الكاظمي ينجو من ثاني محاولة اغتيال في غضون أسبوع: تعديل نتائج الانتخابات أو الفوضى!

بغداد/ تميم الحسن

في توقيت غريب توقفت “تقنية امنية” داخل المنطقة الخضراء حيث منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تعرض فجر امس الى هجوم بطائرات مسيرة.
هذا “العطل المفاجئ” قد يجعل هوية المنفذين للهجوم مخيفة – كما في اغلب الحوادث في العراق- وفتح باب الاتهامات المتبادلة.

وجرى هذا بعد 24 ساعة من مصادمات دموية بين معترضين على نتائج الانتخابات والاجهزة الامنية في بوابات المنطقة الخضراء. وتوقعت اطراف سياسية “سيناريو” اخطر قد يحدث خلال الايام المقبلة اذا لم تعدل نتائج الانتخابات الاخيرة لصالح المعارضين.

واقصت الانتخابات الفريق السياسي المعروف بقربه من الحشد الشعبي، مقابل صعود التيار الصدري واحزاب انبثقت عن احتجاجات تشرين.

وعدت تلك الاطراف استهداف مكان اقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي داخل المنطقة الخضراء بطائرات مسيرة بانه “ابتزاز” لتغيير النتائج.

ومن المفترض ان تعلن مفوضية الانتخابات نهاية عمليات العد والفرز لبعض محطات الاقتراع التي قدمت فيها طعون.

لحظة حسم النتائج

لكن مصدرا سياسيا قريبا من اجواء المفاوضات التي تجريها بعض القوى السياسية، قال ان “عمليات العد والفرز المحدود التي تجريها المفوضية لن تقنع المعترضين على النتائج”.

المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه اكد لـ(المدى) ان “المعترضين يريدون اعادة عد وفرز يدوي شامل كما حدث في انتخابات 2018، والا قد يتصاعد الموقف”. وخرج رئيس الوزراء في وقت مبكر من صباح امس، ليؤكد بانه “لم يصب” خلال الهجوم الذي استهدف مقر إقامته في المنطقة الخضراء.

وجاء الهجوم بعد يوم من تهديدات اطلقها زعيم عصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، بتحميل الكاظمي مسؤولية الصدامات التي جرت مع المتظاهرين امام بوابات المنطقة الحكومية.

المصدر السياسي اعتبر ان “الهجوم على الكاظمي هو لابتزازه واجباره على تغيير نتائج الانتخابات لصالح بعض المعترضين”. وجاء الهجوم بـ3 طائرات مسيرة مفخخة، تم اسقاط اثنتين منهما – بحسب بيان لوزارة الداخلية، فيما مازالت الحكومة تحقق لمعرفة هوية الفاعلين.

توقف منظومة الدفاع

لكن مصدرا امنيا اكد لـ(المدى) في اتصال هاتفي ان “معرفة هوية الفاعلين قد تكون مستحيلة خصوصا وأنه لا يمكن معرفة مكان انطلاق الطائرات”.

المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه اضاف ان “توقف منظومة سيرام (المضادة للصواريخ) الخاصة بالسفارة الامريكية وقت الهجوم ضيع فرصة معرفة مكان الانطلاق”. المصدر يشير الى ان هذه المنظومة هي “رادارية ايضا ويمكنها تحديد ولو بشكل اولي مكان خروج هذه الطائرات”. أعلن المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فتح تحقيقا مع الجانب الأميركي، لمعرفة اسباب عدم عمل منظومة السيرام.

وفي رد على سؤال حول سبب عدم عمل المنظومة أوضح الخفاجي ان “هناك تحقيقا يجري الآن مع الجانب الاميركي والسفارة الأميركية”، مبينا أن “المختصين يجب ان يقدموا اجوبة عن ذلك”، وفقاً للتلفزيون الرسمي.

وتعلن السفارة الامريكية في بغداد بشكل دوري قيامها باجراء تدريبات على منظمومة الدفاع واطلاق صفارات الانذار. وجرت ادانات محلية ودولية واسعة ضد الهجوم، فيما تسربت انباء عن تعرض عدد من حراس الكاظمي الى اصابات اثر الحادث.

واظهرت صور نشرها مكتب رئيس الوزراء حدوث اضرار في المنزل، في وقت يعتقد فيه ان الكاظمي كان قد تم تحذيره من قبل اجهزة استخباراتية قبل الهجوم. وكانت عدد من مناطق بغداد قد شهدت عشية الهجوم اجراءات امنية مشددة، وقامت بعض السيطرات الامنية داخل العاصمة بتفتيش السيارات وهو اجراء غير مسبوق منذ سنوات.

صواريخ الغدر!

بالمقابل شككت اطراف تابعة لفصائل مسلحة برواية الهجوم واعتبرها قصة مفبركة لصالح بقاء الكاظمي في المنصب واعلان “حالة طوارئ”.

وقال ابو علي العسكري، المتحدث باسم كتائب حزب الله إنه “لا أحد في العراق لديه حتى الرغبة لخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق”.

وأضاف في تغريدة على تويتر: “إذا كان هناك من يريد الإضرار بهذا المخلوق الفيسبوكي فتوجد طرق كثيرة جدا، أقل تكلفة وأكثر ضمانا لتحقيق ذلك”.

وتابع العسكري :”ومما يثير السخرية أنه يدعو إلى ضبط النفس والتهدئة، فمن يا ترى عليه أن يقلق، ومن فقد السيطرة على نفسه”.

وكتب الكاظمي على “تويتر” في أول تعليق له عقب محاولة الاغتيال الفاشلة: “كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق”.

واشار في تغريدته الى انه تعرض الى “صواريخ الغدر” قبل ان تؤكد خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة ان الهجوم نفذ بـ”طائرات مسيرة مفخخة”.

واضاف الكاظمي “لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه”.

وتعهد المجلس الوزاري للأمن الوطني امس، بملاحقة المتورطين في محاولة “اغتيال” رئيس الوزراء.

جاء ذلك في بيان، عقب اجتماع للمجلس الذي يترأسه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ويضم وزيري الدفاع والداخلية، ومستشار الأمن القومي، وكبار قادة الأجهزة الأمنية. وقال البيان إن “الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف الليلة الماضية منزل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بهدف اغتياله، يعد استهدافاً خطيراً للدولة العراقية على يد جماعات مسلحة مجرمة”. وشدد المجلس في بيانه على أن القوات العراقية “ستقوم بواجبها الوطني في ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة، كما فعلت خلال سنوات من الحرب على الإرهاب والانتصار عليه”.

وتابع: “أجهزتنا الأمنية ستعمل بكل ثبات للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل الإرهابي، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة العادلة”.

ويعتقد ان هذه المحاولة هذه الثانية في غضون اسبوع، حيث سقطت 3 صواريخ قبل 7 ايام في منطقة المنصور، غربي بغداد.

ورجح ان الصواريخ لاستهداف الكاظمي الذي كان حينها داخل بناية المخابرات القريبة من مكان سقوط “الكاتيوشا”.

بعد جولة “الصدر”

وبدأت الاوضاع في البلاد بالتصاعد منذ نهاية الاسبوع الماضي، مع بدء جولة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على القوى السياسية.

وقام الصدر، بقيادة المفاوضات مع الاطراف السياسية بنفسه بدلا عن اللجنة التفاوضية التي شكلها قبل اسابيع، وغير رئيسها الاسبوع الماضي. وصعد المعترضون على النتائج من المشهد حيث حاولوا الجمعة الماضية اقتحام المنطقة الخضراء من عدة جهات. بدوره حذر رحيم العبودي وهو عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، من مخطار ماحدث. وقال العبودي في اتصال مع (المدى) :”يجب ان تتفق الرئاسات والقوى السياسية على وسيلة للتهدئة”.

واضاف العبودي على “رئيس الوزراء والجمهورية ورئيس مجلس القضاء والمفوضية ان يجتمعوا مع القوى السياسية لوضع نهاية في قضية نتائج الانتخابات قبل ان يتطور الموقف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here