آبار بلا حماية.. ونفط مباح للسرقة والتهريب في كركوك

كركوك/ علي العزاوي

في أطراف كركوك، ثمة آبار تخلو من الحماية وهي عرضة للاستهداف من قبل مجاميع إرهابية، وأخرى عرضة لعمليات التهريب.

وتفتقر الآبار النفطية في غالبيتها الى الحماية اللازمة من قبل شرطة النفط التي تتبع وزارة الداخلية، وقوات أخرى منتشرة في محيط تلك الآبار.

وسجلت محافظة كركوك خلال العام الحالي نحو خمسة اعتداءات على آبار النفط، اكبرها تفجير بئرين في حقول الخباز النفطية والتي بقيت لأيام تحترق بعد تفجيرها من قبل عناصر تنظيم داعش الارهابي.

وما زالت القوات العراقية تعتمد على الاساليب التقليدية في حماية الآبار النفطية في كركوك وصلاح الدين، حيث توجد عشرات الآبار في حقول عجيل وعلاس خالية من أي حماية ويستطيع أي شخص ان يسرق ويهرب النفط الخام، وهو مباح لمن يرغب بالسرقة لخلو المنطقة من الحماية الكافية. وأعلنت السلطات الأمنية في كركوك، إحباط عمليات تهريب للنفط من محافظة كركوك (250 كيلومترا شمال البلاد)، من دون ان توضح الجهات المتورطة بالعملية، لكن مسؤولين لمّحوا الى ان فصائل وجماعات مسلحة تنشط في كركوك تقف وراء عمليات التهريب. وقال مصدر مسؤول لـ(المدى) إن “الاستخبارات العسكرية وبالتنسيق مع قسم استخبارات المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك (المسؤول عن امن المحافظة)، تمكنت من إحباط عملية تهريب 36 ألف لتر من النفط الخام من المحافظة”، مبينة ان “العملية جاءت استكمالا لمهامها في ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة والمهربين”.

وأشار المصدر، إلى ان “العملية تمت استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، تؤكد وجود صهريج محمل بـ36000 لتر من النفط الخام المهرب، في منطقة ساقزلي في ضواحي محافظة كركوك”، مؤكدة انه “تم احباط عملية التهريب والقبض على الشاحنة وسائقها وسيارة مرافقة لها”.

واكد ان “قوة ثانية تمكنت من احباط تهريب شاحنة من اصل 12 شاحنة كانت معدة للتهريب في قضاء الدبس شمال غرب كركوك حيث تمكنت قوة من الجيش والحشد الشعبي من ضبط صهريج محمل بالنفط الخام وكان معدا للتهريب وان عملية التهريب التي جرى إحباطها هي الثانية من نوعها في اقل من اسبوعين.

وأضاف ان “استمرار عمليات التهريب من دون تحرك الحكومة لإنهائها يتسبب بخسائر مالية كبيرة، الأمر الذي يستدعي عدم إهمال الملف”.

ودعا وكيل وزارة النفط كريم حطاب جعفر، وزارتي الدفاع والداخلية، الى تأمين الحماية للآبار النفطية في محافظة كركوك، بعد استهدافات متكررة للآبار والحقول النفطية في كركوك. وقال جعفر لـ(المدى) إنه “على وزارتي الدفاع والداخلية والاستخبارات ان تكون يقظة بما يخص حماية الآبار النفطية لأنها ثروة بلد، وما حدث من استهداف لحقول باي حسن ولبئرين نفطيين بحقول الخبازة النفطية جنوب غرب كركوك ليس ببعيد عن محيط الحقل النفطي حيث توجد نحو خمس قرى داخل الحقل النفطي و25 قرية في محيط هذا الحقل وعلى القوات الامنية العمل على تنظيف المنطقة من الجيوب وتوفير الحماية للحقل النفطي”. واضاف انه “لا يمكن القبول بتكرار الاعتداءات، فنحن نعمل مع القوات الامنية على وضع خطة جديدة لحماية الآبار النفطية في كركوك وصلاح الدين ومنع تكرار الاستهداف”. ويعد ملف تهريب النفط في العراق من الملفات الشائكة، اذ كان تنظيم داعش يعتمد على التهريب في المحافظة والمحافظات الأخرى التي سيطر عليها في السنوات السابقة، بالحصول على اموال طائلة انعكست على قوته العسكرية، فيما سيطرت المليشيات المسلحة بعد تحرير تلك المحافظات على آبار نفطية كثيرة، وبدأت إدارة التهريب المنظم فيها.

من جهته قال الخبير الاقتصادي علي خليل لـ(المدى) إن “موضوع الآبار النفطية في كركوك يحتاج الى اعادة هيكلة للقوات التي تتولى حماية المواقع النفطية لانها هي من تتولى حماية المواقع النفطية وسجلت كركوك نحو خمسة تفجيرات استهدفت المواقع النفطية هذا العام وهناك مواقع تخلو من اية حماية في اطراف قضاء الدبس باتجاه حقول باي حسن النفطية وحقول هافانا شمال غربي كركوك”.

وتابع ان “آبار نفطية في حقول علاس وعجيل هي الاخرى تحتاج الى وجود حماية وهناك اكثر من 30 بئرا نفطية خالية من الحماية ومن السهل جدا ان تقوم بالسرقة او حتى الاستهداف لأنها في منطقة محاذية لسلسلة جبال حمرين واخرى تشهد نشاطا واضحا لعصابات داعش الارهابية”.

ويقدر الاحتياطي النفطي الموجود في كركوك بحوالي 13 مليار برميل، اي أنه يشكل حوالي 12% من اجمالي الاحتياطي العراقي من النفط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here