خيبة أمل وعقم تفكير

بقلم صبيح الكعبي

بعد ان اشتد وطيسها وكادت تأتي على الاخضر واليابس و لن تبق ولاتذر جاء خطاب سماحة السيد الصدر بتفاديها وانهاء تباعاتها , وبذلك حقن الدماء وهدأت النفوس بإعلانه صراحة ان القاتل والمقتول في النار, صورة مأساوية ألقة بظلالها على عراقنا الحبيب ادخلت الرعب والخوف في قلوب الشعب خوفا من امتدادها على ساحة بلدنا العزيز , لعلة الرصاص وهتافات تسقيط وحرق مقرات استخدمت فيها الممنوعات من الجميع المتفرج والذي في دائرتها . سنوات عجاف مرت اثقلت كاهل الشعب بظلم وعوز وفساد انتجت اجيال لا قدرة لهم على ان يكونوا كغيرهم من شعوب العالم , فبدلا من الحروب التي ساقت الكثير منهم لحتمية الموت في العهد السابق هذه المرة بصورة الفقر وبطاله وانعدام خدمات ومصادرة الثروات بمسميات هجينة وغريبه يتلظى بدهاليز الامنيات وخيبة آمال , صورة عصرت القلب وشلت التفكير وهدمت قواعد العقل وتبددت فيها الانسانية , شباب بعمر الورد يتساقطون بين الحين والاخر في مناطق العراق الواسعة , على يد أخوة لهم تربطهم روابط المحبة والدين والمذهب , بلحظة غياب العقل وسيطرت الشيطان وفعل الانتقام على نفوس طالما تبركت بمراقد الصالحين وخدمت في مواكب المعزين واقامت ولائم الزائرين واقدام اتعبتها مسيرة الاربعين , الاخوة والايمان ومحبة الاخرين محفز للوقوف والتراجع لمحاسبة الذات . ما جرى في عراقنا الحبيب خلال الايام الماضية مدعاة للألم والبكاء , المقاتلون ثروة من ثروات البلد صقلتهم التجارب وقومتهم الحروب وعلمتهم فنون القتال في ساحات الوغى منذ القدم ولهذه اللحظة , فالعراقي لم يغمد سلاحه ولم يطأطئ رأسه واخرها محاربة دا عش والقاعدة وكيف انتصر عليها وحرر أرضه ,الواجب الشرعي والاخلاقي والانساني عودة الجميع لمنطق العقل وعدم ضياع الفرصة , بلدنا بحاجة لمن ينتشله من هاوية المنحدر والسير بخطى ثابته نحو مستقبل أفضل بمشاريع وخطط وبرامج تكفل اعادة ترتيب اوراقه حسب الاولويات من كهرباء الى شحة المياه الى معالجة التصحر والبطالة والخدمات ورفع المستوى المعاشي للفقراء والمعوزين ومحاسبة الفاسدين واعادة الاموال المنهوبة , بادرة الامل ونكران الذات التي بدأها سماحة السيد مقتدى برنامج نحو التسامح والتصالح ونبذ الخلافات لنبدأ بإعادة تقييم التجربة ورسم مستقبل البلد لنكون بمستوى المسؤولية ونكران الذات , على الكتل السياسية ان تحزم أمرها وتشد رحالها نحو النجف الاشرف وخاصة منطقة الحنانة لتقديم الشكر والتقدير والعرفان لسماحته بقراره الشجاع والمسؤول بإطفاء نار الفتنة وتقريع المتسببين بنثر الدم واستخدام السلاح واباحة مؤسسات الدولة . بهذا الفعل والتصرف نكون منصفين له شاكرين سعيه وهي خطوة للم الشمل واصلاح ما فسد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here