تقرير اليوم الدراسي” شجرة الأركان رافعة أساسية للتنمية بجهة كلميم وادنون وتراث عالمي للإنسانية”

احتفالا باليوم العالمي للأركان الذي يصادف 10 ماي من كل سنة، نظم مرصد الجنوب للدراسات والأبحاث والتنمية المستدامة، يوما دراسيا حول موضوع ” شجرة الأركان رافعة أساسية للتنمية بجهة كلميم وادنون وتراث عالمي للإنسانية” يوم الثلاثاء 10 ماي 2022 على الساعة 15:00 بعد الزوال، بالغرفة الجهوية لكلميم بشراکة مع الغرفة الجهویة للفلاحة واللجنة الجهویة لحقوق الإنسان لجهة كلميم واد نون ، والمدیریة الإقليمية للمیاه والغابات بکلمیم والوکالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأرکان.

استهل هذا اليوم الدراسي بكلمة الدكتور مبارك اوراغ رئيس مرصد الجنوب للدراسات والأبحاث والتنمية المستدامة الدي رحب بجميع الحاضرين في اللقاء وبين أهمية الموضوع مما جعل المنتظم الدولي يقوم بجعل يوم 10 ماي مناسبة للاحتفال به.

استأنفت أشغال اليوم الدراسي بتتبع أشغال الاحتفال بفعاليات الذكرى الثانية لليوم العالمي للأركان بأكادير، عبر متابعة مداخلة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه

والغابات، محمد صديقي التي أوضح فيها استراتيجيتي “الجيل الأخضر” و “غابات المغرب” في تنمية سلسلة الأركان من خلال برنامج غرس 50 ألف هكتار في أفق سنة 2030، وتأهيل 400 ألف هكتار من المجال الغابوي وفق نموذج تدبير شمولي ومستدام، يقوم على المقاربة التشاركية لحماية المجال الحيوي للأركان، ودعم تثمين الإنتاجية وإنعاش صادرات زيت الأركان، ودعم البحث العلمي، وهيكلة التنظيم المهني حول مشاريع التجميع الفلاحي.

كما تمت متابعة شريط وثائقي حول شجرة الأركان ودورها في التنمية المحلية والتنوع البيولوجي. إضافة إلى مداخلة السفير الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة السيد عمر هلال، الذي بين دور المغرب في المحافظة على شجرة الأركان التي تعتبر موروثا عالميا عمل المغرب على حمايتها واستدامتها من خلال حماية محيطه الاجتماعي والمحافظة على تقاليده، وأشادت السيد السفير بدور النساء في العالم القري في المحافظة على البيئة وعلى هذه الشجرة المباركة، كما نوه بدور المجهودات المبذولة من طرف المغرب في مجال البيئة من قبيل تنظيمه لمؤتمر cop22 وايصاله هده الشجرة للعالمية.

ليتم بعد ذلك افتتاح مداخلات الجهات المشاركة في اليوم الدراسي بمداخلة ممثل ولاية جهة كلميم وادنون، الأستاذ الحسين العباني الدي أوضخ في مداخلته أن الاحتفال بشجرة أركان محطة مهمة باعتباره علامة وطنية توجت جهود المغرب في المحافظة على البيئة، كما ركز السيد العباني على أهم تدخلات ولاية جهة كلميم واد نون في مجال انتشار الاركان والمتمثلة

أساسا في التنسيق مع القطاعات بالجهة وكدا الاشتغال على المجال قصد تنميته والمحافظة على موارده عبر برنامج تقليص الفوارق المجالية من خلال خمس مرتكزات أساسية وهي التعليم، الطرق، توفير الماء الصالح للشرب وشيكة الكهرباء ثم ضمان الولوج للصحة، مشيرا إلى أن المجال يعرف عدة اكراهات من قبيل اشكالية العقار ومسألة تقييم السياسات العمومية في مجال الأركان.

بدوره تناول الأستاذ بوبكر أنغير، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان كلميم طانطان في مداخلة تحت عنوان ” شجر أركان: بين التاريخ والحاضر ” أشاد فيها في البداية بالدور الكبير والفعال للدبلوماسية الملكية والمغربية على المستوى العالمي، وقدم فيها نظرة تاريخية عن الشجرة عند المؤرخين من قبيل البكري والادريسي وليون الافريقي” حسن الوزان” ليعرج في تدخله إلى الوقوف على بعض الاشكالات التي تهم شجر الأركان كازدواجيتها بين شجرة غابوية ومثمرة ثم الاشكالات القانونية المرتبطة بهده الشجرة، وأكد الباحث انغير بويكر على ضرورة التعبئة الوطنية في مجال انتشار الأركان.

تناول السيد أنور جوي المدير الاقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بكلميم المداخلة الثالثة، وبين أن الملك الغابوي بإقليم كلميم يبلغ حوالي 32100هكتار تتشكل أساسا بين الأركان والعرعار والطلح، ووقف في مداخلته على جيولوجية وتربة التساقطات التي يسجلها

الاقليم سنويا ودورها في التنوع الاحيائي والبيولوجي للإقليم. كما أبرز المدير الاقليمي مختلف التدخلات التي تقوم بها المديرية في مجال انتشار الاركان كإصلاح المسالك والطرق وفك العزلة ثم تصحيح الشعاب وهي تدخلات كلها تساهم في التنوع البيولوجي.

يحي الوزكاني، الباحث في مجال حقوق الانسان تناول مداخلة تحت عنوان ” حماية وتثمين شجر الأركان معايير واستراتيجيات” تناولت في البداية أهم المحطات في تنمية مجال الأركان مند سنة 1998 حيث الاعتراف بمجال الأركان كمحمية للمحيط الحيوي من طرف اليونسكو وصولا إلى الاعتراف باليوم العالمي لشجرة الأركان يوم العاشر من ماي كل سنة، كما أسهم السيد يحي الوزكاني في ابراز المرجعيات الوطنية لحماية شجر الأركان.

بدوره أكد السيد رشيد عمار ممثل الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجرة الاركان، على أهمية الاحتفال باليوم العالمي للأركان وبين دور هده الشجرة على المستوى الايكولوجي وعلى مستوى التنمية المحلية للساكنة التي تعيش في مجال انتشارها، ليعرج في مداخلته على تقديم الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان ومناطق تدخلها وأهم مهامها، إضافة إلى منهجية عملها ومناطق تدخلها ثم شرح استراتيجية تنمية الواحات ووقف على حصيلة المشاريع الممولة من طرف الوكالة بإقليم كلميم بين 2013 و2021 .

ممثل المديرية الجهوية للفلاحة السيد: طارق المغير هو الآخر أشاد بأهمية الاحتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان بالإقليم، وأوضح أن مصالح المديرية الجهوية للفلاحة كانت سباقة إلى جانب قطاعات اخرى إلى الاهتمام بهده لشجرة الصبورة من خلال بناء وحدات لتثمين منتوجات الأركان وتأهيل بعض الوحدات بغية الحصول على الترخيص إضافة إلى دعم التعاونيات النشيطة بالمعدات و التجهيزات و مواد التعليب والمساعدة على التسويق (المعارض، المهرجانات، مشاركات دولية، ولوج الاسواق الكبرى، التسويق الإلكتروني..) كما أكد على أن وزارة الفلاحة تعمل على توسيع مساحات الأركان على المستوى الاقليمي من خلال دعم وغرس الأركان الفلاحي وجعله سلسلة انتاجية على غرار باقي السلاسل الأخرى.

الدكتور والأستاذ الجامعي بجامعة ابن زهر مبارك اوراغ تناول في مداخلته الموسومة ب” محمية المجال الحيوي للأركان: محاولة لفهم التنطيق الجديد” وبين أن مساحة مجالات الاركان تبقى تقديرات متغيرة وارقام مازالت تفتقد للدقة وتقدر بحوالي 27000هكتار في إقليم كلميم إلا أنه نظرا لعدم وجود خرائط دقيقة يبقى من الصعب تقييم وتحديد المساحة الحقيقية لمجال الاركان، كما أشار في مداخلته أن شجرة الأركان ذات قيمة كبيرة تستعمل لعدة أغراض : التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي والدور الاجتماعي والاقتصادي والتجميل والدور التراثي والثقافي، كما اوضح الأستاذ الجامعي كدلك ماهية محميات المحيط الحيوي وقدم العديد من الأمثلة على المستوى العالمي والوطني ميرزا أهم الشروط التي يجب أن تتوافر لحمل صفة المحمية

مبرزا تنظيم محمية المحيط الحيوي، كما أشار إلى مناطق انتشار الأركان على المستوى الجهوي منتهيا مداخلته بأهم الاكراهات التي يوجهها قطاع الاركان بالجهة.

بدوره حاول الطالب الباحث لحسن إيشو بجامعة محـمد الخامس الرباط أن يقارب موضوع شجر الأركان ولكن في مجال أخر وهو حوض ايرغن بجهة سوس ماسة على اعتبار أن اليوم الدراسي تجمعه وحدة الموضوع، حاول الباحث في بداية مداخلته أن يحدد منطقة دراسته ويبرز أهم الخصائص المميزة لحوض ايرغن، ليقف على أهم الاشكالات التي يعرفها الحوض بصفة عامة وخاصة المرتبطة بشجرة الأركان واهمها الضغط والتوسع المفرط للفلاحة العصرية على حساب مجال الأركان، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة للرحل على دوي الحقوق منتجي ومستغلي شجر الاركان والذي يرجع حسب الباحث إلى تغيير مسار تنقلات الرحل عن طرقها التقليدية المعتادة ويرجع السبب في هذا حسب الباحث إلى اعتبار تربية الماشية اليوم مشاريع مهمة تدر الدخل على ممتهنيها.

ممثل الغرفة الجهوية للفلاحة بدوره عبر على أهمية الاحتفال باليوم العالمي لشجر الاركان وبين مختلف الأدوار التي تقوم بها الغرفة لتثمين منتوجات الأركان من خلال مواكبة التعاونيات المشتغلة في المجال وابرام اتفاقيات شراكة ثم مواكبة التعاونيات للحصول على رخصة السلامة الصحية لتثمين المنتوج وتسويقه.

السيد حروشي محـمد رئيس جمعية أساتذة علوم الحياة والارض فرع كلميم تناول في مداخلته تحت عنوان” شجرة الأركان و دورها في الحفاظ على المجال البيئي و التنوع البيولوجي ” تناول التوزيع الجغرافي للأركان ثم الخصائص الايكولوجية لهده الشجرة من جهة، ومن جهة أخرى وقف على ابرز وظائفها وخصائصها الوراثية إضافة إلى أهم المخاطر والتهديدات التي تواجه هذه الشجرة النادرة، كما أكد السيد حروشي على ضرورة تربية الناشئة وأجيال الغذ للمحافظة على الأركان من خلال تفعيل الأندية بالبيئية بالمؤسسات التعليمية وكذا مساهمة المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المختلفة في ابراز أهمية هذه الشجرة الفريدة والانخراط الايجابي من الكل وفق مقاربة تشاركية في سبيل المحافظة عليها وصيانتها.

وفي الأخير تفاعل جميع الحاضرين في اليوم الدراسي بشكل ايجابي مع المداخلات التي تهدف خدمة شجر الأركان وتثمين القطاع بالجهة، وخلص اللقاء الدراسي إلى التوصيات التالية:

ضرورة الاسراع في ادراج إقليم كلميم ضمن محمية المحيط الحيوي للأركان.

ضرورة الاشتغال على النصوص القانونية المندرجة في التشريع الغابوي وتطويرها لتلائم الطفرة النوعية التي عرفها القطاع في السنوات الأخيرة.

تنمية مناطق ومجالات انتشار الأركان بالعالم القروي قصد تثبيت استقرار السكان والمحافظة على الأركان.

الاسراع بإخراج القرارات العاملية المرتبطة بأكدال في مناطق انتشار الاركان على غرار باقي العمالات والأقاليم.

الاستثمار في غرس أشجار الأركان بالجهة عوض الأشجار والمغروسات المستهلكة لكميات كبيرة من المياه في جهة تعرف ندرة التساقطات.

وضع استراتيجية جهوية خاصة بكل قطاع أو مشتركة بين القطاعات التي تهدف خدمة قطاع الأركان بالجهة.

تقييم واقعي للسياسات الموجهة لتنمية العالم القروي عامة ومجال الاركان بصفة خاصة.

دعم الجمعيات والتعاونيات النشيطة بقطاع الأركان بتوفير المعدات والأدوات الضرورية.

ايجاد حل لتسويق منتوجات الأركان عبر التسويق الترابي للجهة والبحث عن أسواق خارجية تساهم في تنمية القطاع عن طريق العائدات.

الاهتمام بالعنصر البشري وخاصة النساء العاملات في التنظيمات المهنية للأركان.

ضرورة الترافع من أجل جعل اقليم كلميم ضمن برنامج أنظمة التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية (sipam)

إعداد: ذ. مصطفى العفاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here