مناسبة العيد

مناسبة العيد :
كامل سلمان
عندنا كمسلمين في السنة عيدين عيد الفطر وعيد الاضحى ، بمعنى أخر مناسبات الافراح تكاد تكون شحيحة ، ولا توجد عندنا مناسبات وطنية نحتفل بها واما المناسبات السعيدة الخاصة فقد انقرضت من حياة المجتمع عكس البلدان الاخرى التي تحتفل بالمناسبات الوطنية والمناسبات الدينية معا بالاضافة الى المناسبات الخاصة الكثيرة المتكررة .
وفي المقابل عندنا المناسبات الحزينة كثيرة ولها حصة الاسد من ايامنا سوا أكانت دينية او مذهبية او فواجع او المفاجآت المؤلمة او كثرة الوفيات ، والغريب في الامر تجد المناسبات الحزينة لها اماكنها وبرامجها وطقوسها المحترمة بينما المناسبات السعيدة النادرة ليس لها الاماكن ولا الطقوس ولا الاهتمام .
الأعياد فرصة لأصحاب المتاجر والأسواق لعرض بضائعهم بأسعار مخفضة وفرصة لأصحاب الفنادق والمطاعم والمناطق الترفيهية والسياحية للمساهمة في توفير أجواء العيد وليست فرصة للتسليب والنصب والاحتيال كما يفعلها للأسف بعضهم حتى اصبحت ظاهرة متكررة وطبيعية في مجتمعنا . في العيد يجب ان يفرح الطفل ، يجب ان تفرح المرأة ، يجب ان يفرح الجميع ، هي فرصة لنسيان الالام والهموم المتراكمة طوال ايام السنة وليست فرصة لاستذكار الالام والهموم كما يحلو للبعض تصويرها . وبسبب هذه المتراكمات السيئة وبسبب حاجتنا للأفراح التي هي ضرورة حياتية اضطررنا ان نستغل مناسبات الاعياد عند الاخوة المسيحين لنحتفل معهم بأعياد الميلاد واعياد رأس السنة ونحتفل بها بقوة حتى انها اصبحت جزء من ثقافتنا وتراثنا ، واحتفالاتنا معهم ليس من باب المشاركة كما يراها البعض ولكن من باب الحاجة للأفراح التي نعاني من نقصانها بشكل غير طبيعي ، ألم تكن صينية زكريا تقليد مأخوذ من الديانة اليهودية نتمسك ونفرح بهذا التقليد التأريخي ايضا بقوة لحاجتنا مثل هذه الافراح الجميلة ، فهل هذه مصادفة ان ترى الوجوه تبتسم بمجرد ان تسمع موسيقى راقصة ام انه نقص موروث .
نحن نعلم ان الحزن الزائد يولد الكآبة ، وبعض الحزن يسحب صاحبه الى الذلة والمسكنة ، والإنسان بطبيعته ينفر من الاجواء الحزينة ، فلماذا بعض الناس لهم إدمان مع الاحزان ؟ ويوحون الينا كرههم للحياة والأفراح ، ولكي لا يساء الظن بمقصود الكلام هناك فرق كبير بين المداعبات الحزينة العابرة كالأصغاء للتلاوات القرآنية او الاستماع للموسيقى الحزينة او القراءات الحزينة التي تكون هي مفرغة للهموم والاحزان وبين الاحزان التي تزيد من الهموم والالام ، فالحالة الاولى تكون صحية للنفس والذهن وحتى البدن بينما الحالة الثانية هي أداة لتدمير النفس والعقل وانكماش للقلب والحالة الاولى لا تتعارض مع الافراح والمسرات والحالة الثانية بالضد من الافراح . العيد هو اكبر موسم للأفراح والانشراح بل هو كرنفال السعادة للحياة ، ولا يمكن للعاقل السوي ان يمر عليه مرور الكرام دون ان يهيأ سبل السعادة والفرحة وان اسعاد العيال والاحباب ومن حولنا من الاقربين والجيران والاصدقاء هو بحد ذاته اسعاد للنفس وبهم تسعد النفوس ، نسأل الله ان يجعل الاعياد والافراح للجميع بعيدين كل البعد عن الاحزان .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here