الأمطار تكشف فقر الخدمات وتتسبب بوفاة 4 أشخاص في ذي قار

ذي قار/ حسين العامل

كشفت الموجة المطرية الاخيرة في ذي قار عن حاجة الاحياء السكنية الفقيرة الى المزيد من الخدمات وتأهيل البنى التحتية في قطاع المجاري وذلك لتفادي الاضرار الناجمة عن غزارة الأمطار وغرق الشوارع وانهيار المنازل. وشهد عدد من الاقضية والنواحي مؤخراً حوادث متفرقة بسبب الأمطار نتج عنها مصرع 4 أشخاص من عائلة واحدة في قضاء الفجر وغرق مستوصف صحي في الغراف.

وتعد الامطار زائراً ثقيلاً على الاحياء التي تشكل حزام الفقر لمركز مدينة لناصرية ومراكز الاقضية والنواحي حيث تنعدم شبكات المجاري النظامية والشوارع المبلطة ولاسيما في الاحياء التي تعاني من تلكؤ مشاريع البنى التحتية، او تلك غير المخدومة بشبكات المجاري. ومع اول زخة للأمطار التي شهدتها محافظة ذي قار مؤخراً اعلنت مصادر حكومية وامنية عن مصرع اربعة اشخاص من عائلة واحدة إثر انهيار سقف دارهم بسبب غزارة الأمطار في قضاء الفجر (120 كم شمال الناصرية). وعزا قائممقام قضاء الغراف حسن كاظم الخفاجي في تصريحات صحفية تابعتها (المدى)، “السبب الرئيس لتعرض مركز الغراف الصحي للغرق الى تساقط كميات كبيرة من الأمطار والى البناء المتهالك للمستوصف الذي يقع في منطقة منخفضة”. ودعا الخفاجي، “وزارة الصحة إلى الموافقة على مشروع إنشاء مستشفى تخصصي كون القضاء ما زال يعمل بنظام المراكز الصحية”.

يأتي ذلك في وقت ذكرت وكالة الانباء الرسمية، أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجَّه بتفقد أحوال عائلة في قضاء الفجر بمحافظة ذي قار انهار سقف دارهم جراء سقوط الأمطار وتوفي على أثره رجل وزوجته وطفلان اثنان”. وأضافت الوكالة، أن “السوداني وجَه ايضا برعاية الأطفال الأربعة الذين نجوا من جراء سقوط سقف الدار وشمولهم براتب الرعاية الاجتماعية مع تقديم مبلغ مالي لهم”.

ويرى الناشط حسن هادي المدرس وهو من أهالي سوق الشيوخ، أن “تساقط الامطار هو بارومتر لاختبار مستوى الخدمات فمن خلال هطول الامطار تتكشف جودة المشاريع من رداءتها”.

وتابع المدرس، أن “شوارع قضاء سوق الشيوخ (29 كم جنوب الناصرية) كانت تعاني من طفح المجاري حتى في ايام الصيف، فكيف سيكون حالها في موسم الشتاء وتساقط الامطار؟”.

وأشار، إلى أن “معظم شوارع القضاء متهالكة والاحياء ما زالت تعاني من تلكؤ مشاريع المجاري منذ أكثر من 10 أعوام”. وبين المدرس، أن “مشاريع المجاري التي تعرف بأسماء مشروع سيد سعدون والمشروع الايطالي ما زالت متوقفة ومتلكئة لأسباب مجهولة”.

وطالب، “الحكومة المحلية بالتدخل لاستئناف العمل في تلك المشاريع والعمل على انجازها لتنقذ المواطنين من معاناتهم”، ورأى أن “احالة المشاريع ولاسيما مشاريع المجاري الى شركات غير رصينة فاقم من معاناة السكان المحليين”. من جانبه، يؤشر مواطن اخر يدعى ابو احمد خللاً في إنفاق الاموال المخصصة لمشاريع الخدمات.

وقال أبو أحمد في حديث مع (المدى)، إن “تخصيصات المشاريع المخصصة لمحافظة ذي قار خلال العامين الاخيرين والاعوام السابقة كانت جيدة غير ان الكثير من الاحياء السكنية في المحافظة مازالت تفتقر للبنى التحتية وشبكات المجاري النظامية”.

ولفت، إلى أن “أموال صندوق اعمار ذي قار والخطة التنموية ومشاريع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي تقدر بأكثر من تريليون و500 مليار دينار الا ان آثارها على ارض الواقع محدودة الاثر ولم تغطِّ كامل حاجة المحافظة من المشاريع الخدمية”.

وحذر أبو أحمد، من “شبهات فساد تحوم حول مشاريع الاعمار”، داعيا الجهات الرقابية الى “تفعيل دورها في الحد من الفساد في هذا المجال كي تسهم بدعم المشاريع الخدمية وتنقذ السكان المحليين من الحرمان ونقص الخدمات وتداعيات الموجة المطرية”.

بدوره، عدّ عادل السعيدي “قضاء سوق الشيوخ ضمن المدن المنكوبة التي جرى تهميشها”، مضيفاً أن “القضاء يعاني من إهمال كبير وعدم توفر الخدمات الاساسية وتدهور كامل في البنى التحتية”. ولفت، إلى أن “شوارع القضاء معظمها محفرة وتعاني من طفح المجاري نتيجة تلكؤ وتوقف العمل في مشروع المجاري الذي لم ينجز رغم مرور 14 عاماً”. وأكد السعيدي، أن “الشوارع تحولت الى مستنقع للمياه الآسنة والنفايات وبات يتعذر على السكان المحليين المرور فيها”، وتحدث عن “شحة المياه وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري والعجز الكبير في الغطاء السريري”.

وكان مصدر أمني في محافظة ذي قار قد افاد مؤخرا بتعرض أحد منتسبي شرطة المحافظة إلى صاعقة برق في قضاء البطحاء غربي المحافظة أدت إلى احتراق جزء من جسده.

وقال المصدر، إن “المنتسب كان قد تعرض بشكل مباشر إلى الصاعقة اثناء اداء واجبه”، مؤكداً “نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج”.

وكشفت ادارة محافظة ذي قار الشهر الماضي، عن خطة مشاريع بقيمة 560 مليار دينار ضمن قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، وفيما اشارت الى مشاريع خدمية وعمرانية تشمل جميع الوحدات الادارية في المحافظة ضمن الخطة، اكدت توقيع عقود 34 مشروعا مع الشركات التي احيلت عليها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here