اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة يونس (ح 92)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الطهارة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ماذا للميت في الدنيا بعد موته؟ المراد بالصدقة الجارية، بمعناه اللفظيِّ أو المطابقي: كلُّ ما يدرُّ مالاً باستمرارٍ لقضاء حاجة المحتاجين، أو تغطية بعض المصالح المشروعة أياً كانت. والاستمرار مفهومٌ من لفظ جارية، كما هو واضح. إلا أنَّ حمل الصدقة على الإيراد الماليِّ خاصَّةً، لا يخلو من ضيقٍ في التصور، بل هو أوسع من ذلك، بل المهمُّ هو قضاء حاجة المحتاجين. فما الفرق بين أن يعيش على موارد دارٍ مثلاً، أو أن يسكن تلك الدار بنفسه. وعندئذٍ ستكون نفس الدار صدقة، أو قل: إنَّ سكناها صدقة، وكذلك لو كان آلةً أو فراشاً مثلاً. وكذلك لو لم يكن فيه موردٌ ماليٌّ كالمسجد، فإنَّ الصلاة فيه ستكون صدقةً جاريةً، وهكذا. وكذلك، لو لم تكن الصدقة جاريةً، بل كانت محدودةً بزمانٍ معين، أو بمرةٍ واحدةٍ فقط بعد موت صاحبها، فإنَّ معنى الحديث يشملها بلا إشكال. دلَّ الكتاب والسنة على وجود بعض الأعمال الصالحة للمؤمنين في الآخرة، كذكر الله سبحانه، قال تعالى: “وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (يونس 10)، وغيرها من الآيات.

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التفكر في الخلق: هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وهو فقهياً من المستحبات المؤكدة، التي لها آثارٌ وضعيةٌ جليلةٌ ومحمودة، وحيث لم يعزل له الفقهاء مكاناً في فقههم، ناسب ذكره في مقدمة العبادات. وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، نذكر منها: شجب القرآن إهمال العقل وعدم استعماله في آياتٍ عديدةٍ، منها قوله تعالى: “وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون” (يونس 100).

جاء في موقع تاريخ الأديان للكاتب علي الابراهيمي عن مفهوم القيادة الدينية لدى الشهيد محمد محمد صادق الصدر: المباشرة الميدانية: وهي من أهم خصائص القيادة الصالحة، ومن عوامل النجاح الرئيسة. حيث لابد أن يكون القائد لا سيما الديني بين الناس، عارفاً ومطّلعاً على أحوالهم وشؤونهم، مدركاً لظاهرهم وباطنهم، ومتلمّساً لواقعهم ومحيطهم . وهم كذلك مطّلعون على إمكاناته وخصائصه، وقدرته الميدانية. والقائد يعيش مع الأمة واقعها ، حلوه ومرّه، ومشخّص لمشاكلها ، وملتفت لما تعانيه وما تملكه . ثم ان الناس حين تعيش مع القائد ويعيش معهم سوف يكونون اكثر عزما ، وأكثر همة ، وأعمق فهما. والتاريخ يحدّثنا كيف أن أولي العزم من الأنبياء كانوا يسيرون مع مجتمعاتهم ، خطوة بخطوة ، ويعانون معها ما تعانيه ، فيكونون أول المتقدمين في كل نهضة للإصلاح. ولعلّ المباشرة الميدانية كانت أهم ما يميّز علماء وفقهاء الشيعة الإمامية ، منذ صدر الاسلام ، لولا ان استجدت على المرجعية والقيادة الدينية من المظاهر ما جعلها تنقسم بين مرجعية دينية ميدانية شهيدة ، ومرجعية دينية منعزلة. “وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ * فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ” (يونس 87-89).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here