شَرفُ الشِّعْر

شَرفُ الشِّعْر

عمر بلقاضي / الجزائر

***

جَعلْتُ الشِّعرَ لي شَرَفَا … يُريدُ العزَّ والنَّصفا

يقولُ الحقَّ في ثِقةٍ … وإنْ أرسلتُه شغَفَا

فإنَّ الشِّعر مَكْرمةٌ … تداوي الزَّيغَ والصَّلفا

ولا يُغني القلوبَ به … سوى من كان مُحترِفَا

يَلينُ الحَرفُ في يَدِهِ … إذا أثنى وإنْ وَصَفَا

معاني الشِّعرِ ساميةٌ … تَعَافُ الغَيَّ والقَرَفَا

ولا تبدُو جَواهِرُها … لِمَن يرجو به عَلَفَا

جمالُ الشِّعرِ يُحسِنُهُ … أَريبٌ يَهجُرُ السَّخفَا

رَقيقُ الحِسِّ ذو هَدَفٍ … جليلٍ يرفضُ الصُّدَفاَ

يقولُ الحقَّ مُتَّبِعًا … كتابَ الله ِ و السَّلفَا

إذا رامَ المديحَ أتى … بَيَانًا بالذي عَرَفَا

وإنْ رامَ النَّسيبَ أتى … بِشِعرٍ يَنْثنِي رَهَفَا

وإنْ رامَ الهجاءَ فلا … يُعيدُ الدَّهرُ ما نَسَفَا

وقولُ الحقِّ دَيدَنُه ُ… إذا في فَخْرِهِ دَلَفَا

وإن أدْلَى بِمَوعِظة ٍ… تَرَى الأعْتَى وقدْ ذَرَفَا

فكنْ في الشِّعرِ ذا هَدَفٍ … وكنْ بالصِّدقِ مُتَّصِفَا

فقولُ الشِّعرِ مَلحمةٌ … إذا مِنْ نُورِنا غَرَفَا

***

ولكنَّ القَريضَ غَدا … سُقوطاً في الرُّؤى أسَفَا

فَذُو الأهواءِ يُرْسِلُهُ … بِغَيِّ النَّفسِ مُعتَرِفَا

هراء لا أساسَ له ُ… ولا حُسناً ولا هَدَفَا

غَداَ فُحْشاً وسَفسَطَةً … بأخلاقِ الهُدى عَصَفَا

فعَافَ النَّاسُ جَانِبَه ُ… لأنَّ الشَّاعِرَ انْحَرَفَا

هو التَّغريبُ دمَّرهُ … كَمثلِ البدرِ إن خُسِفَا

هراءُ الزَّيفِ مُختَبِئٌ … إذا قارنتَهُ كُشِفَا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here