دروس من خطب ومواعظ سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام

دروس من خطب ومواعظ سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام

أسامة النجفي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليك يا قتيل الله و ابن قتيله السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات و الارض اشهد ان دمك سكن في الخلد و اقشعرت له اظلة العرش و بكي له جميع الخلايق و بكت له السموات السبع و الارضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من يتقلب في الجنة و النار من خلق ربنا و ما يري و ما لا يري اشهد انك حجة الله و ابن حجته و اشهد انك قتيل الله و ابن قتيله و اشهد انك ثار الله و ابن ثاره و اشهد انك وتر الله الموتور في السموات و الارض و اشهد انك قد بلغت و نصحت و وفيت و اوفيت و جاهدت في سبيل الله و مضيت للذي كنت عليه شهيدا و مستشهدا و شاهدا و مشهودا.
(مقطع من زيارة الحسين عليه السلام للامام جعفر الصادق عليه السلام)

إن كنتَ محزوناً فما لك ترقدُ‏ هلاّ بكيتَ لمن بكاه محمدُ‏
هلاّ بكيتَ على الحسين وأهلهِ‏‏ إن البكاء لمثلهم قد يُحمَدُ‏
لتضعضع الإسلام يوم مصابه‏‏ فالجود يبكي فقدَه والسؤددُ‏
فلقد بكته في السماء ملائكٌ‏‏ زُهرٌ كرامٌ راكعون وسجَّدُ‏
لم يحفظوا حق النبي محمدٍ‏ إذ جرّعوه حرارةً ما تبردُ‏
قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه ‏ فالثُكلُ من بعد الحسين مُبرَّدُ‏
كيف القرار وفي السبايا زينبٌ‏‏ تدعو بفَرط حرارةٍ: يا أحمدُ‏
هذا حسينٌ بالسيوف مبضَّعٌ ‏ متلطخٌ بدمائه مستشهَدُ‏
عارٍ بلا ثوبٍ صريعٌ في الثرى‏‏ بين الحوافر والسنابك يُقصَدُ‏

(من قصيدة دعبل الخزاعي في رثاء سيد الشهداء (ع))

في ذكرى استشهاد ابي الاحرار والشهداء عليه السلام نذكر بعضا من خطبه ومواعظه للفائدة نقلتها من بعض الكتب. لتكون درسا مفيدا لنا في التضحية والبطولة والاخلاق والتوكل على الله وبذل كل شئ عزيز في سبيله . والله ولي التوفيق.

1. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ حين‌ عزم‌ علي‌ الخروج‌ إلي‌ كربلاء :

لَمَّا عَزَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَي‌ الْخُرُوجِ إلَي‌ الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً ، فَقَال‌ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ مَاشَاءَ اللَهُ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ ؛ وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَي‌ رَسُولِهِ . خُطَّ الْمَوْتُ عَلَي‌ وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلاَدَةِ عَلَي‌ جِيدِ الْفَتَاةِ . وَمَا أَوْلَهَنِي‌ إلَي‌ أَسْلاَفِي‌ اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إلَي‌ يُوسُفَ . وَخُيِّرَ لِي‌ مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيهِ ؛ كَأَنِّي‌ بَأَوْصَالِي‌ تَتَقَطَّعُهَا عُسْلاَنُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلاَءَ ؛ فَيَمْلاَنَ مِنِّي‌ أَكْرَاشاً جُوفاً ، وَأَجْرِبَةً سُغْباً . لاَ مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ . رِضَا اللَهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ نَصْبِرُ عَلَي‌ بَلاَئِهِ ، وَيُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ. لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لُحْمَتُهُ ، وَهِي‌َ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي‌ حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، تَقِرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَيُنْجَزُ لَهُمْ وَعْدُهُ . مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلاً مُهْجَتَهُ ، وَمُوَطِّناً عَلَي‌ لِقَاءِ اللَهِ نَفْسَهُ ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا ؛ فَإنَّنِي‌ رَاحِلٌ مُصْبِحاً إنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَى .

(اقول :لاحظوا كيفية اشتياق‌ سيّد الشهداء للقاء الله‌ و رسوله‌، و خطبته‌ للدعوة‌ إلی‌ لقاء الله‌ على مايحب الله. نعم كان‌ سيّد الشهداء عاشقاً للشهادة موطنا نفسه الشريفة عليها)

2. كلام‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌ استعداده‌ للشهادة‌

حين‌ اعترض‌ الحرّ بن‌ يزيد الرياحيّ و جيشُهُ الحسينَ عليه‌ السلام‌ فمنعوه‌ عن‌ متابعة‌ المسير، حتّي‌ أنـّهم‌ منعوه‌ عن‌ العدول‌ و الانحراف‌ في‌ مسيره‌؛ َقَامَ الْحُسَيْنُ خَطِيبَاً فِي‌ أَصْحَابِهِ فَحَمِدَ اللهَ وَ أَثْني‌’ عَلَيْهِ وَ ذَكَرَ جَدَّهُ فَصَلّي‌’ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إنّه‌ قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنَ الاْمْرِ مَا قَدْ تَرَونَ؛ وَ إنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَاسْتَمَرَّتْ جَذَّاءَ، وَ لَمْ تَبْقَ مِنْهَا اِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإنَاءِ، وَ خَسِيسُ عَيشٍ كَالْمَرْعَي‌’ الْوَبِيلِ؛ أَلاَ تَرَوْنَ إلَي‌’ الْحَقِّ لاَ يُعْمَلُ بِهِ، وَ إلَي‌’ الْبَاطِلِ لاَ يُتَناهي‌’ عَنْهُ؛ لِيَرْغَبِ الْمُؤمِنُ فِي‌ لِقَاءِ رَبِّهِ مُحِقَّاً، فَإنِّي‌لاَ أَرَي‌’ الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً وَالْحَيو’ةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّ بَرَمَاً.

(اقول : وهذا درس مفيد لنا ان يكون الانسان مستعدا للقاء الله تعالى ممتثلا لاوامره وان يكون مصرا على المضي في طريق الحق متوجها الى الله تعالى في ذلك ولاتاخذه في الله لومة لائم وان يتحمل لذلك ويصبر لانه بعين الله تعالى. واذا كانت الحياة مع الظالمين موجبة لهتك حرمة المؤمن او سببا لانحراف الاسلام على يد الظالمين فلامرحبا بها: فَإنِّي‌لاَ أَرَي‌’ الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً وَالْحَيو’ةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّ بَرَمَاً. نعم كان‌ ابو عبد الله عليه السلام يرتجز في‌ الحرب‌ حين‌ يحمل‌ علي‌ جيش‌ الاعداء فيقول‌ : الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ وَالْعَارُ أَوْلَى‌ مِنْ دُخُولِ النَّارِ )

3. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أصحابه‌ و أصحاب‌ الحرّ :

نُقل‌ عن‌ الطبري‌ (المؤرخ الشهير)أنّ الحسين‌ عليه‌ السّلام‌ خطب‌ أصحابه‌ وأصحاب‌ الحرّ في‌ «البَيْضَة‌» (على طريق كربلاء) : فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ؛ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ! إنّ َرَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ : مَنْ رَأَي‌ سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلاّ لِحُرَمِ اللَهِ ، نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَهِ ، مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، يَعْمَلُ فِي‌ عِبَادِاللَهِ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، فَلَمْ يُعَيِّرْ (او يُغَيِّرْ) عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلاَقَوْلٍ ؛ كَانَ حَقّاً عَلَي‌ اللَهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ . أَلاَ وَإنَّ هَؤُلاَءِ قَدْلَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَي‌ْءِ ، وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَهِ ، وَحَرَّمُوا حَلاَلَهُ ؛ وَأَنَا أَحَقُّ مِنْ غَيْرٍ مَنْ غَيَّرَ ؛ مَنْ عَيَّرَ. وَقَدْ أَتَتْنِي‌ كُتُبُكُمْ ، وَقَدِمَتْ عَلَي‌َّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لاَ تُسَلِّمُونِي‌ وَلاَ تَخْذُلُونِي‌ ؛ فَإنْ تَمَمْتُمْ عَلَي‌ بَيْعَتِكُمْ تُصِيبُوا رُشْدَكُمْ . فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ٍّ ، وَابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ نَفْسِي‌ مَعَ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَهْلِي‌ مَعَ أَهْلِيكُمْ ؛ فَلَكُمْ فِي‌َّ أُسْوَةٌ . وإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتِي‌ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ، فَلَعَمْرِي‌ مَا هِي‌َ لَكُمْ بِنُكْرٍ ؛ لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي‌ وَأَخِي‌ وَابْنِ عَمِّي‌ مُسْلِمٍ . وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَـرَّ بِـكُمْ ؛ فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ؛ وَنَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ ؛ وَ مَن‌ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي‌’ نَفْسِهِ. وَسَيُغْنِي‌ اللَهُ عَنْكُمْ . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ .

(اقول نستنتج من كلام سيد الشهداء عليه السلام ان الساكت عن الحق شيطان اخرس وان الظلم يحيا بالسكوت وان الانسان محاسب اشد الحساب امام الله تعالى اذا لم يغير ما على الظالم بفعل ولا قول و كان حقا على الله أن يدخله مدخله.)

4. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء وماجرى بعدها:

أَيُّهَا النَّاسُ ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌ ، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ ! فَإن ْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ ! وَإنْ لَم ْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ’بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ’لِحِينَ .
ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌ ، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌ ، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌ ، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌ .ثمّ قال‌ : أمّا بعد ، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا ، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟! ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟! أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟! أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌ ، وإنْ كذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌ . سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌ ، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ . أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌ لعنه الله: هو يعبد اللهَ علي ‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌ .

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر (من انصار الحسين ع) : واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌ ، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌ ، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌ . ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌ : فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌ ، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌ . وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌ : يا شبث‌ بن‌ ربعيّ ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌ ! ويا يزيد بن‌ الحارث‌ ! ألم‌ تكتبوا إليّ : أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ لعنه الله : ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.

(اقول : لاحظوا عزة وكرامة الحسين وحرمة ان يذل المؤمن نفسه. وعن الامام الصادق عليه السلام -ما مضمونه- بأن الله تعالى فوّض أمور المؤمن إلى نفسه، ولكن لم يفوض إليه أن يذل نفسه. وايضا كان الامام سلام الله عليه هنا يلقي الحجة البالغة عليهم من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من الكثير ممن غرر بهم وخدعوا).

5. بكاء الحسين عليه السلام على اعدائه

ينقل ارباب المقاتل انه حينما بقي الحسين وحيدا يلقي تارة نظرة إلى مخيم النساء وتارة ينظر إلى القوم الذين احتوشوه استعدادا لقتله ويبكي ! فسألته أخته زينب لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي.

(اقول وهاهنا تتجلى الرحمة الالهية باعلى صورها.لقد كان كان القلب المقدس لابي عبد الله عليه السلام وهو قلب عالم الامكان يمثل التجلي الكامل للرحمة الهية التي تسع الجميع. فكما ان رحمة الله وسعت كل شئ , كالشمس التي تشرق على البرار والاشرار فكذلك كان قلب الحسين (عليه السلام) الذي امتلأ علماً ورحمه وعفواً على اعدائه لعظم ما يقدمون عليه من معصية الله سبحانه وتعالى و قبل ان يقع القتال والسيف لانهم كانوا لا يزالون في فسحة من العودة الى الحق والتوبة )

6. خطبة‌ الإمام‌ الغرّاء يوم‌ عاشوراء

روي‌ السيد ابن‌ طاووس‌ (رض) في كتابه اللهوف الخطبة‌ الغرّاء التالية‌ عن‌ سيّدالشهداء عليه‌ السلام‌ خطبها يوم‌ عاشوراء ، بهذا المضمون‌ :

قالَ الرَّاوي‌ : وَرَكِبَ أَصْحَابُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَهُ ، فَبَعَثَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بُرَيْرَ بْنَ خُضَيْرٍ فَوَعَظَهُمْ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعُوا وَذَكَّرَهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا .

فَرَكِبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَاقَتَهُ ـ وَقِيلَ فَرَسَهُ ـ فَاسْتَنْصَتَهُمْ فَأَنْصَتُوا. فَحَمِدَاللَهَ ، وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ؛ وَصَلَّي‌ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَي‌ الْمَلاَئِكَةِ وَالاْنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ؛ وَأَبْلَغَ فِي‌ الْمَقَالِ ؛ ثُمَّ قَالَ:

تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي‌ أَيْمَانِكُمْ ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَي‌عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَي‌أَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ ! فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي‌ ! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ !

فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ ! وَمُحَرِّفِي‌ الْكَلِمِ ! وعُصْبَةَ الآثَامِ ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي‌ السُّنَنِ ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟! أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ ! أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ! يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ . أَلاَ وَإنِّي‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ . ثُمَّ أَوصَلَ كَلاَمَهُ بِأَبْيَاتِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِي‌ِّ :

فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا

وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا

إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا

فَأَفْنَي‌ ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي‌ كَمَا أَفْنَي‌ الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا

فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا

فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَي‌ الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا

ثُمَّ أَيْمُ اللَهِ لاَ تَلْبَثُونَ بَعْدَهَا إلاَّ كَرَيْثِمَا يُرْكَبُ الْفَرَسُ ، حَتَّي‌ تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَي‌ ! وَ تَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ ! عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَي‌َّ أَبِي‌ عَنْ جَدِّي‌ ؛ فَأَجْمِعُو´ا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ !إِنِّي‌ تَوَكَّلْتُ عَلَي‌ اللَهِ رَبِّي‌ وَ رَبِّكُم‌ مَا مِن‌ دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي‌ عَلَي‌’ صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ .
اللَهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ؛ وَابْعَـثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني‌ يُوسُفَ ؛ وَسلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيفٍ ! فَيَسُومَهُمْ كَـأْساً مُصَبَّرَةً ؛ فإنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا وَأَنْتَ رَبُّنَا ! عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أَنَبْنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ !

(اقول : لاحظوا توكل ابو الشهداء المطلق على الله والاعتصام به في هذا الظرف الرهيب مع علمه ان القوم قاتليه لا محالة وهذا من اعظم الدروس لنا في وجوب الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى والدعاء وتفويض الامر اليه مطلقا وفي اي ظرف.)

7. يروي الشيخ‌ الصدوق رحمه الله في‌ كتاب‌ «معاني‌ الاخبار» عن‌ أبي‌ جعفر الجواد، عن‌ آبائه‌ عليهم‌ السلام‌، عن‌ عليّ ابن‌ الحسين‌ عليهما السلام‌: لَمَّا اشتَدَّ الامْرُ بِالحُسَيْنِ بنِ علی بنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عليه‌ السَّلامُ نَظَرَ اِلَيْهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَاذَا هُوَ بِخِلاَفِهِمْ؛ لاِنَّهُمْ كُلَّمَا اشتَدَّ الاْمْرُ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ، وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ، وَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه‌ السلامُ وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تَشْرَقُ أَلْوَانُهُمْ، وَ تَهْدَأُ جَوَارِحُهُمْ، وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أُنْظُرُوا لاَ يُبَالِي‌ بِالْمَوتِ! فَقَالَ لَهُم‌ الْحُسَينُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: صَبْراً بَنِي‌ الْكِرَامِ! فَمَا الْمَوتُ اِلاَّ قَنْطَرَةٌ تَعْبُر بِكُمْ عَنِ الْبُؤسِ وَ الضَّرّاءِ اِلَي‌’ الْجِنَانِ الْوَاسِعَةِ وَ النَّعِيمِ الدَّائِمَةِ. فَأَيُّكُمْ يَكْرَهُ أَن‌ يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ الی قَصْرٍ؟
وَ مَا هُوَ لاِعَدَائِكُمْ اِلاَّ كَمَنْ يَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ الی سِجْنٍ وَ عَذَابٍ. إِنَّ أَبِي‌ حَدَّثَنِي‌ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ الْمَوتُ جِسْرُ هَؤُلاَءِ الی جَنَّاتِهِمْ، وَ جِسْرُ هُؤلاَءِ الی جَحِيمِهِمْ، ما كَذِبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ.

(واقول انا العاصي اقول ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما)

8. نداء الإمام الحسين ‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أتباع‌ شيعة ال‌ أبي‌ سفيان‌ يوم عاشوراء

يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي‌ سُفْيَانَ ! إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ ، وَكُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي‌دُنْيَاكُمْ ! وَارْجِعُوا إلَي‌ أَحْسَابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرْباً كَمَا تَزْعُمُونَ ! فناداه‌ شمر : ما تقولُ يا ابنَ فاطمة‌ ! قال‌ : أنا الذي‌ أقاتلكم‌ والنِّساءُ ليس‌ عليهنّ جُناح‌ فامنعوا عُتاتكم‌ عن‌ التعرّض‌ لحرمي‌ ما دمتُ حيّاً . قَالَ اقْصُدُونِي‌ بِنَفْسِي‌ وَاتْرُكُوا حَرَمِي‌ قَدْ حَانَ حِينِي‌ وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ فقال‌ شمر : لك‌ ذلك‌ ! وقصده‌ القوم‌ ، واشتدّ القتال‌ وقد اشتدّ به‌ العطش‌ . ثمّ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ رجع‌ إلي‌ الخيمة‌ وودّع‌ عياله‌ ثانياً ، فحملوا عليه‌ يرمونه‌ بالسهام‌ ، فحمل‌ عليهم‌ كالليث‌ الغضبان‌ ، ورجع‌ إلي‌ مركزه‌ يُكثر من‌ قول‌ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ !

(اقول: لاحظوا القيم الانسانية في موقف سيد الشهداء صلوات الله و يستحب ترديد الذكر الشريف :(لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَه)ِ لدفع الشدائد والهموم).

9. دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ جيش الامويين وانصارهم و مخاطبته‌ لهم‌

اللَهُمَّ إنَّكَ تَرَي‌ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عِبَادِكَ هَؤُلاَءِ الْعُصَاةِ ! اللَهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً ! وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً ! وَلاَ تَذَرْ عَلَي‌ وَجْهِ الاْرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً ! وَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً ! و صاح‌ بصوت‌ عالٍ : يَا أُمَّةَ السَّوْءِ بِئْسَمَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي‌ عِتْرَتِهِ ! أَمَا إنَّكُمْ لاَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً بَعْدِي‌ فَتَهَابُونَ قَتْلَهُ ! بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إيَّاي‌َ ! وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي‌ لاَرْجُو أَنْيُكْرِمَنِيَ اللَهُ بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ يَنْتَقِمَ لِي‌ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَتَشْعُرُونَ ! فقال‌ الحُصَيْن‌ لعنه الله: وبماذا ينتقم‌ لك‌ منّا يا ابن‌ فاطمة‌ ؟
قال‌ (عليه‌ السلام‌) : يُلقي‌ بأسَكم‌ بينكم‌ ويسفك‌ دماءَكُم‌ ثُمّ يصبّ عليكم‌ العذابَ صَبّاً .

(اقول لاحظوا الاباء الحسيني والعنفوان النبوي في تلكم اللحظات الرهيبة. والعزة في مخاطبة الظالمين من دون خوف او تذلل او تملق للظالمين فليكن ذلك درسا لنا! وايضا ان الامام عليه السلام لم يدع عليهم هذا الدعاء الا بعد استنفاد اخر ماعنده من الوسائل السلمية وبعد قتل انصاره علهم يتوبوا من ضلالهم ويستيقضوا من سباتهم الشقي الذي اوردهم النار وبئس الورد المورود! ولاحظوا رد القوم عليه وخطابهم (يا ابن‌ فاطمة‌) اي عندهم تصفية حساب مع رسول الله (ص) فمااشقى القوم واكفرهم . ثم ياتي لنا اعرابي سلفي جلف ويقول ان القوم تأولوا فاخطئوا!!)

10. دعاء الامام الحسين (ع) في كربلاء

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ . كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ . فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ .

(.اقول هذا الدعاء الشريف يستحب ذكره عند الكرب وغشاية الهموم. فسلام الله عليك ياعزيز رسول الله وعزيز امير المؤمنين وفاطمة الزهراء والحسن صلوات الله عليهم ولعن الله من ظلمك وشرك في دمك )

11. الانتقام من قتلة الامام الحسين (ع) في اخر الزمان

مقتل الحسين عليه السلام للسيد المقرم: روى عن أبي جعفر الباقر : أن الحسين قال لأصحابه : أبشروا بالجنة ، فوالله ! إنا نمكث ما شاء الله بعد ما يجري علينا ، ثم يخرجنا الله وإياكم حتى يظهر قائمنا ، فينتقم من الظالمين وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب .

فقيل له : من قائمكم ، يا ابن رسول الله ؟ ! قال : السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر ، وهو الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني ، وهو الذي يغيب مدة طويلة ، ثم يظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

(اقول : ان الحسين سلام الله عليه هو ثار الله في الارض كما ورد في الزيارة للامام الصادق عليه السلامالسلام عليك يا حجة الله و ابن حجته السلام عليك يا قتيل الله و ابن قتيله السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات و الارض ) وان الله سبحانه وتعالى لابد ان وان ينصر الحسين عليه السلام وياخذ بثاره في الدنيا والاخرة مصداقا لقوله عز من قائل: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار). سورة غافر51

12. موقف اصحاب الامام الحسين (ع) في كربلاء

عن كتاب السيد محمد مهدي الحائري: نقل عن زينب بنت امير المؤمنين صلوات الله عليهما انها قالت : لما كانت ليلة عاشوراء من المحرم خرجت من خيمتي لأتفقد أخي الحسين وأنصاره ، وقد أفرد له خيمة ، فوجدته جالسا وحده يناجي ربه ويتلو القرآن ، فقلت في نفسي أفي مثل هذه الليلة يترك أخي وحده ، والله ! لأمضين إلى إخوتي وبني عمومتي وأعاتبهم بذلك . فأتيت إلى خيمة العباس ، فسمعت منها همهمة ودمدمة ، فوقفت على ظهرها فنظرت فيها ، فوجدت بني عمومتي وإخوتي وأولاد إخوتي مجتمعين كالحلقة وبينهم العباس بن أمير المؤمنين وهو جاث على ركبتيه كالأسد على فريسته ، فخطب فيهم خطبة ما سمعتها إلا من الحسين مشتملة بالحمد والثناء لله والصلاة والسلام على النبى . ثم قال في آخر خطبته : يا إخوتي ، وبني إخوتي ، وبني عمومتي ! إذا كان الصباح فما تقولون ؟ فقالوا : الأمر إليك يرجع ونحن لا نتعدى لك قولك. فقال العباس : إن هؤلاء – أعني الأصحاب – قوم غرباء ، والحمل الثقيل لا يقوم إلا بأهله ، فإذا كان الصباح فأول من يبرز إلى القتال أنتم ، نحن نقدمهم للموت لئلا يقول الناس : قدموا أصحابهم ، فلما قتلوا عالجوا الموت بأسيافهم ساعة بعد ساعة. فقامت بنو هاشم وسلوا سيوفهم في وجه أخي العباس وقالوا . نحن على ما أنت عليه.
قالت زينب : فلما رأيت كثرة اجتماعهم ، وشدة عزمهم وإظهار شيمتهم ، سكن قلبي وفرحت ، ولكن خنقتني العبرة ، فأردت أن أرجع إلى أخي الحسين وأخبره بذلك ، فسمعت من خيمة حبيب بن مظاهر همهمة ودمدمة ، فمضيت إليها ووقفت بظهرها ، ونظرت فيها فوجدت الأصحاب على نحو بني هاشم مجتمعين كالحلقة وبينهم حبيب بن مظاهر وهو يقول: يا أصحابي ! لم جئتم إلى هذا المكان ؟ أوضحوا كلامكم رحمكم الله . فقالوا : أتينا لننصر غريب فاطمة.
فقال ، لهم : لم طلقتم حلائلكم ؟ فقالوا : لذلك . قال حبيب : فإذا كان في الصباح فما أنتم قائلون ؟ فقالوا : الرأي رأيك ولا نتعدى قولا لك . قال : فإذا صار الصباح فأول من يبرز إلى القتال أنتم ، نحن نقدمهم القتال ولا نرى هاشميا مضرجا بدمه وفينا عرق يضرب لئلا يقول الناس : قدموا ساداتهم للقتال وبخلوا عليهم بأنفسهم ، فهزوا سيوفهم على وجهه وقالوا : نحن على ما أنت عليه.
قالت زينب : ففرحت من ثباتهم ، ولكن خنقتني العبرة ، فانصرفت عنهم وأنا باكية ، وإذا بأخي الحسين قد عارضني ، فسكنت نفسي وتبسمت في وجهه فقال : أخيه ! فقلت : لبيك يا أخي. فقال : يا أختاه ! منذ رحلنا من المدينة ما رأيتك متبسمة ، أخبريني ما سبب تبسمك ؟ فقلت له : يا أخي ! رأيت من فعل بني هاشم ، والأصحاب كذا وكذا .
فقال لي : يا أختاه ! إعلمي ، أن هؤلاء أصحابي من عالم الذر ، وبهم وعدني جدي رسول الله ، هل تحبين أن تنظري إلى ثبات أقدامهم . فقلت : نعم. فقال : عليك بظهر الخيمة. قالت زينب : فوقفت على ظهر الخيمة ، فنادى أخي الحسين : أين إخواني وبنو أعمامي ، فقامت بنو هاشم ، وتسابق منهم العباس وقال : لبيك لبيك ما تقول ؟ فقال الحسين : أريد أن أجدد لكم عهدا. فأتى أولاد الحسين ، وأولاد الحسن ، وأولاد علي ، وأولاد جعفر ، وأولاد عقيل ، فأمرهم بالجلوس فجلسوا .
ثم نادى : أين حبيب بن مظاهر ، أين زهير ، أين هلال ، أين الأصحاب ؟ فأقبلوا وتسابق منهم حبيب بن مظاهر وقال : لبيك يا أبا عبد الله ! فأتوا إليه وسيوفهم بأيديهم ، فأمرهم بالجلوس فجلسوا ، فخطب فيهم خطبة بليغة ثم قال : يا أصحابي ! اعلموا أن هؤلاء القوم ليس لهم قصد سوى قتلي وقتل من هو معي ، وأنا أخاف عليكم من القتل ، فأنتم في حل من بيعتي ، ومن أحب منكم الانصراف فلينصرف في سواد هذا الليل. فعند ذلك قامت بنو هاشم وتكلموا بما تكلموا ، وقام الأصحاب وأخذوا يتكلمون بمثل كلامهم ، فلما رأى الحسين حسن إقدامهم وثبات أقدامهم قال : إن كنتم كذلك ، فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم في الجنة. فكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم فيها ، والحور العين ينادين : العجل العجل فإنا مشتاقات إليكم ! فقاموا بأجمعهم وسلوا سيوفهم وقالوا : يا أبا عبد الله ! ائذن لنا أن نغير على القوم ونقاتلهم حتى يفعل الله بنا وبهم ما يشاء. فقال : اجلسوا ، رحمكم الله وجزاكم الله خيرا. ثم قال : ألا ومن كان في رحله امرأة فلينصرف بها إلى بني أسد . فقام علي بن مظاهر وقال : ولماذا يا سيدي ؟ ! فقال : إن نسائي تسبى بعد قتلي وأخاف على نسائكم من السبي. فمضى علي بن مظاهر إلى خيمته ، فقامت زوجته إجلالا له ، فاستقبلته وتبسمت في وجهه فقال لها : دعيني والتبسم ! فقالت : يا ابن مظاهر ! إني سمعت غريب فاطمة خطب فيكم وسمعت في آخرها همهمة ودمدمة فما علمت ما يقول ؟ قال : يا هذه ! إن الحسين قال لنا : ألا ومن كان في رحله امرأة فليذهب بها إلى بني عمها لأني غدا أقتل ونسائي تسبى ! فقالت : وما أنت صانع ؟ قال : قومي حتى ألحقك ببني عمك بني أسد. فقامت ونطحت رأسها في عمود الخيمة ، وقالت : والله ! ما أنصفتني يا ابن مظاهر ! أيسرك أن تسبى بنات رسول الله ، وأنا آمنة من السبي ! ؟ أيسرك أن تسلب زينب إزارها من رأسها ، وأنا أستتر بإزاري ! ؟ أيسرك أن تذهب من بنات الزهراء أقراطها ، وأنا أتزين بقرطي ! ؟ أيسرك أن يبيض وجهك عند رسول الله ويسود وجهي عند فاطمة الزهراء ؟ والله ! أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء
فرجع علي بن مظاهر إلى الحسين وهو يبكي. فقال له الحسين : ما يبكيك ؟ فقال : سيدي ! أبت الأسدية إلا مواساتكم ! فبكى الحسين وقال : جزيتم عنا خيرا..

(اقول: فلنستفيد دروسا من مواقف اصحاب الحسين (ع) الذين تركوا اعز مالديهم كي يهاجروا الى الله تحت قيادة امامهم العظيم. في وقت كانت الامة مريضة في ارادتها متخاذلة في مواقفها متلكئة في نصرة امامها. )

13. بعض الصفات الحسينية المباركة

في زيارة الناحية المقدسة يصف الامام المهدي (ع) جده الحسين (ع) فيقول:

أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً . تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ .

(واقول انا الفقير: هذا النص الشريف يشير الى بعضا من صفات الحسين (ع). فعلى شيعته ومحبيه بل والانسانية جمعاء اتباعه في هذه الصفات من امثال طاعة الله والتمسك بحبله والتوكل عليه والاعتصام به والنصيحة للناس والرحمة بهم والصبر والعدالة ومخافة الله وطاعته والتسنن بسننه والغيره على الاسلام ونبيه (ص) واهل بيته (ع) ومقارعة الظالمين والطغاة وفضحهم ، الى اخره مما دلت عليه الزيارة. فلنستفيد من ذلك في تهذيب نفوسنا والتخلق باخلاقهم عليهم السلام فالانسان الحسيني يطيع الله ويخشاه و يتبع منهج الحسين (ع) وتعاليم اهل البيت (ع) ويتحلى بمكارم الاخلاق ومعالي الصفات الانسانية ، ابي الضيم ، كريما، حرا، وعزيزا. وعن الامام الصادق (ع): ( انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فاإذا رأيت اولئك فأولئك شيعة جعفر). نسال الله تعالى السداد والتاييد).

14. اهتمامه عليه السلام بالصلاة

روى أبو مخنف : أن أبا ثمامة الصائدي (من انصار الحسين ع) لما رأى الشمس يوم عاشوراء زالت وأن الحرب قائمة قال للحسين ( عليه السلام ) : يا أبا عبد الله، نفسي لنفسك الفداء ! إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها : فرفع الحسين رأسه ثم قال : ” ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلين الذاكرين ، نعم ، هذا أول وقتها ”

(اقول ان الرسول الاعظم صلى الله عليه واله اوصى بالصلاة لاهميتها البالغة بقوله: الصلاة عمود الدين. ولذلك نرى ان سيد شباب اهل الجنة عليه السلام لم يترك اقامة الصلاة في وقتها في ذلك اليوم الرهيب الذي تدكتكت فيه الجبال الرواسي. اللهم اجعلنا من المصلين).

مشهد فاجعة كربلاء كما صورها أبو القاسم الزاهي:‏

كأني بزينبَ حول الحسين‏‏ ومنها الذوائبُ قد نُشِّرتْ‏‏
تمرّغُ في نحره وجهها‏ إذ السوطَ في جنبها أبصرت‏‏
وفاطمةٌ عقلها طائرٌ‏ و تبدي من الوجد ما أضمرتْ‏‏
وللسبط فوق الثرى جثة ٌ‏ بفيض دم النحر قد عُفِّرتْ‏‏
وفتيته فوق وجه الثرى‏‏ كمثل الأضاحي إذا جُزِّرتْ‏‏
وأرؤسهم فوق سُمر القنا ‏ كمثل الغصون إذا أثمرت‏‏
ورأس الحسين أمام الرفاق ‏‏ كغُرّة صبحٍ إذا أسفرتْ‏‏

وأما ابن العرندس الحلي فيقول في ذكرى عاشوراء:‏

أيُقتل ظمآناً حسينٌ بكربلا‏ وفي كل عضو من أنامله بحرُ‏
ووالده الساقي على الحوض في غدٍ ‏ وفاطمةٌ ماءُ الفرات لها مهرُ‏
فوالهف نفسي للحسين وما جنى عليه غداةَ الطف في حربه الشمر‏
ولهفي لزين العابدين وقد سرى‏‏ أسيراً عليلاً لا يُفكُّ له أسرُ‏
وآل رسول الله تسبى نساؤهم‏‏ ومن حولهن العبدُ في الناس والحرُّ‏
فويل يزيد من عذاب جهنمٍ‏‏ إذا أقبلتْ في الحشر فاطمةُ الطهرُ‏
تنادي وابصار الأنام شواخصٌ‏‏ وفي كل قلبٍ من مهابتها ذُعرُ‏
وتشكو إلى الله العليّ وصوتُها‏ عليٌّ ومولانا عليٌّ لها ظهرُ‏
فيؤخَذُ منه بالقصاص فيحرم النعيمَ ويُجلى في الجحيم له قصرُ‏

ختاما اسال الله العلى الاعلى ان يجعل شهداؤنا في اعلى عليين وان يخلف على اهليهم وان يؤجرنا على هذه المصائب الجليلة التي تحل بشيعة اهل البيت وان يفرج لعراقنا الجريح وان يقطع دابر التكفيريين من الوهابيين والسلفيين والصداميين وافراخهم الدواعش و بقايا بني امية واعداء محمد ال محمد (صلوات الله عليهم). يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون والحمد لله رب العالمين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here