لكي لا نعود الى جسر بزيبز ( مرة اخرى )

لكي لا نعود الى جسر بزيبز ( مرة اخرى )
د . خالد القره غولي ..
سز معناها معروف في اللغة التركية وتعني النفي ولفظها ( غَير ) وأضيفت سز على كثير من الكلمات في اللهجة العراقية مثل ( أدب سز ) ( غيرة سز ) أجلّكم الله وتُطلق على من ليست لديه غيرة وحرص على وطنه .. أما في المصطلحات العسكرية فأشيع إستخدام كلمة ( سلاح سز ) في الجيش العراقي الذي ألغاه المجرم بول برايمر على الجنود غير المسلحين من المرضى والمعوقين ويُستفاد من خدماتهم إذا كانوا يمتلكون شهادةً معينة أو مهارة أو خبرة في مجال محدد أو يتم تسريحهم من الجيش لإنهم غير مؤهلين على القتال والدفاع عن أراضي الوطن .. جندي عراقي يقفُ على رأس جسر بزيبز قد يكون من أبناء الرُمادي أو البصرة أو الموصل أو بغداد أو الناصرية فما قام به يعبر عن هوية مؤسسته ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن أخلاق أبناء محافظته .. هذا الجندي أشهر سلاحه الأمريكي مهدداً النازحين من الرمادي الّذين يحاولون عبور الجسر وإعتدى عليهم بالضرب.. هذا الجبان لو كانت لديه مروءة وأخلاق لما تجرأ على رفع السلاح بوجه النساء والأطفال المرضى والعجائز والشيوخ والمعوقين .. لكنه يكشفُ عن حقيقة هذا الجيش الكبير عدداً والقليل مروءةً وشجاعةً فهو جيش آخر ، من كوكب آخر يمثل أمة أخرى وشعب آخر وعشائر لا تمت إلى العروبة بصلة .. هذا الجندي وأمثاله من المكدّسين على الجسر وهم يضحكون ويدخنون ويتشاورون حلقةٌ صدئة من سلسلة طويلة إسمها الجيش العراقي ، فلا تعرف الضابط من نائب الضابط أو تميز بين الآمر والمراسل ! من دربَ هذا الجندي وأوصاه وأمره أن يضع فوهة بندقيته السوداء أمام وجوه النازحين المتعبين الحائرين المرضى .. من قال له إياك ألا تقاتل إلا هؤلاء ما إستطعت .. إن لم يكن من العراق فمن أي البلدان ؟! لا أعتقدُ أنه ومن أوصاه ومن أَمَرَهُ لديهم جرعة أو قطرة من الشرف ، وليستبدل هذه المرأة التي شهر سلاحه الأسود في وجهها بأمه ، أو أخته ، أو زوجه ، أو إبنة عمه ، او إبنته والشيوخ والعجائز هم أبوه وأمه أو خاله وعمه .. للحرب قوانين ومبادئ وأصول وقيم وميدان الحرب قريبٌ جداً لا يمثله هؤلاء العزّل من المرضى والأطفال الباكين الجائعين .. أيها السلاح سز لقد سُجِلَت عليكم هذه القسوة والوحشية والهمجية والعدوانية في التعامل مع أرتال النازحين من الرُمادي الباحثين عن أرض ٍ تأويهم من حرب ٍ مدمرة ٍ هم أول وأكثر الخاسرين فيها .. فلقد ضاع كل شيء .. ضاعت بيوتهم ومدارسهم وأسواقهم وأملاكهم ومكتباتهم وذكرياتهم وأحلامهم ومستقبلهم .. وإلتفتوا إلى أبناء عمهم إعتقاداً أنهم سيستقبلونهم بالأحضان والهتافات والترحيب العشائري .. وإذا بالأمر لا يتجاوز الخيال فما توقعوه هو ما يظهر في المسلسلات البدوية فقط ! فها هم جنود أبناء العم وحزام الظهر يقفون شاهرين أسلحتهم بوجه النازحين العزّل .. يا عباد الله إتقوا الله فإنَّ لنا أمام الله وقفة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here