فان خوخ حالما عند مهب خيبته الشاهقة

بقلم مهدي قاسم

فان خوخ كان حالما دوما
بحبيبة ربما ستأتي قريبا وهي قد تنط فجأة
من إحدى لوحاته الافتراضية الجاهزة في مخيلته الحاشدة
بحقول عباد شمس ساطعة وبأشباح شرسة ..
حبيبة أنتظرها طويلا عند حافة خيبته العالية
نافثا دخان أمله الشاحب من بايب يأسه الكثيف المتراكم يوما بعد يوم .
فكم من نساء كثيرات جئن وذهبن بلمحة غامضة ومتلاشية
كنيازك سريعة اشتعال و زوال وغياب ؟ .
ولكن ولا من حبيبة حنونة و وفية قد مرت وبقيت كشجرة معمرة،
بذراعين مفتوحين وقلب خال من خشخشة نقود و مغناطيس بريق ذهب وفخفخة مال باذخة .
حتى تذئبّن وجهه من شدة يأسه متحرشفا خيبة واخزة
وهو يطلق عوائه المتقطع والمبحوح الأخير
في وجه ضراوة الصمت لليل البهيم .
كأنما مثل تلويحة وداع تجمدت في جبين ريح مشاغبة و ضالة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here