تنحي 5 مرشحين وشبه اتفاق على تولي الكاظمي رئاسة الحكومة المقبلة

بغداد/ تميم الحسن

ينتظر الإطار التنسيقي الشيعي، دخول وساطة من “العيار الثقيل”، بحسب بعض التسريبات، على خط الازمة بعد اقتراب خصمه “التحالف الثلاثي” من تحقيق اغلبية الثلثين.

ويعتقد ان الوسيط الجديد الذي يتحفظ “التنسيقي” حتى الان على هويته ليس بعيدا عن الاحداث التي تجري منذ نهاية شباط الماضي، في شرقي اوروبا !.

وترى أطراف سياسية ان الحديث عن الوساطات، هو ضمن “حرب الاشاعات” للتأثير على الرأي العام وعلى الفئة (المحايدة) في البرلمان والتي يسعى الفريقان (الثلاثي والتنسيقي) الى كسب اصواتها.

وفي هذا الإطار، فان الانباء تتحدث عن اقتراب كتلة جديدة (محايدة) الى التحالف الثلاثي، فيما أصبح اسم رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، هو الاسم الوحيد للحكومة المقبلة.

وأصبح متوقعاً ان تشكل حكومة جديدة في نيسان المقبل، حيث من المؤمل ان يعلن البرلمان عقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد منتصف شهر آذار الحالي.

من شرقي أوروبا إلى العراق !

وبحسب بعض التسريبات التي وردت الى (المدى) فان بعض الاطراف في “الإطار التنسيقي” تتحدث عن “اقتراب دخول وسيط جديد وهو احدى الدول العظمى”.

ووفق التسريبات القادمة من مصادر قريبة من غرف الحوارات ان “التنسيقي لا يكشف بصراحة عن هوية الوسيط، لكنه يلمح بانها قد تكون روسيا”.

ومعروف ان روسيا منشغلة منذ نهاية شباط الماضي، باجتياح اوكرانيا في شرقي اوروبا، وتواجه مصاعب في التقدم نحو العاصمة كييف.

لكن التسريبات اعتمادا على أطراف في الإطار التنسيقي فأنها تفسر هذا التدخل لجهة ان “روسيا ستنتصر في اوكرانيا وتكون لاعبا قويا في المنطقة وقطبا يواجه الولايات المتحدة”.

وكانت جهات غير معروفة قد وضعت، الاسبوع الماضي، لافتة كبيرة في منطقة الجادرية وسط بغداد تحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ان تتم ازالتها من جهات مجهولة ايضا.

وكانت القوى الشيعية قد فشلت في اقناع مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، بالانضمام الى التحالف الثلاثي الذي يجمع الاخير مع القوى السنية والحزب الديمقراطي الكردستاني، أكثر من محاولة.

ودخل اسماعيل قاآني، رئيس فيلق القدس الايراني ثلاث مرات على خط الازمة، ولم يستطع ان يثني الصدر عن موقفه، قبل ان يحاول قيادي شيعي عربي، ويواجه نفس نتيجة قاآني.

وكان زعيم التيار الصدري، قد تحدث بشكل علني الشهر الماضي، بانه يرحب بوجود الإطار التنسيقي باستثناء نوري المالكي، رئيس الوزراء الاسبق.

ويتهم الصدر حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، بالتسبب في اهدار نحو 450 مليار دولار خلال حكومتي الاخير، وانتشار تنظيم “داعش” في 2014.

أوراق ضغط

ويفسر انباء وجود وساطة جديدة لتقريب القوى الشيعية، بانه من ضمن “الاشاعات” التي تروج للضغط على الصدر.

وتتحدث بعض المصادر عن ان القوى الشيعية تلعب الان بورقة “ارتفاع الاسعار”، وتضغط على الحكومة بهذا الشأن لصالح التفاوض، كما لعبت قبلها بقضية سعر صرف الدولار.

وكان الصدر قد سد الطريق امام تلك المحاولات، بحسب مراقبين، حين أصر على مناقشة البرلمان لوزير المالية والبنك المركزي، الاسبوع الماضي، وقدم أكثر من مرة حلولا لارتفاع الاسعار.

وعلى الضفة الاخرى من الاحداث، فان المعلومات التي وردت لـ(المدى)، افادت باقتراب كتلة جديدة ضمن فئة “المحايدين” في البرلمان من التحالف الثلاثي.

ولم يكشف حتى الان عن هوية تلك الجهة، لكن منذ اسابيع يحاول التحالف ضم المجموعة التي لم تعلن اي موقف حتى الان من طرف الخصومة (الثلاثي والتنسيقي).

وكان التحالف الثلاثي قد كثف منذ مطلع الاسبوع الحالي، حواراته مع اقتراب اعلان جلسة لاختيار رئيس للجمهورية.

الكاظمي وحيدا

وبحسب المصادر المطلعة ان التحالف “قد أصبح قريباً من جمع مقاعد تتيح له تمرير مرشحه لرئاسة الجمهورية، كما انه “اتفق بشكل شبه تام على اعطاء الكاظمي ولاية جديدة”.

وكانت المصادر في وقت سابق، قد اشارت لـ(المدى) ان زعيم التيار الصدري لديه 6 مرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة، الى جانب الكاظمي، ابن عمه جعفر الصدر، ووزير البلديات السابق عادل مهودر، و3 اخرين من الدائرة المقربة للصدر.

وتولى الكاظمي رئاسة الوزراء في فترة حرجة من تاريخ البلاد التي اعقبت استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على إثر تظاهرات تشرين التي انطلقت في 2019.

وتضيف المصادر ان عدد الذي سيصوت مع التحالف الثلاثي في جلسة اختيار رئيس الجمهورية سيكون “28 مقعدا”.

ويحتاج 220 صوت على الاقل لتمرير مرشح رئاسة الجمهورية، بحسب اخر تفسيرات المحكمة الاتحادية، التي طلبت وجود ثلثي البرلمان لاكتمال اجراءات التصويت لـ”الرئيس”.

وفي جلسة البرلمان السبت الماضي، التي خصصت لإعادة فتح باب الترشيح للمرة الثالثة لمنصب رئيس البرلمان، بلغ عدد المصوتين 203 برلمانيين.

الخطوط الثلاثة

الى ذلك يشير عضو في الإطار التنسيقي الى ان الكتلة تسير بأكثر من خط تجاه الازمة السياسية المندلعة منذ 5 أشهر، عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الاول الماضي.

ويقول عضو التجمع الشيعي وائل الركابي لـ(المدى) ان الإطار التنسيقي “يعمل الان على تقريب وجهات النظر بين القوى الكردية للاتفاق على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية”.

ويدعم التحالف الثلاثي ريبر احمد المرشح عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، بينما الطرف الاخر يدعم برهم صالح وهو مرشح حزب الاتحاد.

وفي الخط الثاني يشير الركابي الى “استمرار الحوارات مع التيار الصدري عن طريق الخط الثاني والثالث” بعد تجميد الصدر التفاوضات على مستوى القيادات منذ شهر.

ويؤكد عضو الإطار التنسيقي ان التيار الصدري “يبدي مرونة بخصوص مشاركة كل القوى الشيعية بالحكومة، وتراجع عن مواقفه المتصلبة السابقة”.

ومنذ قرار الصدر تجميد المفاوضات في مطلع شباط الماضي، لم يتعرض الاخير الى الشأن السياسي، ولم يعلق على التطورات في شأن المفاوضات.

واخيرا يوضح الركابي ان الخط الثالث الذي يعمل عليه “التنسيقي” هو “اعلان كتلة الثبات الوطني” والتي من المفترض ان تضم أكثر من 130 مقعدا، وتكون ما بات يعرف بـ”الثلث المعطل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here