافة الإفلاس شبه محقق بسبب عدم فهم للأمور الاقتصادية والمالية وقوانين اقتصاد السوق ، نؤكد مجددا ، بدون أي فهم لقوانين وأنظمة السوق المتحكمة بأمور الصادرات و الاستيراد و بعموم الأنشطة التجارية و الاقتصادية والمالية التنموية وبطبيعة وأسباب و دوافع ومحفزات نموها وازدهارها ، والتي يُفترض أنها من اختصاص رجال المال و الاقتصاد المهنيين بامتياز من ذوي الخبرة الطويلة والنزاهة المشهودة و الذين كان يجب أن يناط بهم إدارة أمور وشؤون الاقتصاد والمالية والتجارة الداخلية والخارجية، وليس بساسة ساذجين و مسؤولين فاشلين وفاسدين ، وذلك وفقا لمحاصصة طائفية لتقسيم المناصب والمسؤوليات..

فمن المعروف أن سياسة رفع أسعار العملة المحلية أو تخفيضها يجب أن تكون ذات صلة مرتبطة بمجمل الوضع الاقتصادي للبلد ــ مثلما أسلفنا ــولا سيما منها المالية و التجارة الداخلية والخارجية وبمدى حجم الصادرات والاستيراد ، وفيما إذا كانت عملية رفع سعر العملة المحلية وتخفيضها ستساهم في عملية زيادة الصادرات و بفوائد مالية بالعملة الصعبة وهل ستنشّط حركة السوق المحلي بشكل عام ودعم النقص الحاصل في ميزانية المدفوعات و غير ذلك على حد سواء أم لا ؟..

إذن فإن مسأله رفع أو تخفيض سعر العملة المحلية ليست مسألة مزاج أو قرار عاطفي أو رغبة شخصية أم غير ذلك ، مثلما يحاول هؤلاء الساسة وأحزابهم الفاسدة للتظاهر بالحرص الوطني أو الدفاع عن حقوق الفقراء مطالبين بإعادة سعر الدينار مما كان عليه سابقا أو الإقدام على تخفيض قيمته قبل شهور بدون دراسة ميدانية موسعة من قبل خبراء مال و اقتصاد ..

هذا دون أن نضيف إلى أن هؤلاء الساسة والزعماء لو يهمهم أمر قوة وقيمة سعر الدينار العراقي وعافيته ومتانته الاقتصادية فما عليهم إلا إرجاع تلك العشرات مليارات من الدولارات التي نهبوها من خزينة الدولة بذريعة إن صاحبها “مجهول ” !!، و بإفتاء من بعض رجال الدين والمراجع ، ليعود الدينار قويا و متعافيا في موازاة العملات الصعبة الأخرى ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here