مراقبون: انفجار النجف ينذر بصراع جديد يشعل القتال بين الفصائل الولائية

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تظهر سقوط صاروخ على معسكر تخزين سلاح تابع لإحدى فصائل الحشد الشعبي في محافظة النجف، وبحسب مراقبين فإن هناك صراع بين الفصائل المسلحة الولائية وغير الولائية، ومن جانب آخر صراع داخل الفصائل الولائية نفسها على السلطة والنفوذ والمال والقيادة، وأن هذا الصراع ينذر بوقوع اقتتال فيما بينها قد يدخل البلاد في دوامة دماء جديدة لن تحمد عقباها.

الصاروخ أطلقته إحدى الفصائل

ويقول الباحث والمحلل السياسي كتاب الميزان، في حديث لـ (باسنيوز)، إن «هناك تضارب في البيانات بين خلية الإعلام الامني والبيان الصادر من معسكر فرقة العباس القتالية التابعة للحشد الشعبي».

ويرى الميزان أن «هذا التضارب يدل على أن طريقة الانفجار ليست عفوية وبسبب ارتفاع درجات الحرارة بل أن هناك أيادي وراء الحادث، وأن المعسكر تعرض إلى القصف بصواريخ الكاتيوشيا».

ويضيف الميزان، أن «هناك صراع جديد يشهده العراق ولأول مرة ما بعد 2003 وهذا الصراع سيكون بين الفصائل، وهو بداية أزمة جديدة تظهر على الساحة».

ويشير الميزان إلى أنه «من المفروض إنهاء مهمة هذه الفصائل مع انتهاء عمليات التحرير ودمجها مع المؤسسة العسكرية والأمنية لتجنب الاقتتال والصراع».

ويتابع الميزان، أن «إيران تواجه مشكلة كبيرة مع هذه الفصائل لأنها تمردت على طهران»، مستدركاً أن «قآاني لا يمتلك نفوذ وسلطة قاسم سليماني على تلك الفصائل ولذلك لجات إيران إلى تكوين مجموعات صغيرة».

ويستبع كتاب الميزان، «وقوع حرب شيعية»، مستدركاً «إلا أنه قد نشهد قريباً اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة، علماً أن هذه الفصائل لا تمثل المكون الشيعي وإنما تمثل مصالحها وأجنداتها الخاصة بها».

وأعلنت (فرقة الإمام علي) القتالية، في بيان صحفي، تابعته (باسنيوز)، عن تشكيل لجنة مختصة من قيادة عمليات الفرات الأوسط (حشد شعبي) للوقوف على تداعيات التفجيرات التي استهدفت معسكر الديوك الذي يقع على بعد 20 كم غرب النجف.

بينما أكد مصدر أمني في النجف، أن استهداف مستودع الأسلحة بصاروخ كاتيوشا أدى إلى انفجار كبير داخل المستودع مع انطلاق بعض الصواريخ التي كانت مخزنة فيه على المناطق المجاورة.

لافتاً إلى أن، المستودع تابع لميليشيا (فرقة الإمام علي)، ويعتقد أن ميليشيا (كتائب الإمام علي) هي من قامت باستهداف المستودع نظراً لتصاعد الخلافات بشكل كبير بين الجانبين خلال الفترة الأخيرة.

وغردت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ومديرة العلاقات العامة لأكاديمية اتحاد العلماء العرب، زهراء الحسن في تويتر قائلة، إن «حريقاً التهم مخزن سلاح وعتاد لميليشيا الإمام علي التابعة للحـشد الشعـبي»، مؤكدة أن «الانفجار ناجم عن قصف صاروخي تعرض له مخزن العتاد».

خلافات تهدد وحدة البيت الشيعي

ويذكر مركز الإمارات للسياسات في قراءة نشرته على موقعها وتابعته (باسنيوز)، أن الفصائل الولائية المرتبطة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، «تحولت إلى قوة موازية للدولة العراقية، فضلاً عن طرح نفسها ممثلاً رئيساً للحالة الشيعية في العراق، إلا أن هذا الصعود شابتهُ تحديات كبيرة بعد اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني / يناير 2020، إذ ظهرت خلافات ضمن الفصائل الولائية أخذت في تهديد وحدة البيت الولائي من جهة، والاستقرار السياسي والأمني في العراق من جهة أخرى».

مشيراً إلى أن «الفراغ القيادي الناجم عن مقتل سليماني والمهندس، لعب دوراً مهماً في تأطير حركة هذه الفصائل، وحالة عدم الاستقرار السياسي التي مرّ بها العراق، وتحديداً في مرحلة ما بعد اندلاع احتجاجات (تشرين) 2019، ناهيك عن بروز التنافس بين قيادات الفصائل الولائية، سواءً على مستوى انتزاع مركزية القرار الفصائلي مع إيران، أو تصدُّر المشهد السياسي في العلاقة مع الحكومة العراقية، أو في تبني مشهد المواجهة مع الولايات المتحدة في العراق، إضافة إلى ستشراء الخلافات واشتداد الصراعات بين الفصائل الولائية على المكاسب المالية والمصالح الاقتصادية».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here